الرئيسية » معارض

عمان - المغرب اليوم

تحت رعاية وزيرة الثقافة الأردنية لانا مامنكج، وبحضور السفير المغربي في الأردن، يقيم جاليري الأورفلي ضمن فعاليات أسبوع الفن-عمان الثقافة معرضا من المغرب لأربعة فنانيين مغاربة وذلك يوم الأربعاء 11/9/2013 على الساعة السادسة والنصف مساء. و يستمر المعرض إلى غاية 26/9/ 2013 اللقاء مُخصِب دائما وأبدا، كيفما كانت سعة المشترك مع الآخر. هذا بالذات ما يفصح عنه المعرض الرباعي للفنانين المنغرسين حتى النخاع في التشكيل الحداثي المغربي: حسان بورقية، ونور الدين فاتحي، وأمال بشير ويونس خراساني. المشترك بين الفنانين الأربعة يتجسد في انزياحهم، المفكر فيه بوعي ينتصر للجمال في مواجهة صور العالم الجارحة للعين، للغة تشكيلية هي، إذا ما استعرنا مقولة رولان بارت، "ليست زادا من المواد، بقدر ما هي أفق". تختلف المواد/ التيمات المنتقاة والمشتغل عليها من طرف كل واحد من الأربعة، لكن منجزهم يلتقي في كونه مديح للحياة كأفق، بعث للحركة ضد الجمود الرتيب، إعادة ترتيب تشكيلية لبعض ما يتلاشى في عالم اليوم، لبعضٍ من بعض ما تمر العين المتسرعة بقربه دون رؤيته ودون الانتباه إلى ممكناته. إنهم يُعملون جميعا ما صدح به هنري برغسون في "الفكر والمتحرك": "ما الفنان؟ إنه شخص يرى أفضل من الآخرين. (...) حين نبصر شيئا، فنحن لا نراه عادة." وبقدر ما تتنوع وتختلف مقاربات بورقية وفاتحي وبشير وخراساني لتعكس غنى الحقل التشكيلي المغربي وتعدده في مكونه الحداثي، بقدر ما تتقاطع أعمالهم لأنها تصوغ إدانة للأذى المتنوع التجليات الذي ينخر الكائنات والأشياء: كدمات الزمن الراهن السالب لإنسانية الإنسان من الإنسان، وتشنجات النسق التجاري المهيمن حيث تُختزل الكائنات جميعها والأشياء كلها في مجرد قيمتها التبادلية، بالإضافة إلى تلاشي المعنى. الأتربة والأرمدة المستلة من مختلف الأفضية، أفضية الحياة والموت، أفضية الضوضاء والسكون، أفضية المركز والهامش، هذه الأتربة والأرمدة هي العنصر الأساس الذي يعتمده حسان بورقية لصياغة لوحة تعلن على رؤوس الأشهاد مناهضتها للشكلانية الأكاديمية. إنقاذ الأتربة من عزلتها القاتلة، جعلها تحيد عن وظيفتها الأصل لتتحول إلى عنصر جمالي عبر اكتشاف ممكانتها التشكيلية، هي ذي الرهانات التي يتبناها حسان بورقية، في أفق منح الناظر شحنة كهربائية تخترق وجدانه على غرار من تنتابه نوبة سحر عابرة يعرف مصدرها دون أن يقدر على تحديد هويته. الجسد المنعتق من شرطه المتآمر ضد "الآخر"، ذلك "الآخر" المعتبَر ملغيا لل"أنا" بالضرورة، هذا الجسد هو التيمة الأساس التي ينحاز لها نور الدين فاتحي: جسد مغمور في إحالات شتى على تعدد الحضارات (الإيقونات اليهودية-المسيحية والخط العربي-الإسلامي)، يبدو كأنه يسائل العين حول الانتقال من وضع الشلل إلى وضع الحركة. تحويل الجسد الحضاري/ جسد الحضارات إلى شعاع موجه لآفاق التاريخ التي تخضع للتفاوض بين "القديم (الذي) يحتضر والجديد (الذي) لا يستطيع أن يولد بعد" (غرامشي)، هو ذا رهان فاتحي الساعي إلى تخليص الأجساد، تشكيليا، من شحنتها الإقصائية للغير لجعلها بؤرة حوار وتقارب. وهو بذلك يمارس نوعا من السحر الأبيض، سحر المحبة والتحاب، على ذاته الحضارية وعلى ذوات الآخرين في الآن ذاته. يهيمن الطفل الذي كانه على أمال بشير حين يقف هذا الأخير في مواجهة السند لينصبه أولا قبل تأثيثه. لذة اللوحة، لديه، ضرب من ضروب لعب الأطفال، استعادة لما يكنزونه من قصاصات ملونة وعلب تلفيف وأظرفة قصد تشييد عالمهم الخاص بواسطتها. أما سلاح بشير الجمالي، فهو تقنية الكولاج (اللصق) التي ليست مجرد تمرين عبثي، بل منحى تجريديا، في حالته، يخضع لضوابط صارمة. ولعل أحد هذه الضوابط المستعصية، التي يتقنها الفنان بامتياز، يتجلى في السيطرة على الورق وتطويعه ليندمج في السند الذي يهيؤه بنفسه. تحويل القابل للتلاشي إلى سند أولا، ثم إنجاز لوحة انطلاقا من هذا المُعرض لانمحاء عبر اللمس، هي ذي الوصفة السحرية التي يستعملها أمال بشير ليسحر الرائي، هو الذي يعلم علم اليقين أن "اللمس هو الحاسة الأكثر فضحا للأوهام من بين كل الحواس، على خلاف حاسة البصر التي هي الأكثر سحرا" (رولان بارت). الآلة الموسيقية المخلصة من وظيفتها الغنائية، تلك الوظيفة التي تؤشر على الفصل بين الأجناس الفنية وتمجد غياب الشك حول حتمية الحدود بين التعبيرات البشرية أو بين التطلعات الإنسانية، هذه الآلة، بالنسبة ليونس خراساني، هي الكاشف عن وضع "البين-بين" الإنساني اللايحتمل. وتبدو الآلة الموسيقية الحائدة عن وجودها الأصلي والمتحولة بفعل آثار اللون والنور المتواطئين ضدها، تبدو كأنها تشعر المتلقي بنسبية الوجود، بأن الشيء يحمل في ذاته ضده بالضرورة. رهان يكسبه خراساني لأنه يقود اللوحة إلى الإقامة خارج مصير مكوناتها الأولي، في حيوات نائية عن حياتها الأولى: حيوات هي هبة ساحرة للعين. منسحرون هم جميعهم بالعناصر والتيمات التي ينتقونها كمكونات جمالية لأعمالهم. منسحرون إلى درجة الانتماء إلى فصيلة ناقلي الأحاسيس لمن يحسن توظيف العين. وعليهم جميعا ينطبق وصف بارت للفنان الذي هو من يتقن إعمال حاسة البصر السحرية: "رؤية الآخر وهو لا يرى، إنها الطريقة الأمثل لرؤية ما لا يراه بحدة".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

29 فنانًا دوليًا يشاركون في معرض الصقور والصيد السعودي
معرض "شواهد على الفن" يوثق تاريخ الفنون التشكيلية في…
افتتاح معرض موسكو الدولي للكتب
38 بلدا يشارك في ملتقى الشارقة الدولي للراوي من…
دار الفنون في الرباط تحتضن معرض «موجات معدنية» لشارل…

اخر الاخبار

الحرس الثوري الإيراني ينتقد تصريحات بزشكيان للتفاوض لتجنب الهجوم
دونالد ترامب يؤكد أن حركة حماس لن تفرج عن…
المغرب يوقف شاباً موالياً لداعش كان يحضر لعمليات إرهابية…
الملك محمد السادس يهنئ رئيس تشاد بعيد بلاده الوطني…

فن وموسيقى

لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…

أخبار النجوم

عمرو دياب يشارك أجواء الصيف مع ابنتيه جانا وكنزي
كريم عبد العزيز يؤكد أن المرأة مظلومة ويشدد على…
أنباء انفصال ياسمين رئيس تشعل السوشيال ميديا وزوجها يرد…
أحلام تعلن مشاركتها في مهرجان قرطاج بدون مقابل وتوجه…

رياضة

انتقادات تطال محمد صلاح بعد خسارة ليفربول وغياب أرنولد…
3 منتخبات عربية تودع كأس آسيا في جدة مع…
المغربي أشرف حكيمي ينفي تهمة الإغتصاب ويؤكد ثقته الكاملة…
قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025 وتشيلسي وبرشلونة في…

صحة وتغذية

الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف سرطان الحنجرة عبر تحليل…
"إيلي ليلي" تكشف عن نتائج مثيرة لدواء جديد لإنقاص…
أزمة الأدوية في موريتانيا تدفع المرضى للبحث عن العلاج…
بشرى لمن يريد خسارة الوزن بعد تصنيع دواء يفقد…

الأخبار الأكثر قراءة