الاستثمار وغياب ثقافة المخاطرة لدى الشباب
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

الاستثمار... وغياب ثقافة المخاطرة لدى الشباب

المغرب اليوم -

الاستثمار وغياب ثقافة المخاطرة لدى الشباب

ياسين أميرة

يكاد لا يختلف اثنان على أن صلاح الشباب دعامة أساسية في التنبؤ بالحالة الآنية والمستقبلية للمجتمع اقتصاديًا واجتماعيًا ورياضيًا وفنيًا وابداعيا. به وله  تُعد وتُنفذ الخطط و البرامج التنموية، ومن أجله تُعبأ الأموال والطاقات، هذا هو حال شباب الدول المتقدمة. ولا شك كذلك أن حال الشباب في الدول النامية والعربية على وجه الخصوص تعوزه الإمكانات وتواجهه تحديات عظمى. كيف لا وأنه في أفضل الحالات ما يمكن أن يُقدَّم له هو عبارة عن فرص عمل متوسطة.
 
ليس قصدنا في هذا المقال، إعادة تشغيل أُسطوانة مشروخة تحت عنوان "الدولة ما دَارْتْ لِينَا وَالُوا" ، و لن أتحدث كذلك عن العراقيل الرئيسية التي تُحِدُّ ولوج الشباب إلى عالم المقاولات وضمنها بالخصوص التمويل وبطء الإجراءات الإدارية والعجز في التدريب وعدم كفاية تجهيزات الاستقبال والدعم و ...و...إلى آخره.
بل هذه المرة سيتم وضع الشاب في قفص الاتهام ومساءلته عن جرعة المخاطرة لديه؟ ومدى استعداده نفسيا وذهنيا للمغامرة لتحقيق أحسن الفرص وعدم الاكتفاء بأنصاف الفرص ؟ فقد استوقفتني في الآونة الأخيرة  دراسة نَشرتها وزارة الخارجية البريطانية في شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي حول البلدان الأكثر فرصا للشباب. ودرسوا خلالها ظروف حياة الشباب بين 15 و29 عاماً في 183 دولة من دول العالم وفق 18 مؤشراً في خمسة مواضيع شاملة، وهي فرص العمل والتعليم والصحة والمشاركة السياسية والمبادرات المدنية.
وكانت النتيجة أن ألمانيا تُعَدُ البلد الأكثر فرصاً للشباب عالمياً، والبحرين عربياً (في حين أن المغرب جاء كما هي عادته في المرتبة عشرين ومائة عالميا و الحادية عشرة عربيا !! no comment).
فتبادَر إلى ذهني السؤال التالي ، ما هي الأشياء أو الأسباب التي جعلت شباب الدول المتقدمة يتمتعون بأحسن الفرص؟ والجواب بديهي وسيقوله أغلبنا !! إنه المستوى المتقدّم الذي بلغته هذه الدول في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية  بالإضافة إلى فعّالية النظام التعليمي والتربوي لديها بحيث يسمح لشبابها بالظفر بأحسن الفرص، وربما قلة نسبة الشباب تجعل المنافسة بينهم قليلة .
وسؤال تعقيبي يفرض نفسه، ولكن لماذا نجد في بلداننا "غير المتقدمة" شباب أجانب من مختلف بقاع المعمورة ناجحين بشكل ملفت؟ بل وتجد من بين مستخدميهم خريجي أفضل المعاهد و جامعات البلد المضيف؟ وبالفعل كلنا نرى أو نسمع هنا أو هناك عن رجال أعمال أجانب يستثمرون في بلداننا النامية وليس لديهم الكثير سوى دافع المخاطرة ... ماذا المخاطرة ؟؟! ... نعم .. ولما لا ونحن نجدهم  يستثمرون مثلا في المجال الفلاحي وهم لا يملكون أرضا ولا وسائل إنتاج ورغم كل هذا فتجدهم يؤجرون الاراضي الفلاحية من سكان البلد المضيف ويستخدمون أبنائهم لاستزراعها حتى إذا أينعت ثمارها تراهم  يقومون بتصدير أجودها إلى الخارج عبر مصانع للتعبئة أغلبيتها مؤجرة أيضا وكل هذه السلسلة يتم تمويلها عن طريق رؤوس أموال محلية (مصرفية)... استثمار بصفر درهم (كلشي ديال البلاد .. الأرض الماء المال العمالة).
المُتَّهم هنا ليس هذا النوع الجديد من الغزو الاقتصادي ولكنها التراكمات الثقافية الخاطئة في عقول الشباب التي شلَّت كل حركات الإبداع والاعتماد على النفس إنها العقلية المُكوَّنة لدى شبابنا والمبنية على أساس "التعلم لكسب وظيفة"  نتيجة نظام تعليمي عقيم مبني على تخريج أكبر عدد من العاطلين وليس المعطلين والإرتكان إلى طلب فرصة عمل بدلًا من العمل على خلقها، إنها ثقافة بين كل مقهى ومقهى يوجد مقهى أخرى، إنه غياب حس المخاطرة "la prise de risque" الذي يعوز الكثير من شبابنا.
المتفق عليه عند العقلاء أن المخاطرة والعائد مرتبطان إيجابيا، وعلى المستثمر أن يتحمَّل مخاطرة إضافية إذا أراد تحقيق عائد أعلى. وبصيغة أخرى من أراد الحصول على أحسن الفرص في بلداننا فعليه الخروج من "منطقة الراحة" والشرب من كأس المخاطرة المُرِّ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار وغياب ثقافة المخاطرة لدى الشباب الاستثمار وغياب ثقافة المخاطرة لدى الشباب



GMT 16:46 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جحيم الغلاء المعيشي يجلد ظهر اليمنيين

GMT 06:49 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 17:59 2021 الأحد ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركات بورصة الدار البيضاء ترفع رقم معاملاتها

GMT 10:02 2021 الأحد ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أداء أسبوعي إيجابي في بورصة الدار البيضاء

GMT 03:37 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 22:30 2021 الأربعاء ,29 أيلول / سبتمبر

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib