كبش الفداء
وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى مصر تعلن عن كشف غاز جديد في الصحراء الغربية امرأة تتعرض للطعن في هجوم غامض بوسط برمنغهام تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص
أخر الأخبار

كبش الفداء

المغرب اليوم -

كبش الفداء

بقلم - توفيق بو عشرين

لا يمكن أحدا أن يزعم أنه فوجئ بالمواجهات التي اندلعت في مدينة الدار البيضاء بين مهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء وبعض شبان العاصمة الاقتصادية، الذين دخلوا في مواجهات بالحجارة والعصي والنار مع «ضيوفنا»، بدعوى تحرش واحد منهم بفتاة، وكأن التحرش الجنسي غريب عن بيئتنا، وليس جزءا من هواية الكثير منا، وبدعوى تحويل الأفارقة حديقة وسط المدينة إلى مخيم لجوء، مع ما يتسبب فيه ذلك الأمر من مس بالنظام والسكينة والهدوء خاصة في الليل… المشاكل شيء وعلاجها بكوارث أفظع شيء آخر.
الاصطدام بين المهاجرين الأفارقة وبعض الفئات من المجتمع أمر كان متوقعا، خاصة مع ازدياد عدد المهاجرين الأفارقة الهاربين من بؤر التوتر أو الحرب أو الفقر أو الجوع في جنوب الصحراء، والراغبين إما في البحث عن فرصة أفضل للعيش في بلادنا، أو اتخاذ المغرب محطة عبور نحو أوروبا… إن منظر المئات من المهاجرين الأفارقة وهم متكدسون في مفترقات الطرق يتسولون بالليل والنهار أمر لا يشرف بلادنا، ولا يحفظ كرامة هؤلاء المهاجرين الذين لا شك يتعرضون لمتاعب كثيرة، ليس أقلها العنصرية الموجودة لدى بعض فئات مجتمعنا، الذين لم يعتادوا استقبال المهاجرين ولا التعايش معهم (وسط 35 مليون مغربي لا يعيش سوى أقل من 30 ألف مهاجر أوروبي جلهم فرنسيون، وبضعة آلاف من العرب جلهم سوريون، والآن هناك بضعة آلاف من الأفارقة جلهم بلا عمل ولا مورد رزق).
لا يمكن أن نبني جدرانا على الحدود الجنوبية والشرقية للمملكة، ولا يمكن أن نغلق الباب في وجه المهاجرين، سواء كانوا لاجئين أو عابري سبيل نحو أوروبا. هناك اعتبارات إنسانية أولا، وقانونية ثانيا، ودبلوماسية ثالثا، وكلها تلزم الدولة بفتح يدها لمساعدة الأشقاء الأفارقة والعرب وغيرهم، فلا ننسى أننا بلاد عضو في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية وفي الاتحاد الإفريقي، ويجب ألا يغيب عن بالنا أننا بلاد مصدرة للهجرة أيضا، وهناك أكثر من خمسة ملايين من أبنائنا الموزعين على الأركان الأربعة للعالم، يبحثون عن فرص أفضل للعيش أو الدراسة أو الحرية، وهؤلاء يواجهون مشاكل الاندماج والعنصرية والإسلاموفوبيا، وغيرها من الظواهر السلبية.
أن تتحول بلادنا من مصدر للهجرة إلى مستورد لها أمر يفترض وجود سياسة عمومية لاستقبال المهاجرين، وأطر قانونية واجتماعية للتعاطي مع الظاهرة، فلا يعقل أن نفتح للأشقاء الأفارقة الباب ثم نتركهم هائمين على وجوههم في المدن الكبرى والصغرى دون مراكز استقبال، ودون رعاية، ودون إرشاد، ودون مساعدات، مع العلم أن هؤلاء الأفارقة لا يعرفون لغة البلد، ولا ثقافته، وجلهم يفتقر إلى المؤهلات التي تسمح له بإيجاد فرصة عمل أو دخل في بلد يشكو مرض البطالة وقلة فرص العمل.
أن تتحول بلادنا من مصدر للمهاجرين إلى مستورد هذا تحول كبير، يفرض إطارا قانونيا وإطارا اجتماعيا وإطارا إنسانيا وإطارا لوجستيكيا، وإلا فإن الدولة تلقي بمهامها ومسؤولياتها على كاهل المواطنين العاديين، الذين يجدون أنفسهم أمام مهاجرين لا يعرفون كيف يتواصلون معهم، ولا كيف يساعدونهم، ولا يفهمون حتى أسباب وجودهم في المغرب، وطبعا «سوء الفهم» هذا لا يمكن إلا أن يولد كليشهات عنصرية، وتصرفات غير مدنية، ومشاعر سلبية إزاء الآخر، فإذا كانت الشعوب الأوروبية، ورغم مستواها المادي والثقافي وتجربتها الطويلة مع الهجرة، تنتج سلوكيات عنصرية إزاء المهاجرين العرب والأفارقة، فماذا ننتظر من مواطنين يعيشون في أوساط شعبية، ويعانون كل تبعات الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية، فليس غريبا أن يلقي بعضهم بإحباطه وغضبه وفقره على مهاجر أكثر بؤسا منه. هذا «تقليد» معروف في علم النفس الاجتماعي، حيث تلجأ بعض الفئات الهشة إلى البحث عن كبش فداء bouc émissaire، حيث يجري تحميل فرد أو جماعة ذنبا لم ترتكبه، في محاولة لتعليق الفشل أو المسؤولية على الآخر، كجزء من أدوات الدفاع غير المشروع عن النفس.. ومن غير شاب إفريقي مهاجر يقيم بشكل غير قانوني في البلد، ويعيش من التسول، ويبيت في العراء يمكن أن يلعب دور bouc émissaire بالنسبة إلى شباب مغاربة عاطلين عن العمل، ويتصورون خطأ أن هذا الوافد غير المرحب به سينافسهم على عمل أو على موقع تسول، أو سيتخذ له مكانا في الفضاء العام… للأسف، هذا التعاطي العنصري لم يقف عند غرائز شباب مندفع، بل أن جزءا من الإعلام، خاصة الإلكتروني، سقط في الفخ، وطفق يروج كلاما عنصريا وتصريحات بذيئة في حق بشر اضطرتهم الظروف إلى قصد بلادنا.
جميل أن يفتح المغرب الرسمي ذراعيه للمهاجرين الأفارقة، وأن تتخذ دبلوماسيتنا من التعامل الإنساني مع الأفارقة أوراقا رابحة لسياستها تجاه القارة السمراء، لكن يجب على الحكومة والسلطات المحلية في كل مدينة أن توفر مراكز استقبال لهؤلاء المهاجرين، وألا تتركهم مشردين في الطرقات والشوارع والحدائق العامة، وإلا فإنهم سيعانون مرتين؛ مرة بسبب ظروف الحياة الصعبة، ومرة بسبب قسوة بشر من عندنا لا يعرفون شيئا عن معضلة الهجرة، ولا عن ظروف أصحابها، ويتصورون أن أفضل حل للهجرة غير القانونية هو طرد المهاجرين من البلد، تماما مثل ذلك الذي يتصور أن الحل الجذري للإسلاموفوبيا في أوروبا هو طرد جميع المسلمين من القارة العجوز، عندها لن يجد الخوف من الإسلام مبررا للوجود!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كبش الفداء كبش الفداء



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 22:46 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
المغرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib