هؤلاء ظلموا رونار

هؤلاء ظلموا رونار

المغرب اليوم -

هؤلاء ظلموا رونار

بقلم - بدرالدين الادريسي

قوى بيننا الجدل يوم كشف هيرفي رونار عن الكوماندو الذي وكلت له مهمة بعث الآمال في التنافس على البطاقة المونديالية الوحيدة المتاحة للمجموعة الثالثة، وقد تراءت في الأفق ثلاث مواجهات حارقة ومصيرية أمام نسور مالي ذهابا وإيابا وأمام فهود الغابون هنا بالمغرب، عن طبيعة الإختيارات وعن مدى تقيد الناخب الوطني بالمعايير التي قال من أول يوم أنها ستتحكم في تفضيل هذا اللاعب على من سواه.
ورمى أكثرنا الأحكام جزافا، فقال بأن هيرفي رونار يتملص من أغلب هذه المعايير، وأبرزها معيار الجاهزية البدنية التي تتحدد عادة بمقياس التنافس، وجاءت الإستدلالات على حالة التملص هاته كثيرة، وطبعا يكون لنا كل الحق في مواجهة الناخب الوطني بكل هذه الجنح الفنية قبل التكتيكية كلما أخفق في بلوغ الأهداف، في تحقيق النتيجة التي تبرئ ساحته وتجعله حلا من كل ملاحقة بالإنتقاد، أما وقد جاءت النتائج مستجيبة للتطلعات، فإن الأمانة المهنية والرياضية تفرض أن نرفع له القبعة ونعترف له بالبراعة الكاملة في تطويع الظروف وكسر الإكراهات وتليين الإنصياع لكل تلك المعايير التي هي مشاعة بين كل مدربي العالم.
قبل أن تحل الجولة الثالثة من التصفيات، ويوم كنا نتجه نحو منازلة نسور مالي هنا بالرباط، وفي رصيدنا نقطتان فقط من تعادلين أبيضين أمام فهود الغابون هناك بفرانسفيل وأمام فيلة كوت ديفوار هنا بمراكش، قلنا أن السيناريو الأمثل والرائع هو أن يحقق الأسود العلامة الكاملة بالفوز في المباريات الثلاث على نسور مالي ذهابا وإيابا وعلى فهود الغابون هنا بالمغرب، وبرغم أن ما نقص من هذا الرصيد المثالي نقطتان أضاعهما الفريق الوطني بباماكو أمام مالي، إلا أن الفريق الوطني نجح في القبض على صدارة المجموعة، بل وأصبح حسابيا على بعد نقطة واحدة من مونديال روسيا، مستفيدا في ذلك من عثرة قوية لفيلة كوت ديفوار الذين تحصلوا على أربع نقاط فقط من آخر ثلاث مباريات.
هذه الطفرة النوعية للفريق الوطني، والتي ترتبط ليس فقط بالنتائج ولكن أيضا بالأداء الجماعي القوي، تحققت بكل ما انتقد وعاتب عليه كثير منا الناخب الوطني هيرفي رونار، ما كان بعضه موضوعيا وما كان كثيره لغطا وتبجحا وهراء، وقد ظلم كل هؤلاء هيرفي رونار عندما جاءت أحكامهم على اختياراته جازمة وقاطعة، فكل المعايير الفنية التي تحدث عنها رونار وسبقه إليها كثير من الناخبين الذين تعاقبوا على الفريق الوطني، لا يمكن أن تتحول إلى مشنقة تفصل الرؤوس عن الأجساد ولا يمكن أن تكون قيدا يصادر كل قدرة على معاكسة التيار.
لو أن رونار أذعن لمعيار التنافسية والجاهزية ولم يخرج عنه، لما كان منير المحمدي هو من يحرس اليوم عرين أسود الأطلس، ولما كان هو أمهر حراس مرمى إفريقيا، بل وكل قارات العالم، وقد حافظ على عذرية الشباك في خمس مباريات تصفوية متتالية، بحكم أنه دائم الجلوس في كرسي البدلاء مع ناديه نومانسيا، ولو تقيد رونار بمعيار التنافسية لما حق لبنعطية أن يقود بكفاءة عالية أسود الأطلس بعد أن علق اعتزاله اللعب دوليا نزولا عند حاجة الوطن، بدعوى أن قليل اللعب مع ناديه جوفنتوس الإيطالي، ولربما كذلك كان سيكون الحال مع الصغير الرائع أشرف حكيمي الذي جاء للفريق الوطني في مباراته الأخيرة أمام الغابون وفي سجله مباراة واحدة لعبها في دفاع ريال مدريد الإسباني أمام إسبانيول برشلونة.
ولو نحن أخذنا رونار بلسانه، يوم قال أن تواجد الأسود ببطولات الخليج لا يساعدهم على اللعب في المستويات العالية، وقد أسقط هذا الحكم فعلا باستبعاده لكل من عبد الرزاق حمد الله وعلى وجه الخصوص يوسف العرابي يوم تحولا للعب بدوري نجوم قطر، لما كنا سنجد اليوم أثرا داخل الفريق الوطني للمحراث والتيرموميتر والسخي في العطاء امبارك بوصوفة، لا لشيء إلا لأنه عرج على البطولة الإماراتية منضما لنادي الجزيرة، وحتما ستطول الإدعات وسنزداد قسوة على رونار، ونكون ظالمين في ذلك للرجل، لأن في كرة القدم كما في الحياة هناك إستثناءات لا يجوز القياس عليها، وفي كرة القدم كما في الحياة هناك ظروف يجب أن نطوعها، وقطعا لا يمكن أن نطالب رونار بنواة صلبة ولا بتباث على التشكيلة في ظل أشياء كثيرة لا يستطيع هو أن يفرضها، فلا رونار ولا أي ناخب وطني يستطيع أن يلزم مدربا في أي ناد بأن يمنح الرسمية للاعب يحتاجه هو في منتخبه الوطني.
من الضروري أن يكون محللونا طرفا في معادلة العمل التقني، جزء من المنظومة وعنصرا مساهما في صناعة القرار، يفترض أن يصعد لمنصات التحليل في كافة وسائل إعلامنا من يساعد على تحليل الظواهر ومن يجيب بموضوعية على أسئلة الجماهير ومن يكون فعلا مرآة يقرأ فيها الناخب الوطني واللاعبون ما يدفع بهم لتحقيق النجاحات، من يعترف للناخب الوطني بأنه سيد قراراه ولا يشتغل بنظام التحكم عن بعد، أما أن يبحث هؤلاء عن البطولية الزائفة بترويج الأحكام الجاهزة والزائفة، فهذا ما عفا عنه الزمن وفطن لرعونته وسوداويته جيل اليوم. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هؤلاء ظلموا رونار هؤلاء ظلموا رونار



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib