كلنا زياش

كلنا زياش

المغرب اليوم -

كلنا زياش

بقلم: بدر الدين الإدريسي

لن أدعي من البداية أنني أقف على نفس الخط مع السيد رشيد الطالبي العالمي وزير الشباب والرياضة في مقاربته للخروج المهين للفريق الوطني من مولد «الكان»، بلا نجمة إفريقية تضاف على قميص الأسود للنجمة الوحيدة التي جلبها قبل 43 سنة الجيل الخرافي الذي قاده الأسطورة أحمد فرس، وبلا بريق، فلا يمكن بالقطع أن نعلق غياب التوفيق على شماعة الحظ، لأن الحظ في العادة لا يقف بجانب الضعفاء، ولأنني موقن على أن من أقصى الفريق الوطني من دور الثمن، وحال بينه وبين المضي قدما إلى ما كان يرشحه له زاده التقني وقدراته التكتيكية الذاتية، هو رعونته في تدبير مباراة في المتناول، إلا أنني أتفق معه على طول الخط في أن الكم الكبير للإنتقادات التي طالت الفريق الوطني بكل مكوناته، أحدث بالفعل حالة من التشويش لدى اللاعبين، وقد كان لزاما أن يعالج هذا الشرخ النفسي، بخاصة وأنه ضرب اللاعبين حتى قبل أن يبدأوا البطولة.
نعرف ما تجلبه أي مشاركة للفريق الوطني في أي حدث كروي إفريقي أو عالمي من اهتمام شعبي، حتى أن الفريق الوطني يصبح هو غذاء وعشاء المغاربة بل وأوكسيجينهم اليومي، وطبعا فإن مباريات الأسود تجدد الكثير من ملاحم الإنتماء لهذا الوطن الجميل، هذا الإهتمام الشعبي الجارف بالفريق الوطني، هو ما يشجع الكثيرين على أن يلبسوا جلابيب المحللين للإفتاء وأحيانا للتهليل من دون داع، وإن حلت بالفريق الوطني كارثة الإقصاء، جعلوا منها مجزرة تغتال فيها القيم الوطنية والإنسانية ثم المهنية، هذا إذا لم تفتح هذه «البازارات» الإعلامية، دكاكين للمتاجرة في هموم المغاربة، بل هناك من يلجأ عن عمد وبسابق إصرار إلى الركوب على مآسي الفريق الوطني لتصريف اللوعات الإجتماعية.
ما تداعى بعد مباراة بنين، من تحاليل غابت عنها الواقعية والخلفية المهنية، ومن أخبار مضروبة، ومن اختلاقات للأسف لا يطالها العقاب القومي برغم الجروح التي تفجرها، يثير الإستغراب ليس فقط لكم الأكاذيب والإفتراءات التي تنطوي عليها والتي تصيب بضرر نفسي كبير، ولكن أيضا لغياب الحصانة عن المشهد الرياضي الوطني.
لم يكن السيد رشيد الطالبي العلمي قد انتهى من مداخلته تحت قبة البرلمان، مجيبا نواب الأمة على أسئلة القلق التي ضربت المغاربة بعد الخروج الصاغر للفريق الوطني من «الكان»، ويقدم التعليلات التي يراها من موقعه كوصي على القطاع الرياضي لنكبة الإقصاء، بلغته المباشرة، وفي ثناياها أشار إلى الوجع الكبير الذي أصاب به العابثون بالقيم الرياضية، حكيم زياش الذي أهدر ضربة جزاء في الثواني الأخيرة من الزمن الأصلي لمباراة بنين، حتى أنه قطع كل اتصال ولربما فكر في الإعتزال دوليا، حتى تسابقت البازارات في الترويج لما لا يتفق كليا مع روح النص والمنطوق، إذ هناك بون شاسع بين أن يكون زياش قد أخذ قرارا بالإعتزال الدولي وبين أن يكون قد فكر فيه تحت وطأة الهجوم على شخصه، ولعل الرد السريع لزياش على تصريح الوزير ما يؤكد أنه سقط ضحية المغالطات.
زياش سارع في البداية عبر حسابه على الإنستغرام إلى توجيه كلام «قاصح» للوزير، سائلا إياه أن يتوخى الدقة في الذي يقوله، وعندما علم بأن الطالبي العلمي لم يقل صراحة، أن زياش اتخذ قرار الإعتزال الدولي، سحب على الفور تدوينته ونشر عوضا عنها ما فيه اعتذار للطالبي العلمي.
طبعا سنختلف في سرد مبررات الخروج الصاغر للأسود، بل قد لا نتفق عليها جميعها، إلا أننا سنتفق على أن لا رغبة لنا في التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم، إذا كنا سنفقد لأي سبب من الأسباب الفنان حكيم زياش.
المغاربة الأحرار، ذاكرتهم ليست صغيرة، إنهم يقدرون كل التنازلات التي قام بها حكيم زياش لينتصر لمغربيته، وإن لاموا زياش على أنه أضاع ضربة جزاء، أو على أنه لم يكن زياش المبدع والحاسم الذي يعرفونه في «الكان»، فإن ذلك لا يمكن أن يصل لحد التضحية أو التشهير به.
آخر الكلام: كلنا زياش.. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلنا زياش كلنا زياش



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:28 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ملامح ميزانية السودان 2020 تتضمن فرص عمل "هائلة"

GMT 03:28 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

معلومات جديدة عن حياة ديما بياعة في عيد ميلادها الـ43

GMT 21:03 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شنطة الفرو أكّدت عليها شانيل وفندي إطلالة خريف 2019

GMT 04:59 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مواصفات أسطول مطار خليج نيوم الأمني

GMT 02:04 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

شبيهة هيفاء وهبي تثير ضجة على مواقع التواصل

GMT 06:37 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟

GMT 03:42 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

تشوبرا تبدو رومانسية خلال استقبال مومباي

GMT 11:51 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شقيق الفنانة ياسمين عبدالعزيز يوجه رسالة لها بعد طلاقها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib