لماذا هو أسطورة

لماذا هو أسطورة؟

المغرب اليوم -

لماذا هو أسطورة

بقلم - بدر الدين الإدريسي

شدتني إليها، الندوة الصحفية التي عقدها زين الدين زيدان المدرب العائد لريال مدريد ليلة مباراة الملكي أمام فالنسيا، بما حفلت به من حكمة ومن دبلوماسية وأيضا من شموخ ورقي في بناء الرأي، ولو أنني لا أستكثر شيئا من هذا، على رجل حصل على أعلى قدر من الأسطورية لاعبا ثم مدربا.
لم يكن زيدان في كل خرجاته الإعلامية التي أعقبت عودته إلى مركز القيادة التقنية، ملبيا نداء الإستغاثة من رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز الذي كان يعيش حالة من التصدع الشديد بسبب تجهم النتائج وسوئها، لم يكن لا جارحا ولا متحرجا ولا حتى عاتبا على رجال الإعلام الإسبان، في كل الذي يكتبونه عن الحال البئيس للريال وعن الفكر الثوري الذي قيل أن زيدان عائد به إلى بيت الملكي، إلا أنه فيما يبدو، طفح الكيل بزيزو، فقرر أن لا يطيل الوقوف على الناصية البيضاء، متفرجا على إعلام يكتب ما لا عد ولا حصر له من السيناريوهات الصادمة والتراجيدية.
جوابا على سؤال بخصوص ما إذا كان قد يهيئ لثورة تطهير داخل ريال مدريد، قال زيدان أن في بعض التعبيرات، مهما صدق أصحابها، تجريحا للاعبين وتنقيصا من الأشياء الرائعة التي منحوها لريال مدريد منذ أول يوما جاؤوا فيه للفريق الملكي، أشياء يستحقون عليها أن يخاطبوا بلغة راقية، تحترمهم وتحترم تراكماتهم الكروية.
قال زيدان أن ريال مدريد نادي يحترم تاريخه ومرجعياته ورموزه، لذلك فهو لا يتبرأ من أي زمن لا بأحداثه ولا برجالاته، وريال مدريد ليس بالحال الكارثي الذي يستدعي ثورة شاملة للتطهير، صحيح أنه خسر رهانا أو رهانين وأن موسمه قد يخلو من أي لقب، ولكن ذلك كله لا يستدعي أن يهدم الصرح على الرؤوس وتعلن ثورة تصحيحية.
هناك حاجة لثورة ناعمة، غايتها التجديد، ولكن توقيتها لم يحن بعد، ما دام أن الفريق مكترث ومنشغل أكثر بموسم كروي يجب أن ينهيه بالأسلوب الذي يتماشى مع رصيده التاريخي والأخلاقي، وطبعا لا يفهم من هذا أن زيدان لا يدخل مع رئيسه فلورنتينو بيريز إلى الغرفة السرية الموصدة، ليهيئا معا على نار هادئة، هذا الذي أسماه زيدان بالثورة الناعمة.
ولأنه زيدان الأسطورة والحكيم، الذي إذا تكلم أصغى إليه الناس، وإذا حكم صدقه الناس، فإن الصحافة الإسبانية التي استبد بها الخوف على الريال، فسارعت إلى افتعال خطاب الأزمة وأيضا إلى تحنيط العديد من رموز الفريق قبل وضعهم في السراديب، ستخفف لا محالة من لهجة الخطاب، ما يضعنا جميعا أمام قوة التأثير التي يستطيع مدرب أن يصلها في محيطه الكروي، قوة تأثير يملكها بالحكمة والثبات والرزانة لا بالسفسطة وشراء الذمم والصمت، وعندما يخرج زيدان على الصحفيين الإسبان مطالبا إياهم باحترام اللاعبين الذين أهدوا الريال أربعة تيجان أوروبية في الخمس سنوات الأخيرة، فإنه لا يفعل ذلك فقط لأنه حقق مع هؤلاء اللاعبين في مقتبل عمره التدريبي ما لم يسبقه إليه أي مدرب آخر، ولكن لأنه أيضا كان لاعبا وجرب كل صنوف الوفاء والجحود.
هذا الذي يحدث مع الريال ومع زيدان، رأينا منه في مشهدنا الكروي المغربي عشرات من النماذج الصادمة والحزينة، فكم هم اللاعبون الذي كانوا للأندية وللجماهير مصدرا للسعادة ورفعوا يوما فوق الأكتاف، ثم تحولوا مع تواضع النتائج إلى مرتزقة ومصاصي دماء ومارقين، من دون أن يرتفع صوت حكمة يخرس ألسنة التنكر والجحود.
لست بحاجة لأن أعرض للأمثلة فهي كثيرة، بل وشاهدة على عقليات تتعارض كليا مع جوهر الروح الرياضية، لا تؤمن إلا بالإنتصارات، أما الهزائم عندها فهي مرادفة للفشل والسقوط ومدعاة لتنصيب المقاصل لشنق اللاعبين والمدربين على حد سواء. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا هو أسطورة لماذا هو أسطورة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - 6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها

GMT 04:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث الفلكية للأبراج هذا الأسبوع

GMT 10:33 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المعدل الطبيعي لفيتامين "B12" وأعراض نقصه

GMT 22:42 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق الأسهم الأميركية يغلق على انخفاض

GMT 05:44 2022 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط في المعاملات المبكرة الجمعة

GMT 22:31 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

المغرب يتسلم 4 طائرات أباتشي متطورة

GMT 14:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

والد صاحبه الفيديو الإباحي يخرج عن صمته و يتحدث عن ابنته

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 08:54 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رابطة حقوقية تدين احتلال إسبانيا لأراضٍ مغربية

GMT 03:10 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 7 أماكن في جمهورية البوسنة والهرسك

GMT 07:59 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الرئيس الأميركي يعين مارك إسبر وزيرًا للدفاع

GMT 21:53 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتعي بعطلة ساحرة وممتعة على متن أفخم اليخوت في العالم

GMT 08:33 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حالة الاقتصاد الروسي تعكس تراجع مؤشر ثقة قطاع الأعمال

GMT 01:47 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة أميركية تؤكد أن ثرثرة الأطفال دليل حبهم للقراءة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib