الثقافةُ المعاصرةُ، أزمة ٌ بلا حلول ٍ
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

الثقافةُ المعاصرةُ، أزمة ٌ بلا حلول ٍ

المغرب اليوم -

الثقافةُ المعاصرةُ، أزمة ٌ بلا حلول ٍ

حامد عبد الحسين حميدي - ناقد عراقي

ما بين اختلاف الفترات الزمنية، نجدُ أن للمثقف حضورًا- مكانيًا وزمانيًا- مكثفًا يغذي الحياة الأدبية بإبداعاته ونتاجاته الثقافية، فأدواته الفنية، وعدّته الأدبية، ما هي إلا وسائل تعينه على تثبيت الدعائم والأسس الصحيحة، في ترسيخ التطورات الفكرية لدى البشر، صناعة لا تقدر بثمن، صناعة دالة على المدلول، الشمولية تعطيها أجندة تموينية تضفي عليها نكهة وطابعًا متميزًا، ولا عجب في ذلك، لكن العجب يكمن أن هذه الدالة محاصرة في مكانية ضيقة، تعاني من تحجيمها واستيلاء السلبي على بنيتها التحتية، وتهميش الدلالة الفكرية ذات الأفق الرحب، مما يجعل أن هنالك أزمة حقيقية وراء مثل هذه الأمور، أزمة الثقة أولًا، وأزمة الأنا ثانيًا، وأزمة الحجب الثقافي ثالثًا، أزمات وضعت الإبداعات في خانة العتمة والظلامية، مما جعل مهرب الثقافة إلى التصريح علنًا، أمرًا لا بدّ منه.. حفاظًا على ذلك المخزون الفكري من أن يسرق، وان يوأد، فلا ضيرَ أن يحاولَ المثقف أن يبحث عن حلول ٍ داخلية في الوقت ذاته، تعطيه شرعية الكتابة، بلا رقابة المنع، لذا نجده يحوّل كتاباته إلى ورش عمل ٍ وإبداعاتٍ غير مصطنعةٍ بل العفوية، هي الطابع الذي غلب عليها، ومهما حاولنا أن نضع أمام القارئ، المدرك، ونسرد له الحلول التي تخامر مخيلة المثقف، كمخارج آنيةٍ مما وقع عليه، نصطدم بمعوقات التطبيق المثقلة بأطنانٍ من الحمولاتِ، التي لا تنهض بما أراده الطرف الإيجابي، حتى وان كانت تلك الحلول سهلة التطبيق، فما يحتاجه المثقف على صعيد الساحة الأدبية من المتغيرات، والرسائل الخطابية، ذات المرسلات المباشرة، طلبًا في الحلول الممكن تفعيلها وصولًا لتحليل الاستقراء الثقافي المعاصر في العراق. 
 
إذًا، ما الضيرُ في توسيع رقعة الثقافة المعاصرة، وإبعادها عن إشكاليات العصر؟ أن المعاناة الحقيقية لم تشمل الأدباء فقط، بل اتساع رقعة الثقافة تعطينا شمولية في فسح وزجّ طاقات أخرى تمتلك مقومات عالية الجوّدة، تنضوي في مسمّى "الثقافة"، أظهرت أمامنا، رقعة صغيرة، الطرف السلبي، التي تحاول دمج عناصر مشوّهة في بودقة الأدبية المعاصرة، والتي تشكل معاكسات ونقاط الضدّ الإقصاء، التهميش، إبعاد الضوء عن نقط الإبداع، وتوجيهها إلى أماكن خاصّة، إذًا، التوسّع في المنظور الدلاليّ، كان بمثابة النهوض والوقوف على نقاط الضعف وتحديد مواطن الخلاف، والتعريف بها سلفًا، مسافات كانت مثقلة ً على التغيير الملموس الذي نسعى إليه، إننا نقف على مسافة محسوبة بإيضاحات نقاشيّة، نشعر بها، فتعطي قراءاتٍ دلاليةً ذات أبعادٍ متكاملةٍ، ثقافة ناطقة لا صمت فيها، ثقافة تدوّي بإرهاصات البدائل، التي أن لم تجد حلًا كانت هي الحلّ، ثقافة تتحوّل إلى قوّة إقصاء" ردّة فعل طبيعية " ضد ثقافة الإقصاء، والتهميش التي دُسّت – خطًا- في جيوب مشروعية الخطاب الأدبي الجادّ، والميل إلى استخدام ثقافة الاستنساخ طباعيًا، حلًا لإشكاليات النشر، وفرض هيمنة الإبداعية، ثقافة تمتلك مشروعية استقطاب " أدب الشباب "الذي مرّ بعصر متخمٌ بالعتمة والألوان الداكنة، نبحث عن ثقافةِ بناءٍ مركزية يكون فيها الأديب المبدع، الأداة الضاغطة، محورية إلغاء نقاط التفتيش والمراقبة الكلامية المغروزة بيننا جدلًا، وإشاعة مفهوم الثقافة المقروءة والمسموعة والمرئية، وتنشيط مفاصل الوعي الناطق بجدوى التغيير، والدعوة إلى تكثيف ثقافة الروابط الأدبية، لأشغال الحيّز المكاني في المجتمع العراقي، وتفعيل الدور الملقى على عاتقها كونها جهة ً تحظى بالدور الثقافي في النشر الذاتي، وعقد الندوات والحوارات الأدبية، وفتح قنوات اتصالية بينها وبين الروابط الأخر، وان اختلفت - مكانًا وزمانًا - شريطة أن تكون الروابط تتمتع باستقلالية تامة، كي يتجه عملها الأدبي على وفق مساراتٍ مدروسةٍ ولقاءاتٍ ميدانيةٍ تحتضن الثقافة، كونها حاضنة للإبداع، واضعة أمام القارئ، المتلقي أدبًا خصبًا، يختلف عما نقرأه، ونسمعه، ونراه، فيه ما نحتاجه من تحديث ٍ ومعاصرة ٍ، مستمدة ٍ سواءً من تراثنا الموروث أم من إبداعات جديدة، أدبًا فيه خطابات مفتوحة، وقراءات حداثوية تحاكي نصوص الإبداع العالمي، لان النقطة الجوهرية أنه يجب أن نحول الأدوات التي بين أيدينا إلى مرسلات، تستمد حيوية الخطاب من الثقافة العالمية - قالبًا ومضمونًا - وإلا فقدنا مشروعية ما نروم الوصول إليه ِ من المتعة الأدبية، وصبغة الثقافة المعاصرة، ورخصة الولوج في طرائق الفنّ الأدبي الإبداعي، المؤلف مفردة ًوتركيبًا.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافةُ المعاصرةُ، أزمة ٌ بلا حلول ٍ الثقافةُ المعاصرةُ، أزمة ٌ بلا حلول ٍ



GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 10:49 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 11:06 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 20:08 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:17 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib