الرئيسية » مراجعة كتب

دمشق - سانا

يطرح الدكتور نبيل طعمة في ديوانه الجديد "أشرب نخبك" معنى جديداً للحب الإلهي الذي يؤدي إلى سلوك قويم معتدل يدل على التسامح والعدالة والمساواة دون إرهاق للإنسان أو انسياق وراء تطرف أو انحياز معتمداً المعاني الدلالية الكامنة وراء الألفاظ والحروف كقوله في قصيدة أشرب نخبك: أرى ألقك يضم النور منفعلاً ومرتجفاً .. أهز الكأس أرى موجك .. يبحر منه إلى شفتي وفي فلسفته يرى طعمة أن الخشية ليست كما يراها الآخرون ويفسرها بالخوف فهي دلالة على الانسجام الكلي بين الخالق والمخلوق الصالح الذي يرتبط بروحه مع الذات المكونة للكون والمرتبطة بأدواته وأسسه عبر الصفاء المطلق فيعتبر أن العلاقة المنطقية بين الخالق ومخلوقاته لا تبنى على خوف إنما على ما تعنيه كلمة الخشية من تلبية المعطيات التي أرادها الله فيسمو بها الإنسان ويصبح واثقا وقوياً بما يمتلكه من علاقة تربطه بالذات الإلهية يقول: أشرب نخبك.. نخب الخشية أنهي خوفي منك .. وأعلم أني بحبك .. لست أخافك ويستقرئ من يغوص بأعماق النص المكتوب بروح صوفية أن المعاني هي إشارة قاطعة لعلاقة كونية تربط بين الكائن الصالح ذي السلوك القويم وبين الخالق دون أن تكون هناك أي ظاهرة من ظواهر الدهشة في طرح الفكرة التي يريد منها أن الصحيح هو عدم السعي إلى الجنة أو عدم الخوف من النار فهي أشياء عادية وطبيعية عندما يرقى المرء إلى مستوى النقاء ومحبة الخالق من خلال السلوك السليم يقول: لا أرجو الجنة .. ولا أخاف النار بكوني أومن بالعشق .. ومهاب جلالك فأنت موجود سرك لذلك يتوجب استقراء اللفظة الدلالية بشكل فلسفي وربطها بانتمائها النفسي إلى الجذر النامي على مجموعة رؤى تعكس العقلانية وتستغرق في الرؤية الشعرية وتوضح التجربة الذاتية التي دفعت بعواطف استطاعت أن تصل إلى مصالحة نفسية شديدة مع النفس الراقية تلك النفس التي أصبح وجودها قليلاً في زمن المتاهات يقول: أشرب نخبك .. أبحث عنك .. بين النظر والبصر بين الجفن ودقته .. فأراك في ماء العين ورقته أشعر أني الحق المحتوم تحت هلالك وفي غمرة السكر والبحث عن الحقيقة يصل طعمة إلى تعميم فكرة العدالة التي تصل إلى قمة إرضاء الخالق دون التفريق بين إنسان وآخر إلا بمعاملته وسلوكه فلا سلطان إلا سلطان الحق والهداية بالتساوي والرضى والإقناع بما يتوافق مع المنطق العقلي للإنسان يقول: نحن أبرام وموسى .. نحن يوحنا المتعمدين بنهر عمادك نحن عيسى .. ولوقا ومرقص نخبك مريم .. أشرب نخبك برغم تنوع المواضيع الدالة على صوفية خلاقة تمكن طعمة برؤاه الشعرية أن يوحد العاطفة ومفرداته بأسلوب تعبيري يدل على وحدة موضوع متكاملة تدور حول الحدث النفسي والعاطفي الذي جاء مترابطاً منذ بداية النص المكون من رؤى متعددة وصولاً إلى الخاتمة. يذكر أن الكتاب من منشورات دار الشرق للطباعة والنشر يقع في 124 صفحة من القطع المتوسط.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

نصف مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها من لبنان…
نعيم قاسم مساندة غزة واجبة والحزب قادر على هزيمة…
إسرائيل تنفي حدوث انفراجة في المفاوضات مع «حماس» رغم…
أميركا أبلغت الوسطاء أنها تضغط على نتنياهو للوصول لهدنة…

فن وموسيقى

صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…
نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…

أخبار النجوم

كاظم الساهر يُسحر جمهور الرباط في ليلة طربية لا…
شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…

رياضة

رونالدو أنا برتغالي لكنني أشعر أنني سعودي
نادي الرياض يلغي فريق السيدات رغم الإنجاز التاريخي
ضربة للهلال قبل موقعة السيتي غياب سالم ستة أسابيع
خيسوس على بعد خطوة من تولي تدريب النصر

صحة وتغذية

دراسة تحذر السيجارة الإلكترونية تؤثر على جينات الفم
6 مشروبات تنظف الأمعاء عند تناولها على معدة فارغة
دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

الأخبار الأكثر قراءة