حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي

المغرب اليوم -

حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي

بقلم - المصطفى المريزق

إنني مدين بالشكر والامتنان لكثير من الأساتذة الذين تتلمذت على يدهم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ولم يبدلوا في أخلاقهم تبديلًا.

يصعب على اليوم ذكر أسمائهم، لكن اسمحولي أن أستحضر من بينهم المرحوم الأستاذ فاضل الفوال، الذي فارقنا يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 2008، وهو المناضل الاتحادي والنقابي الكونفدرالي الذي كان أول أستاذ تعلمت على يده في السنة الأولى إعدادي بـ"الإمام الشطيبي" بغفساي سنة 1976.

كان مناضلًا ملتزًما، وأستاذًا ذو كفاءة عالية وصلابة إنسانية. وأعطى فاضل الفوال أولى دروس المواطنة والنضال لجيل كامل من تلامذة جبالة بغفساي، قبل أن يزج به رفقة العديد من رفاقه وقدماء المقاومين في سجن عين قادوس في فاس. وكان له تأثير كبير على حياتي النضالية، وكان يشجع كل تلامذته برفق وإصرار على الفن والقصة والشعر والرواية والمسرح، ويساعده في هذا التوجه بعض زملائه، أذكر من بينهم: الأساتذة سريع وقرميش.

إن مثل هذا المسار المواطن، هو الذي يجب أن نعلمه ونشرحه بحنان لجيل الغد حتى يعلم أن حرية التعبير إذا لم تنطلق من الحقيقة ومن قيم الإنسانية، سيصبح الناس مثل العميان. وأن جيل فاضل الفوال وتلامذته لقنونا دروسًا في تعلم حرية الكلام بشوق ملح وبإصرار. وها نحن اليوم نعيش هذه الحرية كظاهرة عالمية تؤدي إلى المعرفة والتنوير ضد الخزي والعار، وضد الكلام المثير للغيظ والذي قد يصل إلى حد الدعوة للخيانة من أجل المصلحة.

والوقت اليوم مناسب لنتأمل في بعض الأحداث التي  نعيشها، والتي يتم التعبير عنها خلف أبواب مغلقة، أو أمام جمهور يصفق للزعيم غير مبالي بالآداب العامة، ومن دون أي اعتبار للضمير الإنساني وللعقيدة الفلسفية التي يجب أن تخلب لب الإنسان وتداعب خياله السياسي أو غيره.

وتبدأ قضية حرية التعبير من حماية القيم الاجتماعية من أفكار الشعوذة، ومن الكلام المبتذل، ومن الدعوة للكراهية والعنصرية والتعصب والتحيز والعنف، وتنتهي بإعطائها أفضل الفرص لكي تناصر قضايا الديمقراطية والحرية. وإذا كانت النداءات والخطابات الطائشة التي يطلقها مزاجيا زعيم الحزب الذي لازال يحتفظ باسم المهمة الوظيفية (استقلال المغرب) التي كان يؤديها في المرحلة الكلونيالية إلى جانب حركات سياسية ومسلحة ومدنية أخرى، لا يمكن أن يسكت عليها كل عاقل و لم تجد من يوقفها، فإن شكوكنا حول مدى نقاء “السوق السياسي” ببلادنا أصبحت حقيقة ناصعة، تؤكدها المخاطر التي بات يتعرض لها نبل السياسة وكرامة من يمارسها.

أما بالنسبة للشخص نفسه، فقد لا يحتاج المرء إلى أي نوع من الاجتهادات المتخصصة في تحليل الخطاب السياسي، ليقر أن ما يرويه السيد حميد شباط من أساطير وترهات، لا تحقق له سوى اللذة في إلحاق الضرر بالآخر، وتحوله من شخصيته السياسية إلى وسيلة لانتهاك حقوق الآخرين الذين يختلفون معه.

إن المدرسة التي تلقينا فيها دروسنا الأولية على يد فاضل الفوال وغيره، نستحضرها لكي نقارن بينها وبين مدرسة لذة الإحباط ومتعة الإشباع السياسي المثير للغثيان.

وقد نقول إن الأفكار التي تصنعها مدرسة السيد حميد شباط، إنما هي حالة من اليأس السياسي الذي لا ينفع معه دواء. ومن سخرية الأقدار أن القيم الديمقراطية، وقيم الانفتاح والتسامح، تتعارض مع ثقافة الترهيب والتخويف التي يدعو إليها، كما تتعارض مع الهستيريا، ومع الذكاء الفردي الغارق في البغضاء والكراهية والإثارة الغرائزية حتى العظم.

لقد ناضلت أجيال كثيرة من أجل حرية التعبير، لكي لا تفرض السلطة قيوداً على أنواع الخطب المسموح بها، ولكي لا يخضع مجتمعنا للرقابة، ولكي تعترف الدولة المغربية بـ"الحرية الأكاديمية" بوصفها حق من حقوق الإنسان، نصت عليه دساتير العديد من دول العالم. لكن ربما للسيد حميد شباط رأي آخر، يعتبر السياسي كمالك للأرض يطرد غير المرغوبين منهم من التواجد فوق أرضه، وهذه قمة الحمق السياسي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي



GMT 14:20 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 12:23 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 05:17 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

اليمن السعيد اطفاله يموتون جوعاً

GMT 00:59 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 19:57 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib