إيران في الوقت القاتل
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

إيران في الوقت القاتل

المغرب اليوم -

إيران في الوقت القاتل

بقلم : مصطفى فحص

يراهن النظام الإيراني دائماً على قدراته الذاتية في الخروج من أزماته، وعلى مدى 39 سنة كان اعتماده الأساسي على طبيعته السياسية والعقائدية لتجاوز الأضرار التي تعرض لها جرّاء خوضه مواجهات مباشرة وأخرى غير مباشرة (استراتيجية كانت أو تكتيكية)، والتي حالت دون تخليه عن طابعه الثوري وهاجسه التوسعي.
ففي محطات سياسية واقتصادية صعبة تعرض لها منذ 1979 لجأ النظام إلى معادلة خاصة أطلق عليها تسمية «الصبر الاستراتيجي» ليوفر الوقت الذي يحتاج إليه للتغلب على ما يتعرض له من حصار أو عقوبات، كان الهدف من فرضها على الأغلب التمكن من تهذيب مسلك طهران فقط، لكنها لم تصل يوماً ما إلى طرح فكرة تغيير سلوكها جذرياً، وهو مطلب لا يتساهل النظام في مواجهته نظراً إلى الارتباط البنيوي بين مسلكه وطبيعته، ولأن طبيعته تؤثر في طبعه الذي أثبت على مدى أربعة عقود أنه يغلب تطبعه، فإنه من الصعب التكهن بأن النظام الإيراني بعد الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) وعلى المدى القريب أو المتوسط سيغلب تطبعه على طابعه كنتيجة مباشرة لحزمة العقوبات الثانية، وأنه سيضطر إلى نقاش بعض الجوانب في طابعه، ونتيجة لهذه المعادلة فإن النظام الإيراني يستعد لمرحة طويلة من المقاومة دفاعاً عن وجوده وخياراته، حيث من المرجح أن تتعامل طهران مع تداعيات العقوبات كأنها تحت وطأة حصار اقتصادي هو الأشد منذ تأسيس نظامها الإسلامي، وهذا ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني في أول ردة فعل له على فرض حزمة العقوبات الثانية إلى القول: «نحن في حالة حرب، ونحن نواجه حرباً اقتصادية. نواجه عدواً متسلطاً. يجب أن نصمد لننتصر»، مضيفاً: «على أميركا أن تعلم أنها لا تستطيع استخدام لغة القوة ضد إيران. نحن على استعداد لمقاومة أي ضغط». وقد بات واضحاً أن الحصار الاقتصادي سيفرض على القيادة الإيرانية طرح معادلة الصبر الاستراتيجي طويل الأمد من جديد، الذي يعتمد في تطبيقها على رؤية مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي، الاقتصادية التي يدعو لها دائماً في خطاباته، وهي الاقتصاد المقاوم الذي لا يمانع في تأميم الدولة والمجتمع لصالح نظام ريعي يسيطر على ثروات إيران ويسخّرها في خدمة مشاريعه الداخلية والخارجية.
في مشروع صموده طويل الأمد شبه المستحيل، سيلجأ النظام الإيراني إلى استغلال الثغرات المتاحة في نظام العقوبات الجديدة، والاستفادة القصوى من الهامش الذي وضعته واشنطن للدول الثماني المعفاة مرحلياً من العقوبات على استيراد النفط من إيران، إضافة إلى ما تملكه من أرصدة مالية تبلغ قرابة 100 مليار دولار، وما يمكن تحصيله من عائدات مليون برميل يومياً من النفط ستوفر بعض السيولة التي قد تساعد طهران على الصمود حتى نهاية ولاية الرئيس دونالد ترمب، الذي يواجه امتحان لسياساته الداخلية والخارجية من خلال الانتخابات النصفية للكونغرس بغرفتيه الشيوخ والنواب، حيث تعلق طهران الكثير من آمالها على نتائج هذه الانتخابات، وتراهن إما على خسارة الجمهوريين للأغلبية، وإما حتى على تقليص عدد نوابهم ما يتسبب في انكشاف إدارة البيت الأبيض تشريعياً، ما يؤدي إلى عرقلة بعض قراراتها في السياسة الخارجية، فيما يبقى رهان طهران الأكبر على حصول الحزب الديمقراطي على الأغلبية التشريعية، الذي قد يطالب بإعادة المراجعة لبعض البنود في العقوبات وعرقلة تطبيق بعضها بحجة أنها تضر بالشعب الإيراني وليس النظام، ولا تستبعد طهران رداً ديمقراطياً على الصفعة المعنوية التي قام بها الرئيس ترمب بتمزيق اتفاق استراتيجي أُنجز في عهد رئيس ديمقراطي، اتفاق تعرض لانتقادات شديدة من الجمهوريين وإدارة ترمب التي اعتبر أحد أبرز رموزها المتشددة جون بولتون «أن الإدارة ستفرض عقوبات تتجاوز هذا، لن نرضى ببساطة بمستوى العقوبات التي كانت موجودة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما».
وعليه، فإن الصبر لسنتين هو هدف إيران ما بعد الرابع من نوفمبر في حال حصل الحزب الديمقراطي على الأغلبية في الكونغرس، وأما إذا حصل العكس واحتفظ الحزب الجمهوري بالأغلبية التشريعية، فإن قدرة طهران على الصمود تصبح محدودة، وعلى الأغلب فإن علامات العجز ستبدأ في الظهور في النصف الثاني من السنة المقبلة، بعد أن تكون واشنطن قد قامت بتصفير صادراتها النفطية، وفرضت حصاراً على التعاملات المالية مع البنوك الإيرانية وعزلتها.
في التراث الشعبي لروسيا السوفياتية يقول الروس: «إذا كان الفتى تحت العشرين ولم يصبح يسارياً امتحنْ قلبه، وإذا أصبح فوق الأربعين وبقي يسارياً امتحنْ عقله»، والثورة الإيرانية على مشارف أربعينها حائرة بين ما تريده وبين ما يمكن أن تفعله، وفي سباق مع الوقت قبل شهر فبراير (شباط) المقبل 2019، حيث تقف أمام امتحان العقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران في الوقت القاتل إيران في الوقت القاتل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 14:41 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا
المغرب اليوم - مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib