لعبة نتنياهو ولعبة حماس وإيران

لعبة نتنياهو... ولعبة "حماس" وإيران

المغرب اليوم -

لعبة نتنياهو ولعبة حماس وإيران

خير الله خير الله
بقلم - خيرالله خيرالله

بعد ستة أشهر على اندلاع حرب غزّة التي بدأت في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي بهجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته "حماس" على مستوطنات غلاف غزّة، يبدو لافتاً تحول هذه الحرب، في جانب منها، إلى حرب إسرائيلية - إيرانيّة.

ذلك هو جديد الحرب الذي يؤكّده استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانيّة في دمشق. اغتالت إسرائيل سبعة من كبار قادة "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني كانوا في القنصليّة، على رأس هؤلاء محمد رضا زاهدي الذي يعتبر المسؤول المباشر في "فيلق القدس" عن ملفات سوريا ولبنان، وربّما ملفات أخرى. لدى زاهدي علاقة خاصة بـ"حزب الله". حتّى أنّ مصادر، موضع ثقة، تقول إنّه عضو في القيادة العليا للحزب (مجلس الشورى).

كانت لافتة أيضاً مسارعة "كتائب القسّام"، الجناح العسكري لـ"حماس" إلى الإشادة بزاهدي وبدوره في الإعداد لـ"طوفان الأقصى" الذي تسبب بحرب طويلة أدّت، حتّى الآن، إلى تدمير نسبة سبعين في المئة من مباني قطاع غزّة وانتشار الجوع فيه. في غضون ذلك، تتابع إسرائيل حربها المجنونة والوحشية على غزّة وأهل القطاع الذي لا تتجاوز مساحته 365 كيلومتراً مربّعاً والذي حشر مليون ونصف مليون من سكانه في رفح، عند الحدود مع مصر، على مساحة نحو 55 كيلومتراً مربعاً.

لم يكن هناك من يتصور استمرار حرب غزّة ستة أشهر. بل يمكن للحرب أن تستمر أشهراً أخرى في غياب الأفق السياسي للمعنيين مباشرة بها، أي إسرائيل و"حماس" و"الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران التي تخوض حروباً عدّة على هامش حرب غزّة من منطلق حسابات خاصة بها. في أساس هذه الحسابات الرغبة في جعل الإدارة الأميركيّة تقتنع بأن إيران هي القوّة المهيمنة في المنطقة، إذ تتحكم بالعراق وسوريا ولبنان وجزء من اليمن.

تستطيع "الجمهوريّة الإسلاميّة" إغلاق مضيق هرمز كما تتحكّم بالملاحة في البحر الأحمر، وبالتالي بحركة المرور في قناة السويس. يستوجب، من وجهة نظر طهران، الاعتراف بالهيمنة الإيرانيّة عبر "صفقة" بين واشنطن وطهران. تترجم "الصفقة" المُفترضة الواقع القائم في الأرض والبحر إلى تفاهم ملموس ذي طابع أوسع من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة أوباما مع "الجمهوريّة الإسلاميّة" صيف عام 2015.

الأكيد أنّ إسرائيل هُزمت في حرب غزّة، ولكن من دون أن يعني ذلك انتصاراً لـ"حماس" التي انتهت سياسياً. لأنّ إسرائيل هُزمت، لم يعد من هدف لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية سوى متابعة الحرب. في النهاية، قضت "حماس" على غزّة لكنها استطاعت جرّ "بيبي" إلى مواجهة لا طائل منها في غياب سؤال بسيط من نوع: ما المشروع السياسي الإسرائيلي في اليوم الذي تتوقف فيه حرب غزّة؟ لا وجود لمثل هذا المشروع لدى دولة تمرّ في أزمة وجودية...

"حماس" نفسها في حال تخبّط. لم تعد الحركة تعرف ما عليها عمله، خصوصاً أن قيادتها الميدانيّة تعيش تحت الأرض في الأنفاق، فيما قيادتها في الخارج ترفض رؤية ما حلّ بغزّة وأهلها وما تسبّب به "طوفان الأقصى" من كوارث. لم يعد لدى "حماس" سوى الرهان بدورها، مثلها مثل "بيبي" نتنياهو، على استمرار حرب غزّة. يرافق ذلك وهم حصول تحوّل لغير مصلحة إسرائيل على صعيد الرأي العام الدولي. حصل مثل هذا التحوّل، خصوصاً في ضوء الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل في حق فريق إغاثة تابع لجمعية خيرية هي "المطبخ المركزي العالمي". لم تمض أيام إلّا وعاد كل شيء إلى حاله في ما يخصّ العلاقة بين إسرائيل والعالم الغربي، من دون أن يعني ذلك تخلّي إدارة جو بايدن عن رغبتها في التخلّص من "بيبي" نتنياهو وعمل كلّ ما تستطيع لتحقيق هذا الهدف.

هناك حرب غزّة وهناك حروب أخرى، بما في ذلك حرب جنوب لبنان التي تسبب بها "حزب الله" بصفة كونه لواءً في "الحرس الثوري" الإيراني. هناك حرب الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر. كذلك، هناك حرب تشنها إيران بالواسطة على الأردن الذي عرف حتّى الآن كيف يدافع عن نفسه وعن دوره الداعم للقضيّة الفلسطينية ببعديها السياسي والإنساني. المؤسف أن أطرافاً فلسطينيّة تشارك في الحرب على الأردن، إضافة، في طبيعة الحال، إلى دور النظام السوري الذي يهرّب مخدرات وأسلحة إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة.

في كلّ يوم يمرّ يزداد التورط الإيراني في حرب غزّة وفي الحروب الدائرة في المنطقة. تبدو كلّ الميليشيات الإيرانيّة في المنطقة مستنفرة، بما في ذلك تلك العاملة في العراق تحت لافتة "الحشد الشعبي". تسيطر هذه الميليشيات عملياً على قرار الحكومة العراقيّة التي تعاني ضياعاً ليس بعده ضياع، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بكيفية تعاملها مع الولايات المتحدة أو مع المكونات العراقية غير الشيعيّة، مثل المكون الكردي.

هناك جديد حرب غزّة، وهو جديد يتمثّل في انكشاف مدى التورط الإيراني فيها. هناك في الوقت ذاته ضحيّة لهذه الحرب هي الشعب الفلسطيني في غزّة نفسها... مع احتمال وجود ضحيّة أخرى مستقبلاً هي الشعب اللبناني.

من يوقف حرب غزّة في غياب موقف أميركي حازم وحاسم يستطيع القول لبنيامين نتنياهو إنّه يلعب لعبة "حماس" وإيران من أجل إنقاذ مستقبله السياسي الذي لا وجود له!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة نتنياهو ولعبة حماس وإيران لعبة نتنياهو ولعبة حماس وإيران



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:26 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل ريفي في بريطانيا من وحي تصميمات روبرت ويلش

GMT 11:35 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

زيّن حديقة منزلك مع هذه الفكرة الرائعة بأقل تكلفة

GMT 17:00 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش يسعى للفوز بذهبية أولمبياد باريس

GMT 06:20 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

230 ألف شخص يشيعون بيليه إلى مثواه الأخير

GMT 15:10 2022 الأربعاء ,23 آذار/ مارس

شركة "توتال" الفرنسية توقف شراء النفط من روسيا

GMT 20:10 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

مشروع قانون لتنظيم أسعار المحروقات في المملكة المغربية

GMT 14:16 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

فساتين سواريه للنحيفات المحجبات

GMT 23:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تعرف على قائمة الأسعار الجديدة للسجائر في المغرب

GMT 15:22 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:49 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسعار مازدا mazda 3 في مصر

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شركة أميركية ترصد صورًا لأهم أحداث الكوكب خلال العقد الماضي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib