صورة اليهودي والتأصيل المكاني في الرواية الجزائرية المعاصرة

صورة اليهودي والتأصيل المكاني في الرواية الجزائرية المعاصرة

المغرب اليوم -

صورة اليهودي والتأصيل المكاني في الرواية الجزائرية المعاصرة

بقلم - أحمد بوريدان من الجزائر

إنّ المتتبع للنصوص الروائية في الجزائر المكتوبة بالعربية منها وبالفرنسية  في السنوات الأخيرة يلاحظ اهتمام الكثير من الكتاب بتوظيف الموروث اليهودي في نصوصهم بين المخاتلة والاحتراز الذكي وبين التعبير المباشر عن المواقف والرؤى وبجرعة زائدة تعدت المألوف، حيث لم تتعرض هذه الكتابات إلى الشخصية الفردية لليهودي بقدر ما تعرضت إلى تأصيل وجوده المكاني والاجتماعي في قالب من التعاطف والحنين ومحاولة إنصافه، وذلك بعرض شخصيات حقيقية عاشت في الجزائر وربما ما تزال تعيش بعد تغيير الأسماء والألقاب.

وحاول الكاتب واسيني الأعرج في روايته "سوناتا لأشباح القدس 2009 "وروايته "البيت الأندلسي 2010" أن يتجاوز الصورة السلبية عن اليهود فقدم صورة لليهودي الطيب والقابل للتسامح والتعايش، لكن الكاتب أمين زاوي عندما أصدر روايته " اليهودي الأخير بتمنطيط"  2012 كان أكثر استفزازًا حيث تجاوز فيها أسوار الدين والتاريخ واستطاع أن يدخل مسارات جديدة على الرواية الجزائرية وكما تجلى ذلك من خلال  ما قدمه من صور متعددة للحياة الاجتماعية والثقافية لليهود في وهران في روايته " قبل الحب بقليل 2015" أما الكاتبة ربيعة جلطي في روايتها " حنين بالنعناع2015 " فقد تعرضت إلى الجانب العقائدي من خلال ذكرها مزار النبي يوشع الذي يتخذه اليهود مزارًا في رحلات سرية وتحت جنسيات مختلفة، أما الكاتبة أمل بوشارب فقد تعرضت في روايتها " سكرات نجمة " لخطر اليهود في نشر التعاليم الماسونية في الجزائر، مع ذكر بعض المعالم المكانية الدالة. وقد أفردت الكاتبة فصلًا كاملًا في حديثها عن ذلك، أما الكاتب إسماعيل يبرير في روايته " وصية المعتوه2013" فقد اتخذ من مقبرة اليهود ملجأ سريًا يستلهم منه وصية الأموات للأحياء، وعلى الرغم من تواجد مقبرة المسلمين ومقبرة المسيحيين في دلالة لحوار الأديان وتعايشهم في المراحل التاريخية السابقة، فتفضيل مقبرة اليهود تأصيل مكاني ودليل عرفاني لا يدرك سرّه سوى المعتوه؟ !

فهل تكون هذه المحاولات طريقًا لفهم الآخر من خلال حوار الثقافات أم هو تأصيل مكاني لموروث يحتاج إلى مراجعة مواقفنا؟ أم هو البحث عن الزمن المفقود ؟ حقًا هي ظاهرة تحتاج إلى المزيد من الحفر والتنقيب وتحتاج أيضًا إلى دراسة فاحصة وموسعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة اليهودي والتأصيل المكاني في الرواية الجزائرية المعاصرة صورة اليهودي والتأصيل المكاني في الرواية الجزائرية المعاصرة



GMT 15:56 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

لا قوة عربية ولا مشتركة

رحمة رياض تتألق بإطلالات صباحية أنيقة وعصرية تناسب أجواء الخريف

بغداد - المغرب اليوم

GMT 11:39 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل انقطاع دواء حيوي خاص بمرضى الغدة الدرقية

GMT 10:25 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إدين هازارد يُؤكّد أنّ محمد صلاح أحقّ بالكرة الذهبية من ميسي

GMT 18:58 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل الدوري المصري وتحديد موعد لقاء الأهلي والزمالك

GMT 09:05 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

فيصل يُعلن رفض "حصانة" المجلس العسكري السوداني

GMT 05:09 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

إليكِ حقائب رائعة عصرية استقبلي بها عام 2019

GMT 11:24 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ورشة "كتاب الخيوط" لأطفال معرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 11:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أياكس" يحدد سعر ماتياس دي ليجت لكبار أوروبا

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 05:06 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

إشعاعات "الهواتف الذكية" وتأثيرها على الذاكرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib