رواية بعد رحيل الصمت تقنية ثقافة الحظر
نقيب الفنانين السوريين يضع شرطًا لإعادة سلاف فواخرجي الى النقابة إصابة امرأتين في إطلاق نار داخل كلية بولاية كاليفورنيا والشرطة تعتقل المشتبه به بعد مطاردة قصيرة جانيت نيشيوات تستعد لجلسة استماع بمجلس الشيوخ بعد ترشيحها لمنصب الجراح العام في الولايات المتحدة بدعم من ترامب الاحتلال الإسرائيلي يعترف بقصف أهداف بسوريا شملت مواقع دفاع جوي وبنية تحتية لصواريخ أرض جو بمشاركة 12 طائرة بنيامين نتنياهو يعلن تأجيل زيارته الرسمية المقررة إلى أذربيجان بسبب تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسوريا رئيس وزراء الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا يعلن استقالته من رئاسة حكومة بلاده يويفا يُعلن عن فرض غرامة مالية على نادي ريال مدريد قدرها 15 ألف يورو يد بسبب سلوك عنصري من قبل جماهيره ريال مدريد يخطط لإعادة التعاقد مع ثيو هيرنانديز لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي المقبل ليفربول يضع شرطين أساسيين للموافقة على انتقال أرنولد مبكرًا إلى ريال مدريد الهلال السعودي يُقيل البرتغالي جورجي جيسوس مدرب الفريق الأول لكرة القدم وتكليف محمد الشلهوب
أخر الأخبار

رواية "بعد رحيل الصمت" تقنية ثقافة الحظر

المغرب اليوم -

رواية بعد رحيل الصمت تقنية ثقافة الحظر

حامد عبدالحسين حميدي - ناقد عراقي

إن جدلية الصمت في الروايات المعاصرة باتت تشكّل هاجسًا لأكثر الروائيين، لأنها تمثل المتنفس الذي من خلاله يستطيعون سبر اغوار الذات المتأزمة، الذات التي لا تهدأ إلا على مطبّات الحياة، وهي تحاول أن تنتشل ما حولها في باكورة احتجاجاتها. هذا التصاعد في تفعيل تلك المفردة ومحاولة شدها إلى اصولها الخطابية وبكل غاياتها. لتتحول إلى مدلولات ذات انطباعات غائية، تحمل في مضامينها سبب لجوء الروائي " عبدالرضا صالح محمد " إلى اعتماد عنونة روايته " بعد رحيل الصمت " الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت الطبعة الأولى 2013.
 
مدخلًا تتضح من خلاله تقنية ثقافة الحظر عما يجول في دواخلنا ومصادرة كل ما لدينا قسرًا وقمعًا واضطهادًا، انها آلة اعتدنا أن نراها في زمن لا يعرف إلا صخب الاعتقالات والمداهمات والإشارة للآخر أنه المتهم أولًا وأخيرًا، وعلى قدر بشاعة الاحداث المتأزمة تدخل رواية " عبدالرضا صالح محمد " مدخلًا كبيرًا في الكشف عما يخبئه المجتمع العراقي من حمولات سرية، تلك الحمولات التي انطلقت على وفق مسارات متناقضة أحيانا إلى رصد كل ما يدور حولنا من السلوكيات التي يعانيها الفرد خاصة والمجتمع عامة، مما جعلنا. اما أن نتقبل الأوضاع المتأزمة بكل عناوينها أو نغادر هذا العالم المملوء صخبًا وضجيجًا محاولين اقتناص الفرصة المناسبة للانطلاق نحو فضاءات واسعة، لكن هناك من رسم على وجهه ملامح الصمت لفقدان الأشياء التي يدور هو في فلكها وراح يؤقلم نفسه على هذا الفقدان " تستحوذ على قسمات وجهه هالة من الحزن لفقده كل شيء في لحظة واحدة، الأهل والمال والوطن، كما لو فقدهم إلى الأبد " ص 110.
 
إنه أشبه بالانسلاخ من الملكية التي نعتز بها، لكنها ملكية ثقافة "التجريد" من كل شيء على وفق معطيات مدروسة من قبل الأنظمة الحاكمة السلطوية التي لجأت إلى الأساليب القمعية التي من شأنها بث المخاوف والرعب والتعذيب وجعل "الإنسان" يعيش في دوامة القلق والأزمات النفسية التي تحبط من معنوياته، لتكور ثقافة "الاستفهام" مدلولًا مبهمًا يغصّ بطرح الاشتغالات السؤالاتية التي من شأنها تدوير مرافئ الحظر، الصمت. لا نعلم جليًا عما يدور في عالم مستقبله الاجتماعي والسياسي والاقتصادي يدخل في نفق " المجهولية " يوميات محظورة، لا نور فيها سوى بصيص خافت يمرّ من ثقب ابرة، عله يفجّر ما حوله معلنًا أن الصمت، لغة الافصاح، وسلاح فتّاك، نستطيع من خلاله تسويق كلما يدور في خواطرنا، لأنه يشكل بنية ذات مغزى متفرّد في تكوينية الإنسان.
 
"صاح بالناس بصوت عالٍ: "إخوان كفوا عن الضرب فأنهم سيقتلونكم معنا. تفرقوا. واهربوا، دماؤنا في رقابكم أن بقيتم". فرّ كثير منهم، لكن القوات أعادتهم بتوجيه فوهات البنادق الرشاشة نحوهم." ص 152  نلاحظ أن الروائي قد مال إلى مزج اللهجة العامية مع اللغة الفصيحة بأسلوب سلسل غير معقد، محاولًا بسط تنويع لغوي متعدد، ينسجم مع السردية المسكون بها النص، والذي يحمل عبئًا اجتماعيا ً وسياسيًا، حيث نجد انفسنا تحت وطأة النظم والتقاليد العشائرية الصارمة بعاداتها التي حملت نوعًا من الجفاء والتسلط اللذين كان لهما الاثر الكبير في الوقوع في هفوات حياتية متداخلة مع الطاغوتية التي مثلت الحكم السياسي الاستبدادي في ملاحقة ابناء الشعب، وزجّهم في السجون والمعتقلات ومصادرة حرية الكلمة التي اصبحت لا تتعدى حدود الفم المغلق بأصفاد الاضطهاد والتشريد، أنه زمن مصادرة، وتغيير سلوكيات الفرد بالقوة حسبما يشتهيه المستبد.
 
"راح الرجال يحثون السير بالقوارب بين أحراش القصب والبردي لساعتين، كان الجو هادئا لا يسمع فيه غير نعيق الضفادع وحفيف القصب من جراء الهواء المنساب بخفة. " ص 218 الروائي يحاول أن يعطي للوصف دلالة مميزة، أنه يمسك بكامرته يلتقط ما تقع تحت عينيه من مشاهدات يومية واقعية، يشجع القارئ من خلالها على متابعة احداثه بتشويق ممنهج، يسوقه عبر تحريكاته الزمانية المتسلسلة غير المبعثرة، انها روايته التي استطاع من خلالها أن يطلق أصواتًا، رسائل تخنقها امتدادات بوح متعرج، يسير على وفق خطوط متماهية مع الواقع.
 
وبذلك وفق الروائي "عبدالرضا صالح محمد" في كسر قيود الصمت الذي حول حياتنا إلى محطات ساكنة، فارغة من متعتها حتى غلب عليها الجمود الذاتي، المبرمج على وفق تقنيات ضاغطة، فاعلة لها تأثيراتها الآنية التي اعتدنا أن نعيشها جميعًا، فكانت أشبه بمخالب تنهش أجسادنا التي مزقتها يد الدياجير المظلمة.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية بعد رحيل الصمت تقنية ثقافة الحظر رواية بعد رحيل الصمت تقنية ثقافة الحظر



GMT 14:09 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

رواية : بعد رحيل الصمت ... تقنية ثقافة الحظر

رحمة رياض تتألق بفستان مخملي أسود بقصة الحورية وتعيد إحياء أناقتها المذهلة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 كانون الثاني / يناير

الزمالك يسعى للتجديد مع أشرف بن شرقي في جلسة حاسمة

GMT 20:45 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 20:51 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

مانويل نوير يؤكد جاهزيته لمواجهة ليفربول

GMT 05:30 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسرار "جزيرة البالغين" في المالديف

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على حقيقة طلاق أصغر زوجين في المغرب

GMT 09:01 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"أدنوك" الإماراتية تحدد أول سعر بيع رسمي لخام أم اللولو الجديد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib