عظم الله أجركم…
وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى مصر تعلن عن كشف غاز جديد في الصحراء الغربية امرأة تتعرض للطعن في هجوم غامض بوسط برمنغهام تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص
أخر الأخبار

عظم الله أجركم…

المغرب اليوم -

عظم الله أجركم…

بقلم - توفيق بو عشرين

للباحث الفرنسي الراحل كلود بلزولي كتاب قيم، رصد فيه، قبل 46 سنة، حكاية الموت البطيء للأحزاب السياسية المغربية المنحدرة من الحركة الوطنية، من خلال رصد مسلسلات انشقاقاتها وانقساماتها، والتي لم تنفع معها «كتلة وطنية» ولا «كتلة ديمقراطية»، وأحيانا القدير حتى أصبحنا ليس فقط أمام الموت البطيء للأحزاب النازلة من شجرة الوطنية، بل صرنا أمام الموت السريع للأحزاب الجديدة، إسلامية وإدارية وسلطوية، لترك الحقل السياسي فارغا إلا من جماعة العدل والإحسان، وشباب الشارع الذي يخرج وقتما أراد وكيفما أراد دون سابق إشعار، كما حصل في الربيع المغربي قبل ست سنوات وكما حدث أخيرا في الريف وزاكورة، وغيرها من بؤر التوتر الاجتماعي.
تيار الاستوزار في حزب العدالة والتنمية استيقظ مسرورا يوم الاثنين بانتصاره على بنكيران وصحبه، وذهب العثماني إلى القصر الملكي بالدار البيضاء مزهوا «بقتل الزعيم»، ولو بنسبة 1,8% التي فاز بها على غريمه الأزمي، بعدما هدد الطبيب النفسي أعضاء حزبه بالاستقالة من الحكومة إذا لم يعطه المناضلون أصواتهم. العثماني يشبه لاعب كرة قدم يسجل ضد مرماه، وعوض أن يتأسف على النيران الصديقة هذه، راح يلوح بشارة النصر، دون أن ينتبه إلى أن فريقه هو الخاسر، وأن تسجيل الأهداف كان يجب أن يكون في مرمى الخصم لا في مرمى الصديق.
الاتحاد الاشتراكي لم يعد أحد يتحدث عنه، لا بالخير ولا بالشر، لأنه ببساطة خرج من المعادلة، وأصبح مجرد «طفيلي» في موائد الأعراس الانتخابية، يحضر دون دعوة وينصرف دون سلام. حزب الاستقلال عاد إلى ثلاجة «التيار التقليدي» في الحزب ومع بركة وولد الرشيد. لن يعود لحزب الاستقلال مجده القديم، ولن يجد مجدا جديدا، سيكون مثل العجين في يد الخباز سيصنع به ما يشاء في خريطة سياسية وحزبية تنزل من الأعلى، وتطلب من الجميع أن يتأقلم معها جبرا أو اختيارا. البام الذي كان «فلتة» العهد الجديد، مات قبل أن يبلغ العاشرة من عمره، أصابه بنكيران في مقتل بعدما ألصق به وصف التحكم، وأصابه أصحابه باللعنة عندما سلموا مفاتيحه إلى الأخ «جبلووون»، فأخرجوه من الحقل السياسي إلى حقل الفكاهة والتندر، أما التقدم والاشتراكية فإنه سيضع كل ما ربحه مع بنكيران من مكاسب في شباك الزلزال السياسي الذي عصف بأمينه العام، وحوله من زعيم سياسي إلى مشتبه فيه بالتقصير في إنزال منارة المتوسط من السماء إلى الأرض، كما لو كان موظفا في السلك الإداري. أما أحرار أخنوش وحركة العنصر ودستوري ساجد فإنها أصفار على الشمال، أفضل ما يمكن أن تقوم به أن تكون عجلات احتياط لعربة معطلة، أما أن تقود هذه الأحزاب المشهد السياسي وهي غائبة عن القاعدة الاجتماعية فهذا ضرب من الخيال، وادعاء لا يقول به حتى أصحاب هذه الدكاكين السياسية لأنهم غرقى، ولا يتشبث غريق بغريق.
ماذا بقي من قوى سياسية يمكن أن تلعب دور الزعامة والتأطير والوساطة والاقتراح، وامتصاص ارتدادات الاصطدام بشارع فقير وغاضب ويائس، يمكن أن يميل مع أي صوت يبشره بالخبز والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، في بلاد توزع الندرة ولا توزع الوفرة في كل شيء.
اليوم حق لجماعة العدل والإحسان أن تدق الدفوف، وأن تنشد الأناشيد، لأن الأطروحة التي رفعها عبد الإله بنكيران وحزبه تذوب تحت أشعة فصل الخريف. إنها نهاية أطروحة «التغيير من الداخل، والإصلاح عن طريق التوافق، ومصالحة الناس مع السياسة تحت سقف الاستقرار»، وهلم شعارات صاغها بنكيران وباها تحت تأثير أحلام البدايات، والآن تحولت إلى عبء على كاهل الطبيب النفسي الذي تخلص من كل أنصار بنكيران في الأمانة العامة وكأنه صعد بـ99%، ويريد أن يهدي الحزب على طبق من ذهب إلى السلطة التي ضاقت ذرعا بشعبية المصباح وكاريزمية بنكيران، فجاءت بالعثماني «سانديك سياسي» ليصفي هذه التركة، ويدخل الحزب إلى بيت الحكومة الضيق، وإذا بقي منه شيء خارج هذا الصندوق، فأرض الله واسعة.
المرشح الأوفر حظا لاستغلال هذا الفراغ السياسي الحاصل اليوم، بعد انتهاء فصل تجريف الأحزاب السياسية وقطع أشجارها… تياران؛ الإسلام السياسي والغضب الشعبي، والذي يقول خلاف ذلك فإما أنه يسقط رغباته على الواقع، وإما أنه يبيع الوهم لمن يريد أن يصدقه.
كانت أحزاب الحركة الوطنية تتصارع مع القصر من أجل تقليص سلطات واختصاصات الجالس على العرش في الدستور والواقع، واليوم تتصارع الأحزاب السياسية مع الدولة لاسترجاع بعض من استقلاليتها الداخلية وبعض اختصاصات وصلاحيات زعمائها. لو عاش الحكيم بلزولي إلى اليوم ربما غير من عنوان كتابه من الموت البطيء إلى الموت السريع… عظم الله الأجر في السياسة والديمقراطية والإصلاح، والله يبدل «الفقصة» بالصبر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عظم الله أجركم… عظم الله أجركم…



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:46 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
المغرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 13:10 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تاكايشي تعتزم خفض رواتب الوزراء في اليابان
المغرب اليوم - تاكايشي تعتزم خفض رواتب الوزراء في اليابان

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib