الرئيسية » مراجعة كتب

دبى ـ وكالات

هذا شاعر لا تحتوي المصادر إلا على النزر اليسير من المعلومات حول حياته. إنه الشاعر الأندلسي أبو بحر صفوان بن إدريس بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي المرسي الذي تكاد الآراء تتفق على أن مولده سنة 560 هـ ووفاته بمرسية الأندلسية سنة 598 هـ ولمَّا يبلغ الأربعين عاما من عمره. إنه من شعراء العمر القصير. كما لا تحتوي المصادر ـ كما تقول د. هالة عمر إبراهيم الهواري الأستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان ـ على الكثير من من صلات الشاعر برجالات عصره، وإن كانت قد حفظت قدرا من الأخبار عن اسمه وموطنه ولمحة عن إنتاجه الأدبي الذي وصف بأنه "لا كفاء له" نظما ونثرا، وبذا فإنه يعدُّ ممن برعوا في المنظوم والمنثور على حد السواء. غير أن العلامة المغربي الكبير د. محمد بن شريفة نشر كتابا عن صفوان بعنوان "أديب الأندلس أبو بحر التجيبي" عام 1999 ألحق به شعره ورسائله. وهو ما أكدته الباحثة في مقدمتها، ورأت أن كتاب بن شريفة لم يشمل جميع النصوص الشعرية التي تركها صفوان، أما كتابها فتحرت أن يكون شاملا لكل النصوص الشعرية التي بها جانب مشرق مما أبدعه أهل الأندلس من أشعار رقيقة الديباحة، جميلة المعنى، صادقة الإحساس. وعلى ذلك تستهل د. هالة الهواري كتابها ـ الذي يحمل رقم 22 في سلسلة "من تراثنا الشعري" التي يصدرها مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعرية ـ بنظرة عامة على حياة صفوان بن إدريس وآثاره. ثم رتبت قصائده على الترتيب المعجمي فبدأت بقافية الهمزة وانتهت بقافية الياء، مع اعتناء خاص بالمخمسات التي تم ترتيبها وفقا لقافية مركز كل مخمسة وهو البيت الخامس منها. يقول صفوان بن إدريس متغزلا (من بحر الكامل): يا حُسنَهُ والحُسْنُ بَعضُ صفاتِهِ ** والسحرُ مقصورٌ على حركاتِهِ بدرًا لو أنَّ البدرَ قيلَ له اقترحْ ** آملاً .. لقالَ: أكونُ من هالاتِهِ يُعطي ارتياحُ الغُصنِ غُصْنًا أملدًا ** حملَ الصباحَ فكانَ مِنْ زَهَرَاتِهِ والخالُ يَنْقُطُ في صَفِيحَةِ خَدِّه ** ما خَطَّ حُبرُ الصُّدْغِ من نوناتِهِ وإذا هلالُ الأفْقِ قابَلَ وجهَهُ ** أبْصرْتَه كالشخصِ في مرآتِهِ وقال (من الكامل أيضا): غَازلتُهُ وبكفِّهِ تُفَّاحَةٌ ** منقولةٌ من خَدِّهِ لِبَنَانِهِ يَرْمِي بِها من كَفِّهِ في صَدْرِهِ ** ليُضِيفَ تُفَّاحًا إلى رُمَانِهِ إن هذه الأبيات وغيرها من التراث الشعري لصفوان بن إدريس لتؤكد ـ كما يقول الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ـ أن تراثنا الأدبي الغني والمتنوع والزاخر بالأفكار والأشكال جدير بالاهتمام والدراسة، بعد أن تداوله الأجداد والآباء بحرص بالغ حتى وصل إلينا على شكل مخطوطات لم نطلع إلا على النزر اليسير منها.    

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

اتفاق أوكراني أوروبي لإنشاء محكمة لمقاضاة مسؤولين روس منهم…
اكثر من ١٣٠ قتيلا في غزه.. واسراييل توقف المساعدات…
رئيس الموساد سنراقب انشطه ايران وتهديدها النووي تقلص
ترمب يحذر من احتمال تجدد الصراع بين إيران وإسرائيل…

فن وموسيقى

نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…

أخبار النجوم

شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…
سامو زين يكشف السبب الحقيقي لابتعاده عن الوسط الفني

رياضة

كأس العالم للأندية انطلاق برازيلي وهيمنة أوروبية وثلاث نهائيات…
فرص الهلال قائمة للتأهل في مونديال الأندية رغم المنافسة…
ميزانية ضخمة وأداء باهت نهاية محبطة للأهلي في البطولة
مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…

صحة وتغذية

دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
انشغال الأطفال بالهواتف أثناء الوجبات قد يؤدي لزيادة الوزن

الأخبار الأكثر قراءة