الاستثناء المغربي مجدّدًا
البحرين تفتح مجالها الجوي مؤقتاً كإجراء احترازي تصعيد إقليمي خطير وقصف إيراني يستهدف قاعدة العديد بحضور قائد "سنتكوم" وتحركات عسكرية في سوريا وإسرائيل تهاجم طهران إيران تؤكد أن الهجوم على قاعدة العديد في قطر هو رد يأتي في إطار الرد بالمثل وبما يتوافق مع القوانين الدولية وحق الدفاع المشرو الجيش الإسرائيلي يستكمل موجة من الغارات في غرب إيران استهدفت مواقع لتخزين صواريخ ومسيّرات قطر تدين استهداف قاعدة العديد وتؤكد التصدي للصواريخ الإيرانية بنجاح سقوط طائرة مسيرة من نوع "شاهد 101" في عمان يُسبب أضرارًا مادية وسط إجراءات أمنية مشددة إيران تعلن أن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قطر كان مساويًا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في المواقع النووية إنطلاق صافرات الإنذار في ثلاث دول عربية خلال الرد الإيراني على الهجوم الأميركي إطلاق عمليات "بشائر الفتح" الإيرانية ضد قاعدة العديد الأميركية وتصريحات إسرائيلية عن تهديدات قادمة انفجارات في طهران والدوحة تدين هجوم الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد وتؤكد حقها في الرد
أخر الأخبار

الاستثناء المغربي مجدّدًا

المغرب اليوم -

الاستثناء المغربي مجدّدًا

بقلم : خيرالله خيرالله

ليست المسألة مسألة افتتاح معمل لسيارات “بيجو” في مدينة القنيطرة المغربية فقط. المسألة هي لماذا في استطاعة الملك محمّد السادس أن يكون راعيا للاحتفال بمثل هذا المصنع الذي يؤمّن الآلاف من فرص العمل في منطقة لا تبعد كثيرا عن الرباط عاصمة المملكة المغربية؟

لماذا استطاع محمّد السادس تكريس الاستثناء المغربي، مرّة أخرى، في العلاقة مع أوروبا وأفريقيا وفي مجال تحويل المملكة المغربية إلى جاذب للاستثمارات المفيدة التي تخلق فرص عمل في وقت تعاني أوروبا عموما من مشاكل اقتصادية كبيرة؟

في النهاية لا شيء ينجح مثل النجاح وليس ما يدل على النجاح غير لغة الأرقام والوقائع. لم يكن ممكنا أن تبني شركة مثل “بيجو” معملا في المغرب لو لم تتوفّر البنية التحتية التي سمحت بقيام مثل هذا المعمل الصديق للبيئة بكلّ ما ينتجه.

هناك قبل كلّ شيء المناخ المغربي المشجّع للاستثمارات الأجنبية. هناك اليد العاملة الرخيصة نسبيا وذات المؤهلات العالية. هناك قرب المغرب من أوروبا وهناك خط القطار السريع الذي يربط الدار البيضاء بطنجة والذي يمرّ بالقنيطرة. باختصار شديد، هناك جو ملائم لقيام مثل هذه المشاريع في المغرب.

بلغة الأرقام والوقائع ما حدث كان التالي: ترأس الملك محمد السادس يوم الخميس الماضي في المنطقة الصناعية المندمجة “أتلانتيك فري زون” (Atlantic Free Zone) في القنيطرة، احتفالا بتدشين المنظومة الصناعية للمجموعة الفرنسية “بي إس أ” في المغرب. سيحفّز هذا المشروع تطوير قطاع السيارات الوطني ويكرس تميز علامة “صنع في المغرب”.

أشرف الملك في المناسبة، على تدشين المصنع الجديد لمجموعة “بي إس أ” الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 100 ألف عربة ومحرك مرتبط بها، سنويا. كما أشرف محمّد السادس على إعطاء انطلاقة ورشة توسعة هذا المركب الصناعي من الجيل الجديد، الذي ستتضاعف طاقته الإنتاجية، حتى قبل 2023، التاريخ المرتقب لتحقيق هذا الهدف، والذي سيوفر 4 آلاف فرصة عمل في غضون ثلاث سنوات.

معروف أن مجموعة “بي إس أ” الفرنسية هي مالكة “بيجو” وشركات سيارات أخرى. يصعب على شركة من هذا النوع الاستثمار في المغرب لولا وجود الأجواء المناسبة لذلك وصولا إلى شراء معظم قطع السيارات التي تستخدم في إنتاج “بيجو” من داخل المملكة. هذا يعني في طبيعة الحال أن يصبح المغرب جزءا لا يتجزّأ من صناعة السيارات في العالم، بما في ذلك السيارات الكهربائية وكل وسائل النقل الصديقة للبيئة.

إذا كان من ملاحظة، على سياق الاحتفال بتدشين المصنع الجديد لـ”بيجو”، فهذه الملاحظة مرتبطة بوجود شركات أخرى في “أتلانتيك فري زون” في القنيطرة. هذه الشركات صينية ويابانية. يعكس ذلك مدى الاهتمام الدولي بالمغرب من جهة وقدرة المغرب على إقامة شبكة علاقات واسعة من جهة أخرى. لم يعد في الإمكان تجاهل أقطاب الاقتصاد العالمي مثل الصين واليابان. لم يعد أيضا في استطاعة أقطاب الاقتصاد العالمي تجاهل المغرب.

الأهمّ من ذلك كلّه أن صناعة السيارات في المغرب تعني قبل أيّ شيء آخر خدمة الإنسان المغربي، إضافة إلى أنها حلقة في سلسلة تصبّ كلها في تطوير المملكة على كلّ الصعد. ما لا يمكن تجاهله هو أنّ مصنعا آخر للسيارات في المغرب سيؤدي إلى تخريج مهندسين من أبناء البلد. يأتي ذلك في وقت زادت عائدات صناعة السيارات من حوالي ثلاثين مليار درهم (نحو ثلاثة مليارات دولار) إلى 65 مليار درهم، موفرا ما يقارب 190 ألف فرصة عمل.

لا وجود لأي عقد من أي نوع في المغرب. المطلوب بكل بساطة متابعة الحرب على الفقر والتخلّف والتطرف بكلّ أشكالها. لذلك يندرج مشروع “بيجو” الجديد في القنيطرة في إطار أوسع. هذا الإطار هو شبكة الطرقات الحديثة التي تمددت في كلّ الاتجاهات، فضلا عن البحث عن الطاقة المتجددة، خصوصا الطاقة الشمسية. لا يترك المغرب بابا يمكن الولوج منه إلى تطوير البلد ومواطنيه على كلّ الصعد إلاّ ويطرقه. المهمّ هو خلق الظروف المناسبة التي تسمح بنقل المغرب إلى مصاف الدول الحديثة المرتبطة بالاقتصاد العالمي.

في منطقة تشهد كلّ أنواع الاضطراب السياسي، عرف المغرب كيف يحصّن وضعه الداخلي. لا يمكن عزل مصنع القنيطرة والمنطقة الحرّة فيها عن تطوير طنجة وميناء طنجة- ميد (طنجة – البحر المتوسط) ووجود مصانع للسيارات هناك، من بينها مصنع لشركة فرنسية أخرى هي “رينو”. كذلك، لا يمكن عزل ما شهدته القنيطرة عن المشهد المغربي العام الذي يشمل تطوير الحياة السياسية عبر إصلاحات أقرّت في دستور العام 2011. هذه الإصلاحات وضعت الأحزاب السياسية المغربية أمام مسؤولياتها وأجبرتها على إعادة النظر في أوضاعها الداخلية.

في النهاية، كانت الحاجة في كلّ وقت إلى رؤية للمستقبل. كانت الحاجة في واقع الحال إلى قيادة شجاعة ترسم للمغاربة الخط الواجب اتباعه في حال كان مطلوبا تطوير بلدهم كي يكون في مستوى التحديات الإقليمية والدولية وكي يكون المغرب بالفعل جسرا يربط بين أوروبا وأفريقيا.

من الواضح أنّ في أساس هذه الرؤية تلك القدرة على ممارسة القيادة عن طريق مصارحة المغاربة، بما في ذلك القول لهم إن تطوير التعليم ضرورة وإن اللغات الأجنبية حاجة ماسة من أجل دخول عالم المعرفة.

في الطريق من الدار البيضاء إلى طنجة، لم تعد القنيطرة مجرّد مدينة صغيرة مهملة يتذكرها أولئك الذين يتذكرون أحداث الماضي القريب، بما في ذلك أنّه كانت فيها قاعدة جوّية أميركية أو الكلية العسكرية التي شارك طلابها في محاولة انقلابية فاشلة صيف العام 1971 بتأثير مواد مهلوسة أعطاهم إيّاها بعض الضباط الموتورين…

صارت القنيطرة في عهد محمّد السادس محطّة مهمة من محطات الخط السريع الذي يسلكه “البرّاق” وهو القطار الذي بات يربط بين الدار البيضاء وطنجة في ساعتين. في عهد محمّد السادس، لم تعد هناك مدينة أو منطقة مهملة في المغرب. صحيح أنّ في الإمكان الكلام عن مشاكل ما زالت بعض المناطق تعاني منها، لكنّ الصحيح أيضا أنّ هناك متابعة واستمرارية لكلّ مشروع يستهدف الانتقال بالمغرب إلى وضع جديد يسمح له بإيجاد مكان على خارطة شمال أفريقيا وأفريقيا نفسها وأوروبا. لا شيء يحصل بالصدفة في هذا العالم. ولذلك ليس صدفة أن شركات كبيرة مثل “بي إس أ” اختارت الدار البيضاء لتكون غرفة القيادة لنشاطها في المنطقة. في المغرب هناك دور للمكان وهناك دور للإنسان في الوقت ذاته… وهناك دور للمناخ العام في البلد، أي للاستقرار في طبيعة الحال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثناء المغربي مجدّدًا الاستثناء المغربي مجدّدًا



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 08:54 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مايك شوماخر يشكل فريقا مع فيتيل في "سباق الأبطال"

GMT 05:25 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

معارض ماركس آند سبنسر تطرح تشكيلات رائعة وبأسعار جيدة

GMT 13:33 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أهمية تغيير زيت فرامل السيارة وخطورة تجاهله

GMT 03:21 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكويتية إلهام الفضالة تروي تفاصيل الحالة الصحية لزوجها

GMT 23:05 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتّحاد السعودي يمنح حمد الله مكافأة بقيمة 50 ألف دولار

GMT 00:49 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"هيونداي" تطرح سيارتها الجديدة "توسان" في الأسواق

GMT 01:36 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تصبحين جميلة بدون مكياج

GMT 23:13 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أنجي بوستيكوغلو يُعلن أن توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

GMT 03:55 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فولكسفاغن تعلن موعد طرح طراز جديد من السيارات الكهربائية

GMT 02:10 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

طيران الإمارات" تسعى إلى جمع أكبر عدد من الجنسيات "
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib