الكاف ومصالح المغرب

الكاف ومصالح المغرب

المغرب اليوم -

الكاف ومصالح المغرب

بقلم - محمد الروحلي

يتعرض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) لحملة شرسة من داخل القارة وخارجها، تستهدف رئيسه أحمد أحمد، وبات الجهاز الرياضي الأول على الصعيد القاري، عرضة لانتقادات البعض منها موضوعي، لكن الأغلبية الساحقة منها مجرد تصفية حسابات، وتصريف لمواجهة شخصية اتجاه الرئيس الحالي للجامعة المغربية لكرة القدم وحليفه التقليدي فوزي لقجع. هناك تحالف أو أقطاب داخل إفريقيا مجندة لمواجهة الصعود المدوي للمغرب الذي أكسبه داعمين جدد، عززوا صف حلفائه التقليديين والدائمين.

فالصراع اشتد في الآونة الأخيرة، بعد تداعيات سحب تنظيم بطولة كأس أمم إفريقيا من الكامرون، في ظل الحرب الباردة المشتعلة بين الرئيس الحالي، وسلفه الكاميروني عيسى حياتو، على خلفية عداء تاريخي بين الرجلين، وهذا الملف بالذات فجر أزمة أخرى، بين (الكاف) وجنوب إفريقيا، بعد منح التنظيم لمصر، واتهام المغرب بالوقوف وراء استمالة أغلب أصواب القارة لصالحها، ضدا في جنوب إفريقيا كعقاب على دعم الملف الأمريكي الثلاثي خلال المنافسة على احتضان نهائيات كأس العالم لسنة 2026.

وبديهي أن تنخرط الجزائر في أي حملة معادية للمغرب، خصوصا وأنها لا تنظر بعين الرضا اتجاه تعاظم نفوذ الجارة، مقابل ترجعها حضورها على مستوى أجهزة (الكاف)، ضمن انعكاسات لفشل الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، في انتخابات اللجنة التنفيذية أمام اكتساح لقجع لأغلب الأصوات.

نجاح المغرب المدوي في هذه المواجهة المباشرة مع الجزائر، ظهرت نتائجه بسرعة على أرض الواقع، بعد أن فقد ممثلو الجزائر لمناصبهم السابقة، بل عجزوا عن ترؤس أي لجنة من اللجان.

كما تجتاح موجة غضب بعض أعضاء الاتحاد الإفريقي، بعد تنصيب المغربي معاذ حجي كمنسق عام، ليقوم بدور التنسيق بين السكرتير العام المصري عمرو فهمي، والرئيس أحمد أحمد، وهو اعتراض مبني على كون منصب المنسق العام غير منصوص عليه بلوائح (الكاف)، وهذا ما تسبب في قلق لدى الجانب المصري، ورئيس اتحاده الكروي هاني أبو ريدة أحد أكبر الداعمين لأحمد، والمؤيد للتحالف مع المغرب، لكنه لا يخفي تحفظه على الاتجاه الذي يسلكه الرئيس الجديد.

وعلى هذا الأساس يسعى المغرب جاهدا للحفاظ على علاقته الاستراتيجية مع مصر، وقد تكرس ذلك من خلال عدم إعلانه الترشح لاستضافة «الكان 2019» ودعمه المطلق لأحفاد الفراعنة، على حساب ملف جنوب أفريقيا الذي كان أكثر جاهزية على مستوى البنيات التحتية.

وهناك ملف آخر يجسد هذه العلاقة الإستراتيجية بين مصر والمغرب، ويتجلى في ملف النقل التلفزي الخاص بحقوق البطولات الإفريقية، والتي حصلت عليها شبكة «بي إن سبورتس» لسنوات طويلة عن طريق شركة «لا جاردير» الفرنسية مقابل مليار دولار، وموقفهما الرافض للاحتكار غير المسبوق الذي تتعامل بها القناة القطرية، بحرمان الشعوب الإفريقية من حقها في مشاهدة منتخباتها الوطنية.

وضمنيا هناك تأييد للعرض المصري الذي تقدمت به شبكة «أون سبورت» عن طريق شركة «برزنتيشن» مقابل مليار و300 مليون دولار، لتشرع هذه الأخيرة في ملاحقة (الكاف) بكافة الطرق القانونية الممكنة، حيث تقدمت بشكوى لجهاز حماية المنافسة المصري الذي أحال الأمر للنيابة العامة ثم القضاء، وسبق للسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) أن مارست هي الأخرى ضغطا على (الكاف) أيام سيطرة لوبي الفساد الذي كان يقوده حياتو، خاصة وأن هناك تقارير تؤكد أن الشركة المصرية لعبت دورا مهما في إسقاط حياتو ودعم أحمد.

كل هذه المعطيات تؤكد أن هناك حربا خفيا محيطة ب (الكاف)، والمغرب وسط هذه الدوامة، بعد تحوله إلى قوة نافذة داخل الأجهزة المؤثرة، ولعبه دورا أساسيا في أغلب القرارات التي تصدر عنها، كما أن تنصيب 13 عضوا مغربيا داخل مختلف المصالح، يثير حفيظة الحاقدين والناقمين على مستوى القارة وخارجها.

فكيف إذن والحالة هذه، أن تتدخل أطراف من داخل المغرب في هذه الحرب، وتقديم هدايا مجانية لهؤلاء المتربصين، إنه حقيقة موقف غربي يصب في اتجاه دعم عملية تخريب (الكاف) من الداخل، رغم أن هناك أطرا مغربية عليا تعمل بجهد من أجل احتلال مناصب مهمة تحمي مصالح المغرب أساسا، وتدافع عن قضاياه الرياضية وحضوره المؤثر…

والحقيقة أن الإنسان يصاب بالحرقة عندما يعرف أن معارضي النفوذ المغربي من داخل المغرب تحركهم أساسا حسابات شخصية ليس إلا…

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاف ومصالح المغرب الكاف ومصالح المغرب



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:26 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل ريفي في بريطانيا من وحي تصميمات روبرت ويلش

GMT 11:35 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

زيّن حديقة منزلك مع هذه الفكرة الرائعة بأقل تكلفة

GMT 17:00 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش يسعى للفوز بذهبية أولمبياد باريس

GMT 06:20 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

230 ألف شخص يشيعون بيليه إلى مثواه الأخير

GMT 15:10 2022 الأربعاء ,23 آذار/ مارس

شركة "توتال" الفرنسية توقف شراء النفط من روسيا

GMT 20:10 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

مشروع قانون لتنظيم أسعار المحروقات في المملكة المغربية

GMT 14:16 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

فساتين سواريه للنحيفات المحجبات

GMT 23:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تعرف على قائمة الأسعار الجديدة للسجائر في المغرب

GMT 15:22 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:49 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسعار مازدا mazda 3 في مصر

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شركة أميركية ترصد صورًا لأهم أحداث الكوكب خلال العقد الماضي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib