الهوية الجماعية لمغرب الغد
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

الهوية الجماعية لمغرب الغد

المغرب اليوم -

الهوية الجماعية لمغرب الغد

بقلم - المريزق المصطفى

لن أضيع ما تبقى من عمري في البحث عن خيط السنارة التي جرفته أمواج البحر، ولن أساعد نفسي في تغييب الأفق من ذاكرتي الموشومة بأحداث وواقع علمتني كيف أحب الغد، وكيف أقاوم العنف بكل أنواعه وأشكاله، كما لن أسقط أبدًا في فخ التمييز لأغراض طائفية أو شقاقية، أريد أن يصنفني أصدقائي وأعدائي كمغربي، وليس تصنيفًا آخرًا، فالأنبياء كانوا تقدميون وحداثيون في زمنهم، والدليل هو أنهم أتوا برسالات جديدة ولم يكونوا تابعين للخلف وللسلف وللسابقين. 

فلماذا نبخص الأنبياء في زمننا ونحشرهم في متاهاتنا باسم الدين؟. كبرنا وكبرت أحلامنا، لكن ما ينقصنا هو نقل الشعور بروح الهوية الجماعة وقيمها للمدرسة، تلك المدرسة التي لازلنا لم نفتح أبوابها لأبناء المغاربة بعد، لكي نعلمهم معنى الهوية الجماعية، والحق والصدق بدل الكذب والبهتان فبعد انهيار المسيحية في أوروبا بسبب التنوير والثورة الفرنسية، كرد فعل على محاكم التفتيش والأصولية المتعصبة والحروب المذهبية والطائفية، فكر "أوغست كونت" في بلورة مفهوم جديد للدين، مفهوم كوني واسع وأشمل للبشرية جمعاء، مفهوم قائم على الحب وتجاوز الأنانيات الشخصية والمصالح العابرة للبشر، وهذا البديل هو ما دعاه "دين البشرية". 

ومعلوم أن "كونت" هو صاحب نظرية المراحل الثالث التي تتحكم في كل الحضارات وهي: المرحلة اللاهوتية الدينية، والمرحلة الميتافيزيقية، وأخيرًا المرحلة الوضعية أو العلمية الحديثة، وما قد نستفيد من هذا التراث وغيره، هو أن رغم ما عاشته الإّنسانية من صراعات هوياتية، كان لابد للعقل أن يكون متفوقًا، وكان لا بد من الحاجة إلى الحوار المفتوح والاختيار الحر، وللأسف، كانت المدرسة سببًا في شقائنا، لأنها لم تجعلنا نكبر في اندماج متكامل، وبالتالي لن ألوم المغربي "عالم الإعلام الجديد" عما ينشره من سموم كل يوم باسم الدفاع عن "الشرعية التاريخية والدينية" وزد عليها "الشرعية الانتخابية".

لقد علمتني الجراح الاجتماعية والمآسي الإنسانية أن الدين "أي دين" لا يمكن أن تكون له الأولية على العقل، الأولوية يجب أن تكون لبرامج تربوية ولبرامج المساواة والعدالة، الأولوية يجب أن تكون لبرامج اقتصادية وطنية وتنافسية، الأولوية يجب أن تكون لبرامج ثقافية وعلمية وبيئية، الأولوية يجب أن تكون لبرامج تنموية شاملة تهدف إلى تحقيق كل الحاجيات الأساسية للإنسان، الأولوية يجب أن تكون لبرامج تجعل المغاربة سفراء هوياتهم وحضاراتهم وعاداتهم وتقاليدهم في كل بقاع العالم من أجل علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار، والدفاع المشترك على قيم السلم والديمقراطية وحقوق الإنسان.

فأي إيمان أعمى فوق العقل، لن أقبله، كما لن أقبل أي تصنيف للناس باسم الدين أو باسم أقسام منفصلة محبوسة داخل صناديق الاقتراع أو غيرها، أنا إنسان حر، لدي أصل جغرافي ومهنة، ولدي انتماء سياسي وذوق فني، ولديّ اهتماماتي والتزاماتي، ولديّ عاداتي واحتياجاتي، ولا أقبل من يرهبني ويخيفني باسم الاستقواء بالنكوصية دفاعًا عن "الشرعية التاريخية والدينية"، لأن مغرب الغد هو الذي يهمني، وهو الذي أناضل من أجله، وأنا على يقين تام بأن جيل الغد هو الذي سيحسم الانتقال إلى المرحلة العقلانية، وسيعيش من دون ديناصورات متزمة، ومن دون عقائد مذهبية تقليدية، ومن دون انبطاح ديني أو أيديولوجي إن الحريق الذي التهم أشجار التقدمية وكنوز الديمقراطية، وأسقط أوراق التنوير، جعل الهوية الجماعية غائمة، تأكل ماضيها وتدفن أنبياءها.

ورغم ذلك، ورغم ما يكتبه وينشره المغربي "عالم الإعلام الجديد" من أساطير الرعب والضغط، تبقى التراجيديا اليوم، هي السياسة، كما قال أوغست كونت إن تحديد ماهية الحركة الاجتماعية التي دشنها من جديد شهيد الحكرة "محسن فكري"، تحمل في  ثناياها صورًا جديدة لمغرب الغد، والذي لن يشبه أبدًا مغرب الأمس، لأن حركة التغير الاجتماعي لن تكون سوى حركة التاريخ المتسارعة، تفرض رؤى متنوعة وتدعو إلى نظريات جديدة، لن ينفع معها افتتاحيات "ما تطلبه النخبة من بنكيران، أو ديمقراطية دون ديمقراطيين، إلخ".

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهوية الجماعية لمغرب الغد الهوية الجماعية لمغرب الغد



GMT 14:20 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 12:23 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 05:17 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

اليمن السعيد اطفاله يموتون جوعاً

GMT 00:59 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 19:57 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib