لماذا صوت الأغنياء على بنكيران
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

لماذا صوت الأغنياء على بنكيران؟

المغرب اليوم -

لماذا صوت الأغنياء على بنكيران

توفيق بو عشرين

بنكيران كسب قلوب الأغنياء، و(المرفحين) صوتوا للعدالة والتنمية في 4 شتنبر، كما صوتوا على نفس الحزب في 2011.. هذا لم يعد احتمالا أو (كليشيها) أو دعاية. هذه حقيقة تكشف عنها أرقام مكاتب التصويت في الأحياء الراقية، حيث يسكن الأغنياء والأطر والنخبة التجارية والصناعية والتيكنوقراطية في الدوائر الانتخابية، حيث الفيلات والمساكن الفاخرة والشقق الكبيرة نجد حزب بنكيران يحصد أغلبية الأصوات، وبفارق ضعفين وثلاثة أضعاف عن الحزب الثاني، وهذا ما جعل المصباح ينير جل المدن الكبيرة من الدار البيضاء إلى الرباط إلى فاس، فطنجة، فتطوان وأكادير ومراكش والقنيطرة وسلا وتمارة والمحمدية…

حزب بنكيران حصل على مليون ونصف المليون صوت، لكن جلها أصوات الطبقة الغنية والمتوسطة اللتين تعيشان في المدن والحواضر الكبيرة. وإذا كان الصوت في عرف القانون واحدا، سواء أكان في البادية أم في المدينة، في حي كاليفورنيا بالدار البيضاء، كما في دوار أنفكو في ميدلت، فإن الصوت الانتخابي من الناحية السياسية والسوسيولوجية يختلف. ذلك أن السياسة تُصنع في المدن، والقرار يطبخ في الحواضر، والمستقبل بيد الفئات الأكثر تأثيرا في الاقتصاد أو في السياسة أو في الشارع، وكل هذه المستويات موجودة للأسف في المدن لا في القرى.
الأحداث الكبرى في تاريخ المغرب كانت في المدن والتظاهرات التي غيرت السياسة في البلاد كانت في المدن. والأحزاب التي كانت مؤثرة في مسار الأحداث، كانت أحزاب الطبقة الوسطى، لا أحزاب البوادي التي لم تتحرر بعد من قبضة الفقر أو الخوف من السلطة أو الحاجة إلى الأعيان…

كريم التازي واحد من نادي البرجوازية المغربية والذي ساهم في كسر عقدة (المرفحين) من الإسلاميين، إذ يقول في تفسير هذا الميل لدى الأغنياء للتصويت على المصباح: (قطاع كبير من الأغنياء صوت لحزب بنكيران لسببين:
أولا، لقد بدأت عقدة البرجوازية تنحل تجاه الإسلاميين، وبدأ الخوف الذي زرعه المخزن في نفوس البرجوازيين اتجاه هؤلاء الإسلاميين في الاندثار. كان المخزن يقول للأغنياء: (ديك البيرة والشراب والميني جيب ديالكم هزكوم الما فيها إذا نجح الإسلاميون في الوصول إلى السلطة)، أي أن المخزن كان يخيف البرجوازية بموضوع الحريات الفردية، لكن الآن، وبعد أربع سنوات على وجود حزب العدالة والتنمية في الحكم، اتضح أنه لا يهدد هذه الحريات الفردية، في حين أن الطبقات الشعبية ماعندها كسار في موضوع الحريات الفردية).
أما السبب الثاني الذي دفع البرجوازية للتصويت على المصباح، فهو حسب التازي دائما: (هو حفاظ حكومة بنكيران على التوازنات الكبرى للمالية العمومية، وتقليص حجم صندوق المقاصة الذي كان يسبب العجز في الميزانية. البرجوازية صوتت لبنكيران لأنه أنقذ المغرب من سيناريو اليونان).

محمد الناجي، السيوسيولوجي، الذي لا يمكن اتهامه بالتعاطف مع الإسلاميين يقول في تفسير ظاهرة تصويت (بوكو حبة) على العدالة والتنمية فيقول: (العامل الديني لا يفسر الاختيارات السياسية لهذ الفئات التي لا تعتبر من الفئات الوفية للمساجد أو للخطاب الديني، الذين صوتوا للعدالة والتنمية. صوتوا للحزب الذي يندد بالفساد، والذي يدعي محاربة الاستبداد… المقاولون المتوسطون والصغار هم البرجوازية الحقيقية التي تتصارع مع الحيتان الكبيرة في عالم المال والأعمال، هؤلاء هم الذين يتجاهلهم النظام وتزدريهم الأبناك. صوتوا للعدالة والتنمية كي يطهر عالم الأعمال من الفساد والرشوة والمحسوبية، الاقتصاد هو من دفعهم لبنكيران، لا الإسلام).

هذه نماذج من التحليلات موجودة في تفسير واحدة من رسائل الاقتراع الحالي، رسائل محملة بدلالات كبيرة غير تلك التي يسوقها محللو التلفزيون والأقلام التي تدبج الآراء حسب الطلب…
تصويت الأغنياء والطبقات العليا في المجتمع على أحزاب معارضة أو لأحزاب مستقلة عن السلطة ليست ظاهرة جديدة. لقد رأيناها مع الاتحاد الاشتراكي أيام كان قوة سياسية كبيرة، وأيام كان الحزب مشروعا طموحا لتحديث الدولة والمجتمع، أيام كان الاتحاد اتحادا، كان الأغنياء والطبقات الوسطى يعطون صوتهم لحزب بوعبيد، وكان ذلك يغيض الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان يعلق على ذلك بمرارة قائلا: (كيف تأكل البرجوازية مع النظام، وتصوت ضده. هذا أمر غير مفهوم تماما).

نعم، البرجوازية المغربية مازالت تخاف من الدفاع عن الديمقراطية، ومازال بعضها يأكل مع النظام وينتقده، وهي تعرف أن مصالحها الآنية مع السلطة، لكنها تعرف أن مصالحها البعيدة مع الاستقرار. وجوهر الاستقرار هو الديمقراطية، ومركز الديمقراطية هو المشاركة، ولب المشاركة أحزاب قوية قادرة على تأطير الشارع، وتستطيع الصعود بمطالب القاعدة إلى القمة. أحزاب بمستطاعها تنشيط التناوب الذي يجدد دماء النظام، أي نظام ملكي كان أو جمهوري…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا صوت الأغنياء على بنكيران لماذا صوت الأغنياء على بنكيران



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib