أُبَّهة الصحراء  المسيرة الخضراء
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

أُبَّهة الصحراء .. "المسيرة الخضراء"

المغرب اليوم -

أُبَّهة الصحراء  المسيرة الخضراء

بقلم - شيخاني ولد الشيخ

يصف فيكتور هوجو هوية "الباسكيين" أو "البشكنج" الذين يعيشون في إقليم الباسك بشمال إسبانيا وعلى حدودها مع فرنسا قائلاً: إن "الباسكي ليس فرنسياً، ولا إسبانياً؛ إنه فقط باسكي". 

ولا ريب أن للمقولة أعلاه معادلة مختزلة ورونق للهوية عاشته شعوب وأبدت سبائكه معالم تراثية. فهل تنصتون؟
نفهم بطريقة أكثر قتراباً من الواقع الماثل لفيكتور هوجو أن الباسكي استطاع أن ينحت تاريخه في خصائص ومقومات وأصول تعترف له بأنه ليس إسبانياً ولا فرنسياً رغم التلازم والتلاحم لحالات التشرخ والانشطار لأوروبا الجديدة في سن الشيخوخة. 

وإن كان في الخروج البريطاني الأخير من الاتحاد الأوروبي بِضْعٌ وعشرون من شُعَب انقلاب السحر على الساحر، فالمفهوم السياسي الشهير باسم "فرق تسد"، والذي يشل حركة التنمية في الكثير من البلدان العربية والإفريقية، ها هو اليوم تسطع سلبياته في فلك القارة العجوز. وربما يرجع السبب إلى أن العالم أصبح قرية واحدة، وما يشعر به المواطن المغاربي والإفريقي من التمزق المجتمعي أصبح تهديداً يترجمه الباسك بدولة في ثغور أوروبا. 

فالباسك، رغم حكم المحكمة العليا الإسبانية بإلغاء قرار قومياتهم في شأن حظر لعبة مصارعة الثيران الإسبانية المخالفة لأعرافهم وتقاليدهم الصديقة مع البيئة والحيوان، لتثبيت هويتهم الإسبانية، يسعون جاهدين عبر حركاتهم الانفصالية إلى قيام دولتهم فهل تكون هذه الطموحات القشة التي قصمت ظهر الإتحاد الأوروبي؟  

مقاربة أن العالم قرية واحدة أصبح جلياً بالغرب، والإيمان بها لزجر نفوس عطشانة سياسياً عن الهوى، والامتناع عن محاولات الطعن من الخلف لأن الذي بيته بيت العنكبوت لا يمكنه استهداف بيوت الآخرين .. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت. 

فعلاً هناك اتساع في رقعة الاضطرابات التي تكبدتها بلداننا العربية والإفريقية، وازدياد بنسبة التطرف والإرهاب الدولي، وقد أصبح العالم بحاجة ملحة إلى الايمان بالمصير المشترك للشعوب، تلك الضرورة التي ستقودنا إلى ترسيخ الشعور بالهوية الإنسانية وتثبيته في اقتناع بها واعتزاز، وفي حرص عليها يقود إلى التمسك والتشبث بالثوابت الوطنية لكل وطن، واحترام لمقدسات كل دولة، وكل شعب، وكل أمة، والدفاع عنها والاستماتة من أجلها. وقد راج في ذهني أن أتفاعل بشكل إيجابي مع مكون من مكونات الهوية المغربية... إنها أُبَّهة الصحراء ..  المسيرة الخضراء.

نستحضر في هذه المسيرة تتويج عبقرية الحسن الثاني لإفريقيا بلقب الانتصار على أوروبا وملهمها آنذاك الجنرال الفاشي فرانشيسكو فرانكو بطرق سلمية، حيث استطاعت المملكة المغربية الشقيقة استرجاع أقاليمها الجنوبية من المحتل الإسباني تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية حول تصفية الاستعمار، ورجوعاً لمبدأ الأرض مقابل السلام في ميدان المعركة.

ولأن أوراق التاريخ راسخة نجح الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، في دخول التاريخ من أوسع أبوابه، ففي خطاب المسيرة رسخ سعيه في الصلح والتصالح مخاطبا شعبه: "...شعبي العزيز، إنك بسيرتك نحو مسيرتك ربما تمكنت أنت الشعب المغربي من تجسيم ما نسبه العالم من مصالح سبل الصلح والتصالح بالنسبة للسبل الأخرى"، انتهى النطق الملكي السامي.

ماذا أقول الآن.. إن المجتمعات تبني لذاتها هوية تستجيب لحاجاتها الفكرية والروحية والإنسانية. وبقدر ما تضيء هذه الاستجابة يكمن إشعاع قوة الاعتزاز بهذه الهوية. 
وبقدر احتدام الصراع بين الوحدة الوطنية والانقسام الداخلي، يكون اتجاه الهوية في خط وطني أخضر، أو في خط وهمي أحمر. وإن كان آخر الكلام أن إفريقيا للإفريقيين وتأثرنا بهذا لا يرجع الفضل فيه لأفكار الزعيم الإفريقي الأسطوري كوامي نكروما الذي سبق له النداء بالوحدة الإفريقية، وإنما الفضل فيه لذكاء الملك الراحل الحسن الثاني الذي نادى بالمسيرة الخضراء.

ويمكن ربط هذا جميعاً بالذكرى الحادية والأربعين لهذه المسيرة التي صعد نجمها هذه الخطرة في داكار للتأكيد بأن الصحراء الغربية ليست إقليم كاتانغا، والمجال هناك لا يسمح للأجندة الخارجية والصراعات الدولية الراهنة بتحويل الصراع المفتعل في الصحراء المغربية إلى أزمة مرادفة لأزمة الكونغو (1960/ 1961) التي سقطت فيها الطائرة الخاصة التي كانت تقل الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السويدي داغ همرشولد بوسط إفريقيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أُبَّهة الصحراء  المسيرة الخضراء أُبَّهة الصحراء  المسيرة الخضراء



GMT 14:20 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 12:23 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 05:17 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

اليمن السعيد اطفاله يموتون جوعاً

GMT 00:59 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 19:57 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib