صبر جميل يا «تركي»

صبر جميل يا «تركي»

المغرب اليوم -

صبر جميل يا «تركي»

بقلم: بدر الدين الإدريسي

صدمنا كمغاربة بل وصدم العرب، ممن يبقون على هذه العروبة الممزقة والمغتالة من طرف أبنائها ومن قبل ذوي القربى، ما بدر من تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب في المملكة العربية السعودية ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، من استهداف للمغرب وللمغاربة بطريقة سمجة ورعناء، لا شيء فيها من نخوة وأنفة السعوديين ولا ذرة حكمة فيها من رجل يقود منظمة رياضية عربية ويلزمه هذا المنصب تحديدًا بمراعاة كرامة ومصالح من نصبوه رئيسًا عليهم.

بدأت قصة المهاترات من حوار صحافي لتركي آل الشيخ مع الزميلة «الرياضية» السعودية جرى تصميمه بدقة، واختيرت له بعناية فائقة الصياغة والإخراج الذين يتناسبان وشخصية المحاور وللرسائل التي سيحشو بها الحوار، لمح فيه تركي إلى أن السعودية ستمنح صوتها لما يخدم مصالحها، وقالت لنا السعودية قبل ذلك وبالعربي الفصيح إن مصالحها باتت مع الولايات المتحدة الأميركية، وهذا شأنها، وعندما سُئل تركي عن موقف الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يرأسه من ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026، قال إن الاتحاد العربي لم يطلب منه أي شيء، وأن حرصه سيكون كبيرًا من أجل أن تكون كأس العالم جميلة وجذابة، وهل يعقل أن يكاتب المغرب اتحادًا عربيًا ناضل عبر حقب من الزمان من أجل أن يبقى ومن أجل أن يطفئ لظى كل الحساسيات العربية، يطلب منه الدعم، وكل المواثيق والأعراف وأخلاقيات هذا الاتحاد تلزمه بالوقوف إلى جانب أعضائه في كل المعارك الرياضية التي يخوضونها.

وحتى يكمل تركي آل الشيخ معزوفته الرديئة، سيكتب على جداراته، تدوينة يقول فيها إن عرين الأسود موجود في الرياض وما علمت يومًا ذلك لا من الوقائع ولا من كتب التاريخ، وأن السعودية هي أول من يجب أن تستشار في هذا الأمر، وختم تدوينة الشر المستطير بأن قال مخاطبًا المغرب: «دع الدويلة تنفعك»، في إشارة لدولة قطر التي يتهم المغرب بأنه تحرك في وقت الحصار لإغاثتها عملًا بالقيم الإنسانية التي هي من أصل ثقافاته وموروثه الإنساني.

وحتى لا يظن من أشبعوا تركي آل الشيخ نقدًا وعتابًا وحتى تجريمًا للفعل العدائي المضمر للمغرب، أنهم سيعجزونه، فإنه سيفعل قرار السعودية بمنح صوتها للملف الأميركي الشمالي، بنشر صورة له مع رئيس الاتحاد الأميركي لكرة القدم، في مشهد ينطوي على كثير من الخبث غير المبرر.

ولأن المغرب كان وما يزال وسيظل حكيمًا في تدبير النقاط الخلافية بين أبناء العروبة، من دون أن يسمح لأي كان بأن يدوس له على طرف، فإنه إلى الآن لم يبد أي ردة فعل إزاء هذا الذي بدر من تركي آل الشيخ من تجريح واستهداف للمغرب وللمغاربة، وأنا على يقين من أن المغرب إن فكر في الرد على «تركي»، فإنه لن يضع بالتأكيد كل البيض الفاسد في سلة يفترض أن يكون فيها ما ترسخ من علاقات مميزة بين الأشقاء، وحتمًا سيتصرف بما لا يجرده إطلاقًا من إرث العروبة الكبير ومن كل النضالات التي خاضها إلى جوار الأشقاء من أجل نصرة العروبة.

وإذا كان من حق السعودية أن تمنح صوتها لمن تريد، فإنه ليس من حق تركي آل الشيخ مهما بلغ من غل وجلف، أن يتصرف في قيم هو مؤتمن عليها كرئيس للاتحاد العربي لكرة القدم، وفي مقدمتها أن تقف هذه المؤسسة بلا قيد أو شرط إلى جانب المغرب كما كان الحال في المرات الأربع السابقة التي كان المغرب خلالها منافسًا على كأس العالم، لذلك كنت أتمنى لو أن ذكاء تركي جعله ينأى بنفسه عن هذه التصفية البليدة لحسابات سياسية، وأن تحصنه رئاسته للاتحاد العربي لكرة القدم فلا تسمح له بمثل هذا الشطط.

إزاء هذا الذي فعله تركي آل الشيخ لا نملك إلا نقول ما قاله سيدنا يعقوب لإخوة يوسف..

صبر جميل والله المستعان، لنتحمل وزر ما تفعله يا تركي.      

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صبر جميل يا «تركي» صبر جميل يا «تركي»



النجمات يتألقن هذا الأسبوع نانسي تخطف الأضواء وكارول بأناقة الكورسيه

بيروت -المغرب اليوم

GMT 20:49 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 04:01 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

محامية تتمرّد على مهنتها وتفضّل صناعة المفروشات اليدويّة

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الكلية التقنية للبنات تختتم برنامج "التثقيف التعليمي المهني"

GMT 06:45 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي وسلمى أبو ضيف معًا في رحلة إستجمام

GMT 14:22 2012 الخميس ,19 تموز / يوليو

طاولة عملية تمتد حسب الرغبة

GMT 17:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الألعاب الوطنية للأولمبياد الخاص تنطلق في استاد القاهرة

GMT 15:53 2012 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

حكومة الجزائر فشلت "دبلوماسيًا" بإعدام تواتي

GMT 10:35 2025 الخميس ,19 حزيران / يونيو

غوغل تسخر من آبل وتتهمها بنسخ مزايا هواتف بكسل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib