الرئيسية » في المكتبات

الدار البيضاء: سعيد بونوار

يعود الكاتب المغربي والمعتقل السياسي السابق توفيقي بلعيد إلى بعد تجربة إصدار أشعاره التي كتبها في غياهب السجون، ومنحها عنوان"منعطفات سائبة"، إلى ساحة الكتابة عن تجربة الاعتقال والسجن من خلال رواية ترصد واقع محاكمة  مجموعة من الشباب تطلعوا خلال عقد السبعينات من القرن الماضي إلى تغيير نظام الحكم، وتشبثوا بالديمقراطية، قبل أن تصدر في حقهم أحكام بالمؤبد والإعدام والحرمان من الكثير من الحقوق الوطنية، رواية "واقعية" عن تجربة رجل "خبر تجربة الاعتقال السياسي، وهي بالتأكيد ليست أوراق شخص بعينه، بقدر ما هي سيرة مرحلة وجيل كاملين"، عمدت إلى الكشف عن الكثير من الحقائق المرتبطة بوضعية احترام حقوق الإنسان في المغرب في فترات سابقة. و تعتبر  ورواية  بلعيد  الجديدة التي تحمل عنوان"ذاكرة الجراح"، وصدرت هذا الأسبوع طبعتها الثانية أهداها الكاتب إلى كافة المنظمات الحقوقية العالمية التي آزرت المعتقلين السياسيين المغاربة، وضغطت في اتجاه الإفراج عنهم، واعتبرها المؤلف "نصبا تذكاريا لأشخاص وعلاقات وأحداث طالتا يد الزمان بالتغيير والعبث والإهمال". إنها رواية تحفل وترصد لأحداث ووقائع عاشها معارضون، وظلت حبيسة الكتمان قبل أن يعلن المغرب  طي صفحة الماضي والدخول في تجربة المصالحة و الإنصاف.   هذا و يقول الكاتب عن هذا الميلاد الذي أضيف إلى عشرات الكتب التي أرخت لوقائع سجن عدد من المعارضين السياسيين أو ممن سعوا في إلى قلب النظام "وأنا أبحث عن مكان يليق بالإنسان وعن نص إبداعي، وقفت في حضرة الموت مرات عدة،  في حضرة الخصاص الشديد على النفس، وفي حضرة حب ماحق، وتسمرت فوق أرصفة مختلفة لهذا العالم، مودعا العزيزين على النفس : الأموات المغيبين قسرا عن العيون استضافتني مخافر الإسكات و زنازين الكبح بعدد الهبات التي عرفتها الشوارع والمدن، صادفت كل الحقارات التي يفرزها مجتمع الخصاص والبطش، دون أن أضيع وردة الجمال الذابلة أو يتيه مني الطفل الساكن دواخلي في زاوية باردة، ودون أن أبحث عن مبررات للقتل أو الانسلال بعيدا عن لساني والحرف". و يذكر أن  "أدب السجن" قد برز في خارطة الإبداع الأدبي والشعري المغربي، بالنظر إلى عشرات الأعمال التي صدرت أخيرًا ولقي أكثرها انتشارا واسعا بين القراء موقعة بأسماء معتقلين سياسيين سابقين، تحول بعضها إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية. وهنا يحدثنا الكاتب حسن نجمي رئيس اتحاد كتاب المغرب  سابقا عن هذه التجربة بالقول: "من الصعب أن نضع هذا الأدب في سلة واحدة، أو نصدر حوله حكما جازما، ذلك أن التجارب تختلف والأجيال التي عاشت السجن تختلف من جيل لآخر، هناك كتاب ومبدعون وشعراء حقيقيون دخلوا السجن وواصلوا الكتابة على تجربة المحنة كما سبق أن كتبوا عن تجارب مريحة، في حين أن هناك معتقلين سياسيين أو عسكريين كتبوا عن تجاربهم الإنسانية المريرة فتوفق بعضهم في أن يطور تجربته الكتابية ويحفر لنفسه موقعا اعتباريا ككاتب أو مبدع يمكن الاعتراف بقيمته الإبداعية أو الفكرية، في حين أخفق الكثيرون في الارتقاء بتجربة السجن إلى مستوى التجربة الإبداعية، وبالتالي ظلت كتاباتهم مجرد شهادات توثيقية أكثر منها شيئا آخر، طبعا من الصعب أن نتحدث عن جنس أدبي يمكن وصفه بأدب السجون، فالأمر أولا وأخيرا يظل متعلقا بموضوع الكتابة، إن كتابات السجن لكي تكون أدبا لابد لكتابها من امتلاك حد أدنى من المعرفة الأدبية وخبرة الكتابة وحس جمالي يجعل التجربة المرة في النص الأدبي أفضل وأعمق وأجمل لشكلها الخام في الواقع ، لذلك ينبغي أن نميز بمقتضيات الصرامة الأدبية و المنهجية بين كتابة سجنية يحق لنا أن ندرجها في باب الكتابة الأدبية والإبداعية وأخرى لا يمكن أن نتعامل معها إلا باعتبارها وثيقة اجتماعية يمكن أن تفيد الباحث "السوسيولوجي" أو المؤرخ أو المحلل النفساني، ومن تمة فإن الكثير من الكتابات الملتصقة بتجربة الاعتقال تظل مليئة بالصراخ والأنين وبغير قليل من الادعاء والانتفاخ الذاتي أكثر مما هي نصوص حية، وأظن أن الحديث عن أدب السجون في المغرب لا يمكن فصله عن تراث أدب السجون في العالم العربي والعالم".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تستأنف أنشطتها في هذا التاريخ
إصدار كتاب جماعي جديد يتحدث عن قيمتَي الوفاء وحفظ…
"رياح هادئة" تحمل حوارات ياسين عدنان مع فوزي كريم…
إصدار كتاب يرصد علاقة المثقف بالدولة في "العهد الإسلامي"
سيرة التكوين للمفكر سعيد بنكراد سرد ذهني "يحمل الحيرة…

اخر الاخبار

فتيات العنب في مصر يتصدرن المشهد بعد حادثة حزينة…
وزير الخارجية الإيراني يؤكد استعداد بلاده للعودة إلى المحادثات…
قطر تدعو لاستغلال الهدوء بين إيران وإسرائيل لدفع هدنة…
ترامب يتحدث عن حقيقة الاتفاق النووي مع إيران وتكلفته…

فن وموسيقى

صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…
نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…

أخبار النجوم

كاظم الساهر يُسحر جمهور الرباط في ليلة طربية لا…
شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…

رياضة

كأس العالم للأندية انطلاق برازيلي وهيمنة أوروبية وثلاث نهائيات…
فرص الهلال قائمة للتأهل في مونديال الأندية رغم المنافسة…
ميزانية ضخمة وأداء باهت نهاية محبطة للأهلي في البطولة
مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…

صحة وتغذية

دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
انشغال الأطفال بالهواتف أثناء الوجبات قد يؤدي لزيادة الوزن

الأخبار الأكثر قراءة