الرئيسية » أخبار التعليم
دان هيرست وقاعة الرقص في رامبرت انتقلت إلى جنوب أفريقيا

كيب تاون - منى المصري

دفعت رياح الشوق الراقص الاستعراضي دان هيرست الى مدرسته الاولى حيث بدأت بذور الرقص تنمو داخله، بعد مرور 13 عاما على غياب نجم فرقة رامبرت الاستعراضية عن مدينة بورت اليزابيث في جنوب أفريقيا.

وقام اليوم على ارض المدرسة مركز صحي للأطفال اضافة الى عيادة لعلاج امراض السل ومكتب ومخزن خمور، وقابل شخص يدعى جاستين دان خارج المبنى، حيث بادر دان بالتعريف عن نفسه مقدما نفسه على انه راقص من المملكة المتحدة الا انه نشأ وتربى في هذه المنطقة، وخلال حديثهما اخبر جاستين دان ان هناك عدد كبير من العصابات تعيش في شوارع هذه المنطقة حيث احصى ما يقارب 18 عصابة بالقرب من محطة الحافلات القديمة والتي وصل بطشها الى قتل 50 شخص خلال الاشهر الثلاثة الماضية اخرها طفلة ذات عامين قتلت خلال تبادل اطلاق نار في الشارع , وحكى له دان ان له عم قد قتل اثناء تنظيفه لمركبته في الشارع نتيجة تبادل اطلاق نار ايضا.

وقرر دان بعد هذه المحادثة المؤلمة الذود بنفسه بعيدا عن صخب الحياة وضجيجها مخبرا جاستين بأنه قرر امتهان الرقص ليفر واقرانه من ذلك الواقع واضاف " قمت مؤخرا بشراء شقة للرقص في لندن " وأضاف بأن تلك الشقة هي الانطلاقة الاولى التي تعلم فيها القواعد الاولى للرقص  خاصة وان فرقة رامبرت كانت تجري بروفاتها السابقة فيها قبل ان يتم بيعها لتنتقل فرقة الرقص الى بيت جديد في  منطقة تشيسوك على الضفة الجنوبية من لندن.

 

ويشير المدير الفني لفرقة رامبرت مارك بالدوين " تعتبر هذه شقة بمثابة اليابسة التي يقف عليها دان والتي ستكون مهبطا للعديد من هواة الرقص من جنوب افريقيا, لقد رسمت الخطوط العريضة على مدى 15 عاما في تاريخ الفرقة"

وعبر دان خلال حفل توزيع جوائز Critics' Circle  والتي نال فيها  لقب افضل راقص لعام 2014, عن حلمه في استخدام الرقص لتمكين الشباب في وطنه الام كما انه طلب مساندته لتحقيق ذلك وفي الوقت الحالي بدا فعلا في تحقيق حلمه خاصة بعدما طلب من المهندس ادم كالكين تصميم مركز لتعليم الرقص مصمم من حاويات السفن البحرية وستكون الشقة القديمة جزءا من المركز ومن المقترح ان تحمل اسم " بورت اليزابيث"

ويذكر دان اولى تجاربه مع التفرقة العنصرية عندما كان صغيرا في ملعب غليفاندال الرياضي والذي كان مصنفا ضمن مناطق عيشالملونين, حيث هجم الناس هناك بالحجارة مبني توينبي ولا يذكر حينها دان سوء اختباءه تحت طاولة الخياطة الخاصة بجدته والتي كانت تحيك ازياء مدرسة الرقص المحلية آنذاك، فيما يشاهد طفل أخر وهو يحطم بعض ألواح الأرضيات، فأراد أن يكون بمثل قوته.

وتركت مطارح عدة بصمتها في شخصية دان خلال مراحل نضوجه، كما ان والداه الغير عاملان اثرا فيه على حد سواء, ليتمخض عن هذا وذاك احتواء دان لنفسه واعتماده عليها، كانت والدته "مورين" تعيش مع اخواته الثلاثة شمال بورت اليزابيث  في بويسون بارك بعد الانفصال عن زوجها، الا ان دان عاش مع عائلة والده في جلفندال وكان الطعام بالكاد يكفيهم، فلجأ الولد الى الرقص، ولكن مورين فضلت ان يعيش ولدها في كنفها مع اخواته حيث عانت الامرين في تربية 4 اطفال وحدها, ولضيق ظروف العيش فضل دان التوقف عن حضور دروس الباليه في منطقة جلفاندال بسبب انفاقه الاموال على سيارات الاجرة التي كانت تأخذه الى هناك.

وحاول بعد ذلك التواصل مع اقرانه المحليين في تلك المنطقة الا انه فوجئ بنفسه محاصرا في احدى المرات مع حشد من الناس اضرموا النار في اطارات وقبضت عليهم الشرطة وألقتهم داخل شاحنة كاسبير والتي كانت احدى رموز القمع العنصري, فما كان منه حينها إلا انه قرر العودة الى والده والعيش كي يتمكن من العودة الى الرقص، وفي احدى الأيام لمح والدته وهي تحاول أن تشاهده من خالال ثقف في بناء نادي توينبي للرقص، وعندما حاول اللحاق بها هربت منه، فقرر عندها التركيز على الرقص، وعندما حقق دان الفوز في عدة مسابقات بدأ طموحه في السفر والخارج في الاتساع حد الافق.

وشرح دان في ربيع عام 2015 في كينغستون لامرأة تدعى ليدي سينسبوري خطته بأنه يريد أن يعود الى وطنه ليفتتح مدرسة للرقص، وطلب منها أن تساعده قائلا " هل يمكنك أن تدليني على الطريق؟" فطالعته في الشقة صورة لها تعود لابريل 1993 تجمعها مع نيلسون مانديلا وهما يرقصان في حفلة خاصة بمدينة جوهانسبرغ.

 وطلبت ليدى من دان ان يوضح لها طبيعة رقص مانديلا, وشرح لها دان أن مانديلا كان يرقص بفرح رقصة توي توي التي تعتبر رقصة الحرية في جنوب أفريقيا، وأخبرته هي بدورها عن تفاصيل تلك الصورة ففي السابق كانت ليدي راقصة باليه ضمن فرقة سادلر ويلز، للباليه وقبل لحظات من التقاط الصورة كان هناك نقاشا بين ليدي ومانديلا اتفقا فيه على امكانية تواجد راقصات من جنوب افريقيا في بريطانيا في خطوة لنبذ التفرقة العنصرية, وقالت ليدي انها جمعت اموال ضخمة لتمكن الطلبة المتفوقين من التدريب في كلية رامبرت وحينها فاز المعلم الروحي لدان السيد وارين ادمز بأول منحة للتدريب على الرقص ثم لحق به دان, وفي الوقت الحالي يعمل ادامز مصمم رقص برودواي.

وكان أدامز قد أعرب عن اندهاشه وتشجيعه لفكرة مدرسة الرقص في جنوب افريقيا عندما اخبر دان عن الشقة المعدة من حاويات السفن البحرية , وقال له حينا " انها فكرة ممتازة، وهذا طموح كبير." فرد عليه دان " اعرف انه جنون" فأجبه أدامز " الجنون يفوز دائما."

وظلت حياة دان مرهونة لفرقة رامبرت وأفرادها طوال فترة تواجده في بريطانيا الا انه عندما بلغ 32 عام قرر الانفصال عن فرقة ليحقق حلمه بمفرده, فكانت اخر رقصة تجمع افراد الفرقة بدان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في ادنبرة.

ويشير " أغلب الناس يعتقدون أنني مجنون كي اترك عملي، ولكني أشعر بأن قلبي تغلب على علقي، لقد كبرت في الشركة، ولكنها مثل كل العلاقات على الجميع ان يفكر في اتخاذ خطوة بعيدة عن عائلته أن عمله، وقد حان الوقت كي أقوم بذلك"، ووصلت كل معدات الرقص للمشروع الجديد في نيسان/أبريل، وأنشأ الراقص المحترف بالتزامن مؤسسة تدعى " مشروع الجمعية المتحرك" الذي أطلق مشروع رائدا في بوت اليزابيث والذي يتكون من أسبوعين من ورش العمل في البلدة عن الصحة والتوعية ضد فيروس المناعة البشرية وغيره.

وتستمر التحضيرات لبناء مدرسة الرقص الجديدة باستخدام أرضية معدنية حمراء مع أسقف مموجة، واستعان دان براقصة أخرى في رامبرت تدعى استيلا ميرلوس لتساعده في تعليم الاطفال الأفارقة الرقص، واليوم لديه حوالي 50 طفل يتعلمون الرقص تدعى احداهم ايابونغا ميناجي وهي طفلة بابتسامة عريضة تندفع في الهواء برشاقة.

ويتكلم معظم الاطفال لغة " خوزا" وبعضهم يتكلم  لغة " سوتو"، ويقر دان بانه سمح له فقط بتعلم اللغات الاستعمارية مثل اللغة الافريكانية والانكليزية، ولكنه شعر بأن الرقص جعله جزء من العالم ولكن بلغة خاصة به، لا تهتم بلون الانسان أو بلغته، فعندما تعزف الموسيقى تغيب كل الحواجز.

ويوضح أحد الاطفال ويدعى غوبيزا سويسا " الرقص يتحدث الكثير من الأشياء، ففي يوم كنت اغسل الصحون في المطبخ ثم بدأت أقوم ببعض الحركات، فقالت أمي، ماذا ترقص، لا أصدق."  وقبل أسبوع كان الكثير من الطلاب يشكون في ورش العمل، ولكن حبهم لتعلم الرقص دفعهم للالتزام بها.

ويستمعون في ساعات الغداء الى بيونسيه وغاي زي، ويرقصون في ثنائيات بلطف ودون حرج، وهو فرصة لتكوين بعض الصداقات، وفي المقابل يعتبر نجاح ورش العمل في اوبونتو بادرة خير للمزيد من الروش في البلدات الريفية المجاورة في غراهامستاون في ديربان، وهو ما يحلم به دان في المستقبل، وتابع غوبيزا " اذا كنت غاضبا أو حزينا أو لدي الكثير من العاطفة، فان الرقص يعوضني." وهذا هو هدف دان في الحقيقة، أن يعطي الاطفال وسيلة للعيش بدون عنف، فهذا هو ما أنقذه، وهو ينتظر اليوم اكمال مشروعه في بروث اليزابيث.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة التربية الوطنية المغربية تعقد لقاءاً مع النقابات التعليمية…
وزير التربية الوطنية المغربي يُطلق برنامجاً مكثفاً للدعم التربوي…
تعليق الدراسة ببعض مناطق اقليم الحسيمة بسبب الظروف الجوية…
وزارة التربية الوطنية في المغرب تمنح 240 تفرّغاً نقابياً…
الحكومة المغربية تراجع سلم التعويضات المحددة لبعض موظفين وزارة…

اخر الاخبار

شاحنات مساعدات تدخل غزة وسط دعوات دولية لدعم خطة…
أنقرة تستضيف اجتماع وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا لبحث…
التحالف الدولي يسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وسط…
الولايات المتحدة تغلق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتدمج…

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة التربية الوطنية في المغرب تعلن ترميم 1443 مدرسة…
وزارة التربية الوطنية تُقرر تعليق الدراسة في العديد من…