الرئيسية » أخبار التعليم
التلاميذ في السودان

الخرطوم - المغرب اليوم

سادت حالة من التوتّر النسبي في السودان منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك على خلفية الحراك الثوري ضدّ الرئيس المعزول عمر البشير، وطالت تداعيات ذلك التوتّر كلّ القطاعات في البلاد، منها قطاع التعليم.

وشعر كثيرون عقب القرار الذي اتّخذه المجلس العسكري في الخرطوم والذي يقضي بتعليق التعليم في كل المدارس إلى أجل غير مسمّى، بالقلق، لا سيما التلاميذ وأهاليهم، وجاء القرار على خلفيّة مقتل 6 أشخاص في مدينة الأبيض، غربي السودان، منهم 4 تلاميذ في المرحلة الثانوية، وهؤلاء قتلوا على إثر إطلاق الرصاص الحيّ عليهم من قبل أفراد من قوات الدعم السريع، حسب ما أعلنت لاحقا لجنة تحقيق شكّلها المجلس العسكري. 

يقول أحمد محمد فضل السيد، أب لثلاثة أولاد، جميعهم تلاميذ في المرحلة الأساس، لا يخفي أنّه يعيش في هذه الأيام "حالة من القلق"، إنّه "سوف يكون لتعليق الدراسة أثر كبير على أولادي وعلى بقية التلاميذ، وسوف يلقي بظلاله على العام الدراسي"، مضيفاً أنّ "أولادي يعيشون حالة من الفراغ لأنّ العام الدراسي بدأ قبل أسابيع قليلة فقط وقد سبقته إجازة طويلة، واليوم يدخلون في إجازة جديدة غير محسوبة بالنسبة إليهم وإلينا". وفضل السيد الذي يصرّ على متابعة أولاده برنامجهم التعليمي في المنزل، يشير إلى أنّ "ابنتي الكبرى صارت تنسى الكثير من المقررات، لذا اضطررتُ إلى وضع جدول مسائي لها لمتابعة دروسها والإبقاء على تركيزها". ولم يبدِ فضل السيد أيّ انزعاج من اهتمام أولاده بالسياسة ومتابعتهم الوضع السياسي، لافتا إلى أنّ "الثورة الحالية علّمت الأطفال مبادئ عميقة مثل المطالبة بالحقوق وإدانة الانتهاكات. ومنذ حادثة الأبيض، يردد أولادي شعار: مقتل طالب مقتل أمّة. هم حزنوا جدا لما حدث، لكنّ ذلك لن يمنعهم من ممارسة السياسة والدفاع عن حقوقهم ومبادئهم"، ويؤكد بالتالي: "أنا غير موافق على قرار المجلس العسكري القاضي بإغلاق المدارس خوفاً على التلاميذ، والمطلوب كان حماية التلاميذ"، لكنّ الآراء تتباين بشأن قرار المجلس العسكري، ما بين مؤيدة ومعارضة له.

اقرا أيضًا:

تعرّف على منهج مادة "هاري بوتر" الذي يتم تدريسه في جامعات الهند

ويرى ياسر محمد أحمد، أب لولدين في المرحلة الأساس، أنّ "القرار صائب وقُصد به حفظ أرواح التلاميذ كأولوية، بعد ذلك من الممكن تعويض كل شيء". يضيف "قبل صدور هذا القرار كنت أميل إلى عدم إرسال أولادي إلى المدرسة، خصوصا في أيام التوتّر الأمني وانتشار القوات النظامية في الشوارع بطريقة قد تؤثّر نفسياً على التلاميذ".

ويقول إسماعيل حسن، وهو مدير مدرسة في مدينة أم درمان، وسط البلاد، إنّ "الأيام المقدّرة للعام الدراسي لا تكفي لاستكمال المقررات الدراسية، ما يؤثّر سلبا على التحصيل الأكاديمي. وإدراج العطلة الحالية الطارئة، سوف يكون له أثر أكبر وأعمق بسبب الضغط الذي سوف تلجأ إليه المدارس عند استئناف الدراسة. والضغط الذي يهدف إلى إكمال المقررات والمناهج، سوف يطاول التلاميذ، الأمر الذي يقلل قدرة استيعابهم". وإذ يعبّر حسن عن خشيته من "ظروف جديدة قد تؤدّي إلى تعليق آخر للدراسة"، يقترح "تمديد العام الدراسي وتغيير موعد امتحانات الشهادة الثانوية عبر نقلها من مارس/ آذار 2010 إلى إبريل/ نيسان أو بداية مايو/ أيار من العام نفسه". 

ويؤكد حسن أنّ "قلق بعض أولياء الأمور إزاء اهتمام أبنائهم بالسياسة والتعبير عن أنفسهم أمر غير مبرّر، لأنّ كثيرين من التلاميذ يريدون أن يكونوا جزءا من صناعة تاريخ البلاد الحديث. من شأن ذلك أن يشكّل مصدر فخر لهم في المستقبل"، لكنّه يشدد على أنّ "لا بدّ من أن يكون ذلك وسط ظروف آمنة".

ويقول الخبير التربوي محمد عبد كوكو إنّ "من واجب التلاميذ أن يبتعدوا كلياً عن السياسة وأن لا يُستغلّوا سياسياً مثلما يحصل الآن في الساحة السودانية"، مبيّناً أنّ "تلك الممارسة تتناقض مع القانون المحلي والقوانين الدولية لأنّ التلاميذ لم يبلغوا بعد سنّ الرشد". ويشرح كوكو "أن تلاميذ كثيرين من الذين شاركوا في المواكب والتظاهرات فعلوا ذلك من دون أن يملكوا الوعي الكافي.. هم لا يعون حتى الشعارات التي تردد يومياً". 

ويعدّد كوكو السلبيات التي رافقت تعليق الدراسة في كل المراحل التعليمية، وأبرزها "التأثير النفسي الذي وقع على التلاميذ، لا سيّما الذين سوف يخضعون إلى امتحانات في المراحل النهائية. هؤلاء يشعرون بقلق بالغ". يضيف أنّهم "سوف يتعرّضون إلى ضغوطات شديدة في المدارس بعد استئناف الدراسة، لإنهاء المقررات، ومن شأن ذاك أن يؤدّي إلى ضعف التحصيل وعدم إكمال الواجبات الدراسية، أمّا النتيجة الأسوأ فتكون من خلال تسجيل ظواهر من قبيل التسرّب المدرسي والتي ربّما تؤدّي في النهاية إلى انحراف في السلوك قد تشمل تعاطي المخدّرات إلى جانب آثار أخرى تعطّل إنتاج التلاميذ". ويشدد كوكو على "ضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات الحالية، لأنّ في ذلك مدخلاً لحلّ مشكلة التعليم الحالية ومشكلات أخرى في البلاد". 

أمّا الأمين العام لنقابة عمال التعليم في السودان، عباس حبيب، فيشير إلى "سلبيات في قرار تعليق الدراسة، لا سيّما أنّ العام الدراسي مربوط بمواقيت زمنية محدّدة وأيّ تأخير من شأنه أن ينعكس سلبا على نتائج التلاميذ ككلّ". لكنّه يؤكد "قدرة المدرّسين على سدّ كل النواقص وإكمال المقررات والضغط على أنفسهم أوّلاً، إذ إنّهم حريصون على مستقبل تلاميذهم وأبنائهم وعلى عدم ضياع عامهم الدراسي"، متوقّعاً "صدور قرار عقب عطلة عيد الأضحى يقضي إلى استئناف الدراسة". ويشير حبيب كذلك إلى "قدرة الأساتذة على جعل التلاميذ في موضع صحيح، فيمنحونهم حقّ التعبير عن أنفسهم من دون الانغماس في الشؤون السياسية، في هذه السنّ الصغيرة. كذلك يحرص المدرّسون على تصنيف التربية الوطنية أمراً مهماً جداً، من الواجب تشجيعها بعيداً عن التجاذبات السياسية".

ويؤكد مدير إدارة التعليم الفني في وزارة التربية والتعليم السودانية، عبد الماجد خلف الله، "توفّر عدد من الخيارات أمام الوزارة لتعويض التلاميذ عن فترة توقّف الدراسة، من بينها الاكتفاء بيوم الجمعة فقط كعطلة أسبوعية، فيكون بالتالي يوم السبت يوماً دراسياً عادياً". ويشير إلى أنّها "ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الوزارة والتلاميذ مثل هذه الظروف، فقد سبق أن علّقت الدراسة لظروف طبيعية سواء الأمطار أو ارتفاع درجات الحرارة، وقد عولج ذلك بطريقة لم تؤثّر على التحصيل التعليمي ولا على نسب النجاح". يضيف خلف الله أنّ "عدد أيام العام الدراسي تتراوح ما بين 180 يوماً و210، وهي كافية لاستكمال المقرّرات"، مستبعداً "تنفيذ مقترح تأجيل امتحانات الشهادة الثانوية" ومرجّحاً "استئناف الدراسة عقب عطلة عيد الأضحى بعد التوافق السياسي الحالي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري".

قد يهمك أيضاً :

وزير التعليم المغربي يقرّر سحب جميع نسخ كتاب يمس الذات الإلهية من مؤسسة تربوية

تعيين محمد جاي منصوري على رأس الأكاديمية الجهوية للتربية سوس ماسة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير التربية الوطنية يؤكد أن محاربة الهدر المدرسي خطوة…
وزير التربية الوطنية المغربي يُطلق أكبر ورش لتأهيل المدارس…
يونيسف تحذر من كارثة انسانية في غزة تطال عشرات…
وزارة التربية الوطنية في المغرب توجه نحو منع خروج…
رئيس الوزراء الفرنسي متهم بالكذب بشأن ادعاء نيل درجة…

اخر الاخبار

وزير الخارجية السوري يؤكد أن حكومته تسعى لتفادي التصعيد…
حزب التقدم والاشتراكية يعارض مشروع قانون المالية 2026 ويبرز…
الملك محمد السادس يهنئ خالد العناني بانتخابه أول عربي…
المملكة المغربية تشارك في أشغال الدورة الحادية والأربعين لمجلس…

فن وموسيقى

يسرا تتسلّم وسام الشرف الفرنسي تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة
كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…
ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تتقدم ببلاغ رسمي ضد شقيقها وتطلب…
خالد النبوي يتألق في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ويهدي…
أسماء جلال تكسر صمتها وترد على أنباء ارتباطها بعمرو…
حرب تصريحات تشتعل بين أحمد سعد وناقدة فنية بسبب…

رياضة

ميسي وسالم الدوسرى يتفوقان على نجوم العالم فى الأداء…
مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا
رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
إصابة المغربي أشرف حكيمي تتحول إلى مكسب تجاري ضخم…

صحة وتغذية

دراسة تكشف أن الشاي الأخضر والجوز يساهمان في إبطاء…
الصحة العالمية تحذر من وفاة أكثر من مليون شخص…
دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى
آلية دفاعية جديدة تمنح البكتيريا مقاومة متقدمة لمضادات الحيوية

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة التربية الوطنية في المغرب توجه نحو منع خروج…
رئيس الوزراء الفرنسي متهم بالكذب بشأن ادعاء نيل درجة…
وزير التربية الوطنية المغربي يعلن تراجع الهدر المدرسي بنسبة…
من عامل نظافه الي باحث قانوني مصري يحصل علي…