النظام الجزائري يبحث عن عدوّ
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

النظام الجزائري يبحث عن عدوّ

المغرب اليوم -

النظام الجزائري يبحث عن عدوّ

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

 

من اطرف التصريحات السياسيّة التي صدرت أخيرا، تلك التي ادلى بها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة. استبعد لعمامرة أي وساطة بين بلده والمغرب بقوله انّ هذه الوساطة مرفوضة "امس واليوم وغدا".

يبدو كلام لعمامرة من النوع المضحك المبكي. مضحك كونه صدر عن شخصية تتعاطى الديبلوماسية. تعني الديبلوماسيّة قبل كلّ شيء الإستعانة بالكلام اللائق في التعامل بين الدول، فكيف اذا كان الأمر يتعلق ببلدين متجاورين عضوين في جامعة الدول العربيّة، بعض تاريخهما مشترك ولا عداوة بين شعبيهما. على العكس من ذلك، ثمة ودّ متبادل بين الشعبين ظهر في كلّ مرّة تقابل فيها فريقان رياضيّان مغربي وجزائري. ما هو مبك أنّ لعمامرة يبدو كأنّه في بحث دائم عن عدوّ للجزائر علما أنّ لا وجود لمثل هذا العدو إلّا في الوهم. اختار العنوان الخطأ عندما رأى في المغرب عدوّا!

ينسى وزير الخارجية الجزائري، الذي يقول الذين عرفوه انّه حاذق يتمتّع بخبرة طويلة، دعم المغرب ملكا وشعبا للجزائريين في حرب الإستقلال. لم يأت اسم مجموعة وجدة الذي اطلق على هواري بومدين ورفاقه، بينهم عبدالعزيز بوتفليقة المولود في المغرب، عن عبث. كان افراد هذه المجموعة في الأراضي المغربيّة في مرحلة ما قبل الإستقلال. تمتع هؤلاء بكل الرعاية والحماية المغربيّة في تلك المرحلة ثمّ حكموا الجزائر بعد استيلاء بومدين على السلطة في العام 1965، أي بعد ثلاث سنوات على الإستقلال.

إضافة إلى البحث عن عدو وتوهّم وجود مثل هذا العدو، ليس كلام وزير الخارجيّة الجزائري سوى تعبير آخر وليس، في طبيعة الحال، التعبير الأخير عن ازمة النظام الجزائري الباحث في استمرار عن تصدير مشاكله إلى خارج حدوده. لا يدري لعمامرة، الذي تطمح بلاده إلى استضافة القمّة العربيّة في تشرين الثاني – نوفمبر المقبل، أنّ معظم الدول العربيّة اخذت موقفا إيجابيا من استعادة المملكة المغربيّة اقاليمها الصحراوية.

عبّر عن هذا الموقف عدد الدول العربيّة التي فتحت قنصليات لها في مدينة العيون، عاصمة الصحراء المغربيّة وفي الداخلة على شاطئ الأطلسي. الأهم من ذلك كلّه، أنّ الولايات المتحدة نفسها، اعترفت في الأسابيع الأخيرة من ولاية الجمهوري دونالد ترامب بأنّ الصحراء مغربية. باتت مغربيّة الصحراء من ثوابت السياسة الأميركيّة تجاه شمال افريقيا. الدليل انّه لم يطرأ أي تغيير على الموقف الأميركي مع تبدل الإدارة ووصول الديموقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض مطلع العام 2021.

ليس مستبعدا أن يكون لعمامرة، شعر مثله مثل مسؤولين جزائريين آخرين، بنوع من فائض القوّة مع ارتفاع سعر برميل النفط وسعر الغاز الجزائري في وقت يحتاج العالم إلى بديل من الغاز الروسي. لكنّه يظهر انّ الرجل لا يريد اخذ العلم بأنّ دولة مثل اسبانيا، تستورد الغاز الجزائري، رفضت الدخول في لعبة الابتزاز الجزائريّة واتخذت موقفا واضحا من استعادة المغرب اقاليمه الصحراوية.

واضح انّ وزير الخارجية الجزائري لا يريد تعلّم شيء من تجربة رئيسه عبدالمجيد تبون الذي اعتبر قبل نحو شهرين أنّ إعلان الحكومة الإسبانيّة دعمها لخطّة الحكم الذاتي للصحراء المغربيّة "غيّر كل شيء" في العلاقات الجزائرية – الإسبانية. ما الذي تغيّر منذ اتخاذ تبوّن مثل هذا الموقف؟ لم يتغيّر شيء. على العكس من ذلك، طرأ مزيد من التحسّن على العلاقات المغربيّة – الإسبانيّة في شتى المجالات.

كان في استطاعة تبون اخذ الجانب المضيء الذي طرأ على الموقف الإسباني والإنضمام إلى موقف مدريد من الصحراء المغربيّة بدل الإعتراض عليه.

كان اجدر بالرئيس الجزائري وقتذاك الإعتراف بأنّ على بلاده نفسها التخلي عن أوهام عانت منها طويلا، كما عانى منها الصحراويون الذين تحتجزهم السلطات الجزائرية في مخيّمات البؤس في تندوف. كان يفترض به الدفع في اتجاه العيش الكريم لهؤلاء على غرار عيش الصحراويين بكرامة، مثلهم مثل أي مواطن مغربي، في الأقاليم الصحراوية داخل المملكة المغربيّة..

غيرت اسبانيا موقفها الرسمي إزاء نزاع الصحراء المغربية لمصلحة المغرب. في الواقع تصالحت اسبانيا مع نفسها عندما ايّدت مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل هذا النزاع.

في آذار – مارس الماضي حصل توتر في العلاقات بين إسبانيا والجزائر التي استدعت سفيرها لدى مدريد، وربطت عودته بتقديم الحكومة الإسبانية "توضيحات مسبقة" بشأن الأسباب التي جعلتها تغيّر موقفها. لم تغيّر الحكومة الإسبانيّة موقفها. لم يحصل شيء على الرغم من اغلاق الجزائر خط انابيب الغاز الذي يمرّ في الأراضي المغربية والذي يوصل كميّات من هذه المادة إلى اسبانيا. بقيت اسبانيا تتطلع إلى مزيد من التعاون مع المغرب بعدما زار رئيس وزرائها بدرو سانشيز الرباط والتقى الملك محمد السادس... وبقي النظام الجزائري يهدّد ويتوعّد ولا احد يأبه به أو يعيره اهتماما. كلْ ما فعله النظام الجزائري انّه استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في زيارة لا فائدة تذكر منها، خصوصا ان الجزائر غير قادرة على الحلول مكان روسيا في مجال تزيد أوروبا الغاز من جهة وفي وقت قرّرت دول أوروبا المعنيّة، في مقدّمها المانيا، البحث عن بدائل من النفط والغاز الروسيين من دون المرور بالجزائر والإستعانة بها من جهة أخرى.

يرفض النظام الجزائري رؤية ما يجري المنطقة والعالم. لا يزال يرى نفسه لاعبا مهمّا في شمال افريقيا وفي افريقيا نفسها وفي أوروبا. فاته ان الزمن تجاوزه، كذلك الأحداث العالمية ونشوب الحرب الأوكرانيّة. لا يستوعب أنّ الطريق إلى استضافة قمّة عربيّة لا يمرّ بالإساءة إلى المغرب الذي ترفّع دائما، ملكا وشعبا في كلّ مناسبة عن النزول إلى مستوى الإستفزازات الجزائريّة. المغرب يتعاطى مع العالم بكلّ واقعية. تكمن مشكلة لعمامرة أن المسؤولين في المغرب لا يمكن ان ينزلوا إلى مستوى اللغة التي يستخدمها، لا لشيء سوى لأن المغرب لا يبحث عن أعداء بمقدار ما يبحث عن أصدقاء في افريقيا وأوروبا والعالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام الجزائري يبحث عن عدوّ النظام الجزائري يبحث عن عدوّ



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib