الرئيسية » أخبار التعليم
مشروع الكهرباء الشمسية

الرباط - المغرب اليوم

يعتقد كثيرون أنه من الصعب أو حتى المتعذر أن ينتقل المرء من الآداب إلى العلوم الدقيقة والتقنيات المتطورة في العصر الحالي، لكن الأستاذ الجامعي المغربي المختص في الآداب عبد اللطيف مصدق، فند هذا الانطباع، وأثبت ريادته في المجالين.

واستطاع هذا الباحث المولع بالتكنولوجيا والمهتم بالبيئة والنباتات، أن يعتمد على إمكانات محدودة فطور مشروعه الخاص لـ "الكهرباء الشمسية"، وهو مشروع تقني يتعلق بمنصة للالتقاط الشمسي، يمكن تفكيكها وإعادة تركيبها، ونقلها من مكان إلى آخر، عكس أغلب المنصات الثابتة المعمول بها في هذا المجال.

وعن هذا المشروع، الذي اشتغل عليه على مدى أربع سنوات، يقول عبد اللطيف مصدق في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، إنه من أهم مشاريعه التقنية التي طالما حلم بها قبل أن تتحقق على أرض الواقع، وأن مشروع الكهرباء الشمسية، هو نتيجة مجهوده الشخصي وخبرته التقنية المتواضعة في مجال الكهرباء وعمل المحولات والمكثفات وباقي العناصر الإلكترونية الموصلة وشبه الموصلة.

عبد اللطيف مصدق
عبد اللطيف مصدق

ويشير إلى أنه لا يدعي الاختراع والسبق، فمشاريع الكهرباء الشمسية أو ما يعرف بالطاقة الشمسية لها تطبيقات عديدة على أرض الواقع ومن تنفيذ كبرى شركات العالم المتخصصة في صناعة لوزم ومعدات الكهرباء الشمسية، وهو مجال كبير للمنافسة، وأن ما عمل عليه هو "تنفيذ هذا المشروع الخاص بمجهودي وبإمكانياتي المحدودة المتاحة، وقد عملت على تكييف متطلبات هذا المشروع لأنجزه بأرخص كلفة ممكنة.

وأوضح "الجديد الذي عملت عليه هو تطوير منصة الألواح الشمسية لتصبح قابلة للتفكيك والتركيب وإعادة التركيب مع إمكانيات نقل معدات المنصة من مكان إلى مكان آخر، فهي أشبه ما تكون بمنصة محمولة إن صح هذا التعبير، وهي تمكن من إنتاج 12 كيلواط يوميا، وهو ما يعادل استهلاك منزلين متوسطي الحجم من الكهرباء في اليوم الواحد".

جهد كبير

وعن سبب اختياره لاسم "الكهرباء الشمسية" عوض "الطاقة الشمسية"، يوضح مصدق بأن "تأثير أشعة الشمس غير مباشر من جهة توليد الطاقة وإنما هي فقط تعمل على التحفيز الكهربائي عكس الكهرباء المتولدة عن قوة اندفاع الماء أو الهواء، ولذلك نجد بعض الاختلاف بين المحولات الكهربائية الخاصة بالتيار الكهربائي، المتولد عن أشعة الشمس والمحولات الخاصة بالتيار الكهربائي المتولد عن اندفاع الماء أو الريح وغير ذلك من الأدوات الديناميكية كأمواج البحر وحركة المد والجزر وهلم جرا".
 
ويؤكد بأنه تم اختبار عمل هذه المنظومة الشمسية منذ ما يزيد عن سنتين، في مختلف الظروف والتقلبات الجوية، وفي حدود درجات الحرارة العليا الصيفية والدنيا في الشتاء، المسجلة بحوض مراكش، حيث يقيم الأستاذ الجامعي، وأن النتائج كانت جد مرضية، إذ "وصلت نسبة الاستغناء عن الشبكة العمومية بنسبة 70 في المئة في الأيام المُعتمة نسبيا، وبنسبة 100 في المئة في الأيام المشمسة، كما يمكن نقص الألواح الشمسية أو زيادتها حسب الحاجة، وحسب طبيعة الاستهلاك الكهربائي المعتاد".

وتصل قدرة السحب والشحن من المنصة إلى 1400 واط في الساعة، مما يمكن من تشغيل الأجهزة الكهربائية ذات الجهد العالي في فترة النهار بشكل مباشر من الألواح الشمسية بعد عملية تحويل الجهد، كالأفران الكهربائية وآلات غسيل الملابس والصحون وما شاكل ذلك من الأجهزة الكهربائية الأخرى المُعدة للاستعمال المنزلي العادي.

وعن اهتمامه بهذه الأمور التقنية الدقيقة، يذكر الأستاذ الجامعي المتخصص في تدريس الأدب العربي القديم بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، أن لديه ميولات تقنية منذ الصغر، وفضولا كبير في التعامل مع كافة الأجهزة التقنية، حيث راكم خبرة خاصة به في هذا المجال من دون دراسة، قائلا: "هناك فرق بين المهنية اليدوية وبين التخصص الأكاديمي، فانا أعتبر هذا من هواياتي، وفي البيت أصلح جميع الأجهزة بنفسي، وهذا ما سهل علي أمر تنفيذ هذا المشروع الذي يمكن التوسع فيه إلى ما لا نهاية حسب الإمكانيات المتاحة".

ويشير إلى أن هذا المشروع بدأ صغيرا ثم كبر شيئا فشيئا إلى أن صار على هذا الشكل النهائي الذي عرضه على صفحته بفيسبوك، حيث بدأ بتجريب بطارية عادية ولوح شمسي واحد لا يتجاوز 100 واط، ثم بدأ يزيد في حجم هذا المشروع بالتدريج، وهذه العملية شابتها كثير من النجاحات والإخفاقات، ولكن المهم في كل مشروع هو الإصرار وعدم الاستسلام، كما يقول.
 
 وبالإضافة إلى هذا المشروع، يقول الأستاذ عبد اللطيف مصدق إن لديه مشروعا قيد التنفيذ، وهو "بطارية الليثيوم" قابلة لإعادة التدوير والتفكيك بأدوات بسيطة وبتكلفة متواضعة".

ويوضح "هذه البطارية مبنية على فكرة إعادة التدوير، حيث أقوم بجمع خلايا بطاريات الليثيوم من سوق الخردة وأفحصها وأختار الجيد منها، ثم أدخلها في دورة جديدة للتصنيع، والفكرة الأساسية لهذا المشروع هو صنع بطارية فقط بالإمكانيات المتاحة محليا، وأكثر من ذلك فهذه البطارية قابلة للتفكيك عدة مرات وتغيير بعض خلاياها التي يمكن ان تتلف بالاستعمال، وجميع مكوناتها عدا الخلايا متاحة وكلفتها بسيطة جدا".

وتجدر الإشارة إلى أن الطلب على الليثيوم؛ العنصر الكيميائي وأحد أهم مكونات البطاريات الصغيرة، قد ارتفع في السنوات الأخيرة، لأنه المعدن الذي يمكن إنقاذ مناخ الأرض ويخفض من الاستهلاك العالمي للوقود الحفري.

وبطاريات الليثيوم هي بطاريات المستقبل، لأنها مستخرجة بطرق صديقة للبيئة، يمكن استخدامها في السيارات وغيرها من الأجهزة، كما يمكن اعتمادها في توليد الكهرباء، عدا عن كونها تستخدم في تصنيع الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

قد يهمك ايضا

وزارة التربية الوطنية المغربية تنفي خبر توقف الدراسة

 تفاصيل عن "علم السعادة" وكيف أسهم في "تحسن صحة الطلاب النفسية"

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة التربية الوطنية المغربية تعقد لقاءاً مع النقابات التعليمية…
وزير التربية الوطنية المغربي يُطلق برنامجاً مكثفاً للدعم التربوي…
تعليق الدراسة ببعض مناطق اقليم الحسيمة بسبب الظروف الجوية…
وزارة التربية الوطنية في المغرب تمنح 240 تفرّغاً نقابياً…
الحكومة المغربية تراجع سلم التعويضات المحددة لبعض موظفين وزارة…

اخر الاخبار

بوروندي تُجدد دعمها الراسخ لمغربية الصحراء وسيادة المملكة على…
الملك محمد السادس يُعين هشام بلاوي رئيساً للنيابة العامة…
أخنوش يشدد على دور الرقمنة في بناء مؤسسات سجنية…
تعزيز التعاون بين المغرب وجمهورية بوروندي في الدورة الاولى…

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة التربية الوطنية في المغرب تعلن ترميم 1443 مدرسة…
وزارة التربية الوطنية تُقرر تعليق الدراسة في العديد من…