كيف حالك يا أم الألعاب
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

كيف حالك يا أم الألعاب

المغرب اليوم -

كيف حالك يا أم الألعاب

بقلم: المهدي الحداد

في اليوم الموالي لنهاية الألعاب الإفريقية التي أجريت بالرباط، قام أحد الصالحين بزيارة مقبرة الرياضات ضواحي العاصمة، والتي دأب على زيارتها فور نهاية أي تظاهرة قارية أو دولية، لتفقد الأرواح الجديدة التي إلتحقت بها، بعدما أصابتها جلطات دماغية مفاجئة أو إستسلمت إثر صراع طويل مع المرض.
الزائر الوفي والمترحّم سنويا على الراقدين تحت التراب، أثاره ضيف جديد حل بالمقبرة، والمدهش أنه لم يمت بعد وإنما يحتضر، ويئن بصوت خافت يهز صمت القبور.
إقترب الرجل من القبر يتحسس خطواته ودبدبات الخوف تراقص نبضات قلبه، ودنا من مكان النداء حتى وصل إلى الصوت الذي يطلب النجدة، ليبادر إلى سؤاله مرتجفا حول هويته ومن يكون، فجاء الرد سريعا وبكلمات خافثة ونفسٍ متقطع.
«أنا هنا منذ الأمس، جاؤوا بي معتقدين أنني مت، حيث دخلت في غيبوبة طويلة لمدة سنوات، إنقطع فيها نفسي وتوقفت نبضات قلبي، قبل أن يمنحوني مؤخرا آخر فرصة وإختبار للبقاء على قيد الحياة، لكنني لم أستجيب وفشلت، ليكون مصيري حمل نعشي إلى هنا.»
دُهش الزائر من الإجابة الملغومة والتي لم تشفي غليله لمعرفة صاحب القبر، فطالب بالتوضيح أكثر وسرد السيناريو بالكامل، ليكون الجواب كالتالي:

«أنا ألعاب القوى، أنا الرياضة التي منحت المغرب 19 ميدالية من أصل 23 مربوحة في تاريخ الألعاب الأولمبية، أنا الأصل والمجد وصاحبة الكبرياء، والتي رفعت راية البلاد منذ روما 1960 وحتى لندن 2012، حينما أهديت للمغرب والعرب وإفريقيا أساطير حفروا مناجم الذهب، وأنقذوا ماء الوجه في العديد من المآزق، وجعلوا العالم كله يعرف المغرب عن طريق أبطالي، الذين نابوا عن السفراء والديبلوماسيين، ليضعوا المملكة في طابور الدول الرائدة دوليا في رياضةٍ مثالية ونبيلة.»
كاد الرجل أن ينهار بعد سماع صدمة وفاة ألعاب القوى، وهو الذي إعتقدها خالدة أو على الأقل ستكون آخر المتوفين، نظرا لريادتها الأبدية للرياضة المغربية، فتردد كثيرا وإرتجف، قبل أن يتجرأ على سحب الميت الحي ويعيده إلى فوق الأرض، وينفض عنه التراب بحسرة وألم سائلا: كيف حالك يا أم الألعاب؟
خرست المعنية بالأمر قليلا وإلتقطت بعض النفس ثم قالت: «حالي حال هؤلاء من حولي، السباحة والدراجات، المصارعة، كرة السلة  الثلاثية والقدم والطاولة والبقية، دون الحديث عن أولئك الذين وُلدوا متوفين، أصبحت عاجزة تماما عن مجاراة إيقاع العالم، بل وصارت متواضعة جدا على الساحة الإفريقية، والتي كنت فيها إلى زمن قريب أركض وأعدو بالخلف مع المنافسين، وأهرب عنهم بلفّات ودورات، لكنني اليوم أعاني وأتألم من الفراغ، ومن شح الأبطال، ومن فقر التكوين والمصاحبة، لأكتفي بعشرات العدائين الأرانب، أو غزلان مجروحة تصول وتجول هنا وهناك، دون أن تحقق النتائج المرجوة أو تصعد أرقى منصات التتويج».
لكن ما الذي أتى بك إلى هذه المقبرة يُسائل الرجل المسعف؟ فأجابت: «هي الألعاب الإفريقية السهلة والتي أقيمت في دياري وكشفت شللي التام، الكثير من عدائي تعرضوا للإقصاء وتذيلوا المراتب، والمؤلم في سباقات التخصص ذكورا وإناثا، فاكتفيت بالصف 14 في الترتيب العام بصفر ميدالية ذهبية، فكان مصيري جنازة سرية وسريعة لهذه المقبرة، بعدما فقدوا الأمل في حياتي».
وضع الرجل يده على قلب أم الألعاب وسمع نبضا لأحد الشرايين الحية والتي تحمل بصيصا من النور، وفطن أنه وريد سفيان البقالي اليتيم والذي يُبقي الروح بألعاب القوى ويأبى موتها حاليا، فما كان لزائرنا المشكور والمبهور إلا أن يحمل رياضتنا على عجل إلى المستشفى وقسم العناية المركزة، هناك حيث سترقد إلى غاية صيف 2020، موعد إجراء الفحص المصيري على يد طبيب ياباني سيقرر في مدى قدرتها على مواصلة الحياة، أو الإستسلام لنعشٍ رسمي هذه المرة سيعيدها إلى المقبرة المعلومة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف حالك يا أم الألعاب كيف حالك يا أم الألعاب



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib