لبنان ملء الفراغ بما يناسب المنظومة
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

لبنان... ملء الفراغ بما يناسب المنظومة

المغرب اليوم -

لبنان ملء الفراغ بما يناسب المنظومة

مصطفى فحص
بقلم:مصطفى فحص

أطلقَ «حزب الله» صافرة السباق الرئاسي في لبنان، معلناً أنَّ الوزير السابق سليمان فرنجية مرشح الثنائي الحاكم في الطائفة الشيعية. ترشيح ومرشح يكشفان أن المنظومة الحاكمة، وإن اختلفت حتى الآن حول مرشح الحزب الحاكم، فإنها بصدد خوض معركة شرسة من أجل الحفاظ على مكتسباتها. الأمر الذي يساعدها على استعادة سلطتها تدريجياً، لذلك ترفض حتى الآن تقديم أي تنازل في طبيعة علاقتها الطائفية والمصلحية مع الاستحقاقات الدستورية، من رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء، حتى تشكيل الحكومة.
إصرار «حزب الله» و«حركة أمل» على ترشيح فرنجية وإظهار أنهما سيخوضان معركته حتى النهاية يكشف عن حرصهما، وخصوصاً «حزب الله»، على إعادة إنتاج السلطة كما كانت قبل «انتفاضة تشرين»، من دون الأخذ بعين الاعتبار ما يمر به لبنان دولة وشعباً من مصاعب اقتصادية وحياتية ومعيشية تحتاج إلى مقاربة مختلفة عن السابق، إلا أنَّ حالة الإنكار التي تسيطر على منظومة السلطة بأكملها تجعلها تتصرَّف وكأنَّها قادرة على العودة بلبنان إلى ما قبل «17 تشرين» رغم الأحداث والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حصلت بعد الانتفاضة، من انفجار المرفأ الذي كشف عن حجم اهتراء السلطة أمنياً وقضائياً وإدارياً، إلى الانتخابات النيابية التي أنتجت برلماناً معطلاً لا يملك أي فريق فيه أغلبية بسيطة، إلى أزمة مالية واقتصادية جعلت من لبنان دولة فاشلة، وأزمة اجتماعية دفعت إلى هجرة جماعية، حيث تقول الأرقام إن نصف مليون لبناني يسعون للحصول على جواز سفر سنة 2023 بهدف مغادرة لبنان سعياً وراء لقمة العيش.
فعلياً ومن دون أي لبس ترشيح فرنجية ظاهرُهُ من قبل الثنائي؛ «حركة أمل» و«حزب الله»، أما باطنُه فيحظى بإجماع المنظومة. وإن اختلفوا على الاسم، لكن المضمون واحد، هدفه ليس فقط استعادة كاملة للسلطة والمؤسسات، بل منع إنتاج سلطة جديدة، أو السماح لطبقة سياسية جديدة أن تتكوَّن خارجها، أو الموافقة على الإصلاحات الإدارية والاقتصادية التي يشترطها المجتمعان العربي والدولي من أجل مساعدة لبنان على الخروج من أزمته، فهذه الطبقة السياسية المُسلحة التي أوصلتها الحرب الأهلية إلى السلطة يبدو أنها مستعدة لخوض حروب جديدة من أجل البقاء في السلطة.
إذن ترشيح فرنجية من قبل أعمدة المنظومة (الثنائي الشيعي) إن لم يكن هدفه فتح النقاش جدياً على مرشح تسوية، فإنه أدخل الاستحقاق الرئاسي منعطفاً جديداً قد يتسبب في تعطيل الاستحقاق لمدة أطول، ويدفع الأمور إلى ما هو أسوأ، فوفقاً لطبيعة الطبقة السياسية الطائفية فإنَّ فرنجية لا يحظى بإجماع مسيحي، وهذا يعني أن «حزب الله» لم يزل مصراً على فرض هيمنته على باقي الطوائف، ويتصرّف كأنه لم يزل قادراً على هندسة السلطة كما جرى سنة 2016. إذ يربط ما بين التعامل بواقعية مع الاستحقاقات الدستورية وبين الاستقرار، وكأنَّ هناك من يلوح بمعادلة (إما أن يقبل الخارج والداخل بما نقبل به، وإما الفوضى).
هذا المنطق الإنكاري الذي يرفض القيام بمراجعة سياسية للمرحلة التي سبقت «انتفاضة تشرين» من قبل المنظومة، دفع نخباً سياسية وحزبية معارضة، تقاطعت مع قوى التغيير أو اندمجت معها، إلى رفض هيمنة طرف واحد على السلطة، وإلى إعادة طرح طبيعة علاقتها.
ليس بالدولة فقط، بل بشكل الكيان، وقدمت مقاربة مختلفة، مبنية على المتحولات التي تكونت في الفضاء العام لـ«انتفاضة تشرين» التي شجعت هذه النخب على المصارحة الشجاعة، أن الصيغة ليست مقدسة، وأن اتفاق الطائف يمكن تطويره، ولكن بشرط المناصفة والمساواة في الحقوق والواجبات، وأن رفض الإصلاح والتغيير، وفقاً لاعتبارات موازين القوى الحالية، سيدفع إلى المُجاهرة بأن العيش المشترك أيضاً لم يعد مقدساً، وهذا لا يعني طلاقاً جغرافياً، أي التقسيم، بل إنَّ طلاقاً آخر اجتماعياً وثقافياً يحدث في لبنان يدفع بالجماعات إلى خيار الانعزال.
وعليه، فإن ملء الفراغ الدستوري بما يناسب المنظومة ليس إلا فراغاً في فراغ، قد تملؤه الفوضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ملء الفراغ بما يناسب المنظومة لبنان ملء الفراغ بما يناسب المنظومة



GMT 13:57 2024 الإثنين ,05 آب / أغسطس

محاصر بين جدران اليأس !

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

«مسار إجبارى».. داش وعصام قادمان!!

GMT 10:52 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الفوازير و«أستيكة» التوك توك

GMT 10:49 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الأخلاقى والفنى أمامنا

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

ذكرى عودة طابا!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib