الرئيسية » مراجعة كتب

دمشق - سانا

ضجيج الحجارة مجموعة من النصوص الشعرية تحمل في عباراتها رؤى شاعرة تعكس مزيجا من الآلام يعيشها مجتمعنا بأسلوب حديث يغلب عليه تراكم الأحلام والامال بمستقبل مختلف عما نعيشه. ترى غادة فطوم في قصائدها أن طموحاتنا وأحلامنا وأفراحنا التي من حقنا أن نعبر عنها على حافة الطريق وفي كل مكان باتت لا ترضى بأي غريب يقترب منها وأننا بما نمتلكه من مواريث أصيلة قادرون على إثبات وجودنا.. تقول في نص يا لياسمينك.. كم أشتاق للرقص على حافة الطريق ..كم..وكم.. وكم أطرق خجلا من لفتة الغرباء بعد أن خذل أحلامهم .. لياسمينك وتعتبر فطوم أن البلاد التي تعيش فيها هي أغلى ما في الوجود وأعز على الروح والقلب من كل الكائنات فليس بمقدور أحد إلا أن يأتمر بأمرها ويضحي لأجلها بالغالي والرخيص لأنها مرتبطة بالكرامة والوجدان والعاطفة المتجذرة في الدم كما تقول في نصها ... هذه أغنيتي لبلادي ... كالحب كالأرض كالأحلام أنت.. صيغة للمجهول عتقتها خوابي الأمر ..وكن فيكون وفي مجموعة فطوم كثير من الحب إلى دمشق التي كانت وما زالت ملفى المحبين وقلعة الصمود وتبقى كما تراها الشاعرة شرفة الأمل الذي لا يطال بما تمتلكه من قوة تجلت في قاسيون ورقة تجلت ببياض ياسمينها فهي التي عاشت فيها الحضارات وشهدت التبدلات الحياتية والاجتماعية ... وفي دمشق يسقط الياسمين على الأرصفة حزينا فأواسيه بيدي..... يعود معي إلى شرفته مضيئا وفي دمشق يسرق قاسيون عيني ساحبا وراءه المسافة الباقية من نظري وفي نصها سيف البقاء رأت فطوم أن الشعر هو انعكاس لكل ما تمتلكه الحياة من جمال وتجديد وروءى ففي الشعر تطلع الورود وتبصم الأمم ويسجل التاريخ على بابه دورا حتى يتمكن من الاستمرار تقول.. القصيدة فاتحة الأسفار ...تمتلك عقد التكوين ألواح أرجوانية سقطت عنها رقم تحاور الجدران وتختصر فلسفة الإنسان وبنيته الحياتية التي تمر فيها كثير من التجارب المليئة بالشقاء والحنان والرؤى وغير ذلك مما يمكن أن يعيشه الإنسان لتكونها بتعابير قليلة وكلمات مختصرة في نصها /الصرخة الأولى/ ترجف اللحظة تلو الأخرى .. تزداد ارتعاشا في الصرخة الأولى .. وحتى أنفاسي الأخيرة حين أغلقت أمي جوفها وحبستني وفي مجموعة ضجيج الحجارة بعض العواطف النثرية التي صاغتها فطوم بأسلوب أدبي رقيق عبرت خلاله عن مدى حبها لوطنها ومدى الوجع الذي يشكله انعكاس المعاناة الوطنية التي تكابدها تقول في نص بعنوان /نزف/ يسيل دمي على حواف الأقصى ويهطل بغزارة .. مطر تشريني يفقأ عيونهم يقتل غيظهم ..ويجري ..ويجري إلى قلوب أحبتي يعانقون ثراك ... وابتعدت غادة فطوم في نصوصها عن الموسيقا الخليلية معبرة عن تطلعاتها بمجموعة من الاستعارات المكنية التي تؤدي من خلالها كثيرا من روءاها فاستخدمت قاسيون وقابيل وهابيل والياسمين لتدل على ما تعانيه من هم وماترجوه من أمل. يذكر أن الكتاب من منشورات دار الميراد للطباعة والنشر والتوزيع يقع في 112 صفحة من القطع المتوسط.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو يُصدر روايته الأولى
إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء

اخر الاخبار

إعادة فتح مطار بروكسل بعد توقف مؤقت نتيجة رصد…
إيران تستعد لمواجهة إسرائيل عبر الفصائل العراقية وفق البث…
المغرب يعلن 31 أكتوبر عطلة وطنية بعد دعم مجلس…
زيلينسكي يحث الولايات المتحدة على البقاء منفتحة لتزويد أوكرانيا…

فن وموسيقى

آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…
آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…
أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في…
وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…

أخبار النجوم

محمد ممدوح يكشف الأسباب وراء غيابه المتكرر عن العروض…
أنغام ترفع علم مصر في حفل كامل العدد بباريس…
أحمد العوضي يكشف كواليس "شمشون ودليلة" في أول تعاون…
هالة صدقي تتحدث عن تأثير محمد سامي في نجاح…

رياضة

هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد
محمد زيدان يعتبر هجوم الإعلام الإنجليزي على محمد صلاح…
لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع…
آرني سلوت يشيد بمحمد صلاح بعد تألقه في فوز…

صحة وتغذية

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
يونيسف تؤكد حاجة أكثر من مليون طفل في غزة…
أدوية شائعة قد تسبب نقصاً في الفيتامينات والمعادن وتؤثر…

الأخبار الأكثر قراءة