الاستثناء المغربي مجدّدًا
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

الاستثناء المغربي مجدّدًا

المغرب اليوم -

الاستثناء المغربي مجدّدًا

بقلم : خيرالله خيرالله

ليست المسألة مسألة افتتاح معمل لسيارات “بيجو” في مدينة القنيطرة المغربية فقط. المسألة هي لماذا في استطاعة الملك محمّد السادس أن يكون راعيا للاحتفال بمثل هذا المصنع الذي يؤمّن الآلاف من فرص العمل في منطقة لا تبعد كثيرا عن الرباط عاصمة المملكة المغربية؟

لماذا استطاع محمّد السادس تكريس الاستثناء المغربي، مرّة أخرى، في العلاقة مع أوروبا وأفريقيا وفي مجال تحويل المملكة المغربية إلى جاذب للاستثمارات المفيدة التي تخلق فرص عمل في وقت تعاني أوروبا عموما من مشاكل اقتصادية كبيرة؟

في النهاية لا شيء ينجح مثل النجاح وليس ما يدل على النجاح غير لغة الأرقام والوقائع. لم يكن ممكنا أن تبني شركة مثل “بيجو” معملا في المغرب لو لم تتوفّر البنية التحتية التي سمحت بقيام مثل هذا المعمل الصديق للبيئة بكلّ ما ينتجه.

هناك قبل كلّ شيء المناخ المغربي المشجّع للاستثمارات الأجنبية. هناك اليد العاملة الرخيصة نسبيا وذات المؤهلات العالية. هناك قرب المغرب من أوروبا وهناك خط القطار السريع الذي يربط الدار البيضاء بطنجة والذي يمرّ بالقنيطرة. باختصار شديد، هناك جو ملائم لقيام مثل هذه المشاريع في المغرب.

بلغة الأرقام والوقائع ما حدث كان التالي: ترأس الملك محمد السادس يوم الخميس الماضي في المنطقة الصناعية المندمجة “أتلانتيك فري زون” (Atlantic Free Zone) في القنيطرة، احتفالا بتدشين المنظومة الصناعية للمجموعة الفرنسية “بي إس أ” في المغرب. سيحفّز هذا المشروع تطوير قطاع السيارات الوطني ويكرس تميز علامة “صنع في المغرب”.

أشرف الملك في المناسبة، على تدشين المصنع الجديد لمجموعة “بي إس أ” الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 100 ألف عربة ومحرك مرتبط بها، سنويا. كما أشرف محمّد السادس على إعطاء انطلاقة ورشة توسعة هذا المركب الصناعي من الجيل الجديد، الذي ستتضاعف طاقته الإنتاجية، حتى قبل 2023، التاريخ المرتقب لتحقيق هذا الهدف، والذي سيوفر 4 آلاف فرصة عمل في غضون ثلاث سنوات.

معروف أن مجموعة “بي إس أ” الفرنسية هي مالكة “بيجو” وشركات سيارات أخرى. يصعب على شركة من هذا النوع الاستثمار في المغرب لولا وجود الأجواء المناسبة لذلك وصولا إلى شراء معظم قطع السيارات التي تستخدم في إنتاج “بيجو” من داخل المملكة. هذا يعني في طبيعة الحال أن يصبح المغرب جزءا لا يتجزّأ من صناعة السيارات في العالم، بما في ذلك السيارات الكهربائية وكل وسائل النقل الصديقة للبيئة.

إذا كان من ملاحظة، على سياق الاحتفال بتدشين المصنع الجديد لـ”بيجو”، فهذه الملاحظة مرتبطة بوجود شركات أخرى في “أتلانتيك فري زون” في القنيطرة. هذه الشركات صينية ويابانية. يعكس ذلك مدى الاهتمام الدولي بالمغرب من جهة وقدرة المغرب على إقامة شبكة علاقات واسعة من جهة أخرى. لم يعد في الإمكان تجاهل أقطاب الاقتصاد العالمي مثل الصين واليابان. لم يعد أيضا في استطاعة أقطاب الاقتصاد العالمي تجاهل المغرب.

الأهمّ من ذلك كلّه أن صناعة السيارات في المغرب تعني قبل أيّ شيء آخر خدمة الإنسان المغربي، إضافة إلى أنها حلقة في سلسلة تصبّ كلها في تطوير المملكة على كلّ الصعد. ما لا يمكن تجاهله هو أنّ مصنعا آخر للسيارات في المغرب سيؤدي إلى تخريج مهندسين من أبناء البلد. يأتي ذلك في وقت زادت عائدات صناعة السيارات من حوالي ثلاثين مليار درهم (نحو ثلاثة مليارات دولار) إلى 65 مليار درهم، موفرا ما يقارب 190 ألف فرصة عمل.

لا وجود لأي عقد من أي نوع في المغرب. المطلوب بكل بساطة متابعة الحرب على الفقر والتخلّف والتطرف بكلّ أشكالها. لذلك يندرج مشروع “بيجو” الجديد في القنيطرة في إطار أوسع. هذا الإطار هو شبكة الطرقات الحديثة التي تمددت في كلّ الاتجاهات، فضلا عن البحث عن الطاقة المتجددة، خصوصا الطاقة الشمسية. لا يترك المغرب بابا يمكن الولوج منه إلى تطوير البلد ومواطنيه على كلّ الصعد إلاّ ويطرقه. المهمّ هو خلق الظروف المناسبة التي تسمح بنقل المغرب إلى مصاف الدول الحديثة المرتبطة بالاقتصاد العالمي.

في منطقة تشهد كلّ أنواع الاضطراب السياسي، عرف المغرب كيف يحصّن وضعه الداخلي. لا يمكن عزل مصنع القنيطرة والمنطقة الحرّة فيها عن تطوير طنجة وميناء طنجة- ميد (طنجة – البحر المتوسط) ووجود مصانع للسيارات هناك، من بينها مصنع لشركة فرنسية أخرى هي “رينو”. كذلك، لا يمكن عزل ما شهدته القنيطرة عن المشهد المغربي العام الذي يشمل تطوير الحياة السياسية عبر إصلاحات أقرّت في دستور العام 2011. هذه الإصلاحات وضعت الأحزاب السياسية المغربية أمام مسؤولياتها وأجبرتها على إعادة النظر في أوضاعها الداخلية.

في النهاية، كانت الحاجة في كلّ وقت إلى رؤية للمستقبل. كانت الحاجة في واقع الحال إلى قيادة شجاعة ترسم للمغاربة الخط الواجب اتباعه في حال كان مطلوبا تطوير بلدهم كي يكون في مستوى التحديات الإقليمية والدولية وكي يكون المغرب بالفعل جسرا يربط بين أوروبا وأفريقيا.

من الواضح أنّ في أساس هذه الرؤية تلك القدرة على ممارسة القيادة عن طريق مصارحة المغاربة، بما في ذلك القول لهم إن تطوير التعليم ضرورة وإن اللغات الأجنبية حاجة ماسة من أجل دخول عالم المعرفة.

في الطريق من الدار البيضاء إلى طنجة، لم تعد القنيطرة مجرّد مدينة صغيرة مهملة يتذكرها أولئك الذين يتذكرون أحداث الماضي القريب، بما في ذلك أنّه كانت فيها قاعدة جوّية أميركية أو الكلية العسكرية التي شارك طلابها في محاولة انقلابية فاشلة صيف العام 1971 بتأثير مواد مهلوسة أعطاهم إيّاها بعض الضباط الموتورين…

صارت القنيطرة في عهد محمّد السادس محطّة مهمة من محطات الخط السريع الذي يسلكه “البرّاق” وهو القطار الذي بات يربط بين الدار البيضاء وطنجة في ساعتين. في عهد محمّد السادس، لم تعد هناك مدينة أو منطقة مهملة في المغرب. صحيح أنّ في الإمكان الكلام عن مشاكل ما زالت بعض المناطق تعاني منها، لكنّ الصحيح أيضا أنّ هناك متابعة واستمرارية لكلّ مشروع يستهدف الانتقال بالمغرب إلى وضع جديد يسمح له بإيجاد مكان على خارطة شمال أفريقيا وأفريقيا نفسها وأوروبا. لا شيء يحصل بالصدفة في هذا العالم. ولذلك ليس صدفة أن شركات كبيرة مثل “بي إس أ” اختارت الدار البيضاء لتكون غرفة القيادة لنشاطها في المنطقة. في المغرب هناك دور للمكان وهناك دور للإنسان في الوقت ذاته… وهناك دور للمناخ العام في البلد، أي للاستقرار في طبيعة الحال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثناء المغربي مجدّدًا الاستثناء المغربي مجدّدًا



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib