أبناءنا والأزمة الاقتصادية

أبناءنا والأزمة الاقتصادية

المغرب اليوم -

أبناءنا والأزمة الاقتصادية

بقلم هبة إبراهيم

لا تنجو أي أسرة تقريباً علي مختلف الطبقات الاقتصادية و الاجتماعية من التعرض لأزمة اقتصادية ولو بنسبة من النسب . ويقع الضغط الأكبر علي الوالدين بصفتهما المسؤولين عن الأسرة , ولكن لن ينجو أيضا الأبناء من هذا الوضع المتوتر في الأسرة وحتي إذا حاول الأبوان إخفاء الموقف الاقتصادي عليهم.

ويعتمد مرور الأزمة الاقتصادية للأسرة بدون ترك آثار سلبية علي الأبناء علي طريقة إدارة الوالدين للأزمة .

فهناك بعض الآباء والأمهات يميلون لمصارحة أبناؤهم ذوى الأعمار الصغيرة بأنهم ليس لديهم ما يكفي من المال لتلبية احتياجاتهم .

والجدير بالذكر أنة يحدث ذلك في كل المستويات و الطبقات اعتقاداً منهم أن أطفالهم يجب أن يشاركوهم الأزمة وأن يعلموا أن الحياة ليست دائماً كما نرغب ظانين بأن هذه الطريقة ستربي رجلاً متحملاً للمسؤولية يعلم قيمة ما يقتنيه و ما يرغب فيه ولكن أثبتت الدراسات عكس ذلك , فكما ذكر د.سبوك في كتابه "دليل الوالدين لتنشئة الأطفال" في باب الضغوط و الصدمات النفسية بأن الجسم يتعامل مع المواقف التي تشكل تهديدا بفرز هرمونات الضغوط والتوتر مثل الأدرنالين و الكرتيزون وفي مستويات معينة فإن هذه الهرمونات تتسبب في إطلاق رد فعل يطلق عليه "اهرب أو قاتل" و يتوفق ذلك علي شخصية الطفل و مدي تأثره بالمواقف.

ولنعلم أن نقل حقيقة عدم القدرة علي تلبية الاحتياجات للطفل فيه نقل لبعض الشعور بعدم الأمان, فما يحدث له من رد فعل "اهرب أو قاتل" يمكن أن يكوٌنا كارثة نفسية للطفل تظل معه طوال حياته , وأكم من الحالات لأطفال لجئوا الي السرقة أو الانطواء و الحزن وأحياناً الاكتئاب ونري أيضا بالغين قد تأثروا في كبرهم بمشاكل قد تكون مزمنة بسبب هذه الطريقة.

لكن هناك طريقة للآباء و الأمهات المقتنعين بضرورة مشاركة أبنائهم لهذه الأزمة, ويحدث ذلك علي مرحلتين الأولي للتمهيد و الثانية لطرح النقاش و سبل الحل .

بداية يجب أولا تمهيد الوضع الجديد عن طريق

الحديث عن الاعتدال في النفقات.

إعادة ترتيب أولويات الانفاق.

زرع مبدأ أن السعادة و الأمان غير مقترنين بالمستوي الاقتصادي.

و في هذه المرحلة لا يتم ذكر الأزمة و ما يترتب عليها من تجنب النفقات الترفيهية .

بعد مرور هذه المرحلة التمهيدية بأمان تبدأ المرحلة الأكثر جهداً, وهي مرحلة إيجاد طرق للخروج من هذه الأزمة و البحث عن مصادر لتنمية موارد الأسرة, و يجب إتاحة الفرصة للأبناء لمناقشة الحلول المطروحة حتي يطمئن قلبهم بأنه مجرد وقت وسنتغلب سوياً علي هذا الوضع و حتي لا يأخذهم التفكير لحلول قد تكون خاطئة.

قطعا هذه النقاشات و المصارحة لا يصح أن تحدث في سن ما قبل العاشرة و لكن يكون إدارة الموقف مع الأطفال دون العاشرة عن طريق البحث عن بدائل أقل تكلفة لاحتياجاتهم أو البعد عن أماكن بيع الألعاب و الحلوى الباهظة الثمن بحجج مقبولة كقول "سوف نذهب لاحقا" أو "سنقوم بصنع الحلوى سوياً لقضاء وقت أسري ممتع و تناول حلوي أكثر أماناً" أو شراء الألعاب الرخيصة الثمن من فترة لأخري.

ويمكن أيضا استبدال الفسح المكلفة ببديلتها الأقل تكلفة كالخروج للنزهة بالحدائق المفتوحة و تحضير الطعام بالمنزل و تناوله بالخارج واللعب بالألعاب الجماعية كالكرة أو الحبال أو مسابقات الركض, ويكون ذلك بدلا من الخروج في المولات التجارية واللعب في مدن الملاهي المكلفة و تناول الوجبات الجاهزة في المطاعم.

و لنعلم جميعا أن نجاح الغرض الرئيسي من الفسح وهو ادخال البهجة والسعادة لجميع أفراد الأسرة لا يكون بمقدار الانفاق و لكن بمدي تواصلنا الايجابي مع أبنائنا.

و لنتذكر أن هذه الأمانة التي رزقنا الله بها لا يد لها في أي أزمة نمر بها فأرجوا عدم تحميلهم مالا طاقة لهم به عن طريق المعاملة الجافة أو العصبية.

فنصيحتي لكل الآباء والأمهات املؤوا منازلكم بحسن التواصل سويا و مع أبنائكم لتعم منازلنا روح الرضا و السعادة و الحب.

حمى  الله بيوتنا من كل شر وحزن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبناءنا والأزمة الاقتصادية أبناءنا والأزمة الاقتصادية



GMT 16:46 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جحيم الغلاء المعيشي يجلد ظهر اليمنيين

GMT 06:49 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 17:59 2021 الأحد ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركات بورصة الدار البيضاء ترفع رقم معاملاتها

GMT 10:02 2021 الأحد ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أداء أسبوعي إيجابي في بورصة الدار البيضاء

GMT 03:37 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 22:30 2021 الأربعاء ,29 أيلول / سبتمبر

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib