الرئيسية » حوارات وتقارير
الشاعرة السوريّة ليندا إبراهيم

دمشق ـ ميس خليل

 استطاعت الشاعرة السورية ليندا إبراهيم، بعد وصولها إلى مراكز متقدمة في برنامج "أمير الشعراء"، أن تحقق حضورًا مميزًا على الساحة الأدبية في سورية وخارجها، عبر مشاركاتها في الملتقيات الثقافية والأدبية، والصدى الذي تركه ديوانيها "لدمشق هذا الياسمين"، و"فصول الحب والوحشة"، لتحصد الجوائز وتحصل على المرتبة الثانية في جائزة "نازك الملائكة" للإبداع النسوي.

واعتبرت إبراهيم، في حوار مع "المغرب اليوم"، أنَّ "حصولها على هذه الجائزة يعد إنجازًا شعريًا هامًا، يضاف إلى رصيدها  الشعري، ومسيرتها الأدبية الآخذة في التشكل، والنضج، بعد مرحلة من التجربة والكتابة المبكرتين، لاسيما أنّها  تحمل اسم الشاعرة الكبيرة التي شكلت علامة فارقة في الإبداع الشعري العربي نازك الملائكة".
وأكّدت أنَّ "مشاركتها في برنامج أمير الشعراء نقلتها من المحلي الضيق المتواضع إلى العربي والعالمي وربما الأوسع، فظهَّرت تجربتها، وطرحتها على المحك، فباتت في متناول المهتمين من جمهور الشعر والأدب والنقد"، مبيّنة أنّه "على الصعيد الشخصي الأضيق فقد حسمت كل خياراتها في العمل لجهة الشعر ولوجه الشعر، وفقط الشعر، وإلى الأبد".
وأبرزت أنَّ "مجموعتها الشعرية (لدمشق هذا الياسمين) هي رسالتها في الشعر والحياة، تجاه وطنها، وأسرتها وأهلها، بمفهومها المحدود، وتجاه وطنها الأكبر، وتجاه الشعر والحياة والحب، الذي هو همّها الأول والأكبر والأوحد في الحياة".
وكشفت إبراهيم أنّ "الشعر في مأزق فكري، لأنّه لا يحمل عقيدة تغييرية تحمل على تغيير البنى الفكرية المتوارثة في الثقافة والعقل والمفاهيم السائدة، حتى أصبح ضحية المناسبات والخطابات والمهرجانات والسطحية في التعاطي والرومانسية في النهج والعاطفية في التناول".
وأشارت إلى أنّه "قبل أن يبحث الشعراء عن الدعم فيجب أن يدعموا هم الشعر أولاً"، معتبرة أنَّ "الحالات المبدعة الحقيقية نادرًا ما تلقى تسليط الضوء عليها بالطريقة الصحيحة واللائقة، أو تتم مقاربتها بما يجاري ثقلها الإبداعي".
وفي شأن النشر، أوضحت أنَّ "الشاعر والكاتب يقعان فريسة أمرين، إما دور النشر الخاصة التي تنشر الغث والسمين دون رقابة إبداعية تذكر، وإما جهات النشر الحكومية والرسمية، والتي تشرع مقص الرقيب، فتحد من الإبداع، وأيضًا دون منهج واضح محدد".
وأضافت "في الإعلام يتم تظهير حالات شعرية فردية دون منهجية تذكر أيضًا، لحالة إلقائية أو خطابية أو شخصية محددة تنتصر للشكل بغض النظر عن المضمون".
ورفضت إبراهيم تصنيف الشعر حسب الجنس، كشعر ذكوري وأنثوي، معتبرة أنّه "تصنيف سطحي، ليس له ما يبرره، بأن يوصف به الشعر كجنس أدبي"، مبيّنة أنه "أما إن كان القصد أنّ النص الشعري يصنف هكذا على أنه نص أنثوي أو نص ذكوري لقلنا أنَّ معظم نصوص نزار قباني هي أدب نسائي، بموجب هذا التصنيف، أو لقلنا عن امرأة شاعرة كتبت على لسان الرجل هذا أدب أو شعر ذكوري".
وأشارت إلى أنَّ "ما يستحق التصنيف مثلا قصائد الشاعرة سعاد الصباح، التي أطلقت صرختها فكانت صرخة ضمير، تقول نعم هي تحمل قضية المرأة، والشعر صدر عن امرأة شاعرة، فإذًا الشعر في تقديري هو منتج إبداعي، ينم وينتج عن الذات الإنسانية الشاعرة في البداية والنهاية، بغض النظر عن جنس كاتبه".
وبيّنت الشاعرة إبراهيم أنَّ "القصيدة النثرية استطاعت أن تجد لها مكانًا، بينما لا هي ولا الشعر العمودي استطاعا التطوير من تجربتهما، بغية الوصول إلى الحالة الشعرية اللازمة والحقيقية، إلا في تجارب قليلة وفردية"، مؤكدة أنَّ "الشعر هو الذي ينتصر ويبقى بغض النظر عن شكل القصيدة، وما يلاحظ من فروقات هو لجهة تقنية وقواعد وفنية كل شكل منهما".
وكشفت أنَّ وصفتها السحرية للوصول إلى الناس هي الصدق، والأمانة، والموهبة، التي تتوج الأمرين الأولين.
وعن تقييمها للحركة الثقافية في دمشق، في ضوء الحرب، اعتبرت إبراهيم أنها "كغيرها من المدن السورية، وكغيرها من الدول الأخرى من دول العالم الثالث، ومخطئ من يجعل الشعر والحركة الشعرية بمنأى عما يحدث في هذا العالم من متغيرات مريعة و متسارعة، تسعى إلى خلق التناقض، وتقويض كل ما هو في سبيل دعم حركة التطور الإنسانية إلى الأمام والأفضل".
وشجعت إبراهيم ظاهرة المنتديات على شبكة الإنترنت، وعلى أرض الواقع، واصفة إياها بـ"الظاهرة الصحية"، مبرزة أنَّ "الزمن كفيل بفرز الغث من السمين في التجارب كلها في الحياة، فما بالك في الشعر"، ومؤكدة أنها "تشكل حالة تلاقي وتلاقح تجارب ما اتسعت دوائرها".
ولفتت إلى أنَّ "ما يسيء إليها هي الشللية، وعدم تطوير تجربتها، واتساع دوائرها، التي قد تقضي عليها نهائيًا".
وفي شأن تجربتها في كتابة القصيدة أو النص النثري القصير جدًا والقصير، أشارت إبراهيم أنها "قديمة قدم كتاباتها، لكنها  لم تنشر إلا بعد مرحلة من النضج"، موضحة أنها "تعمل عليه  باعتباره نصًا شعريًا، وليس لغاية كونه شكلاً من أشكال الكتابة، أما معظم ما يطرح على الساحة الأدبية، فلا يخلو من شكل الخاطرة، أو الاسترسال الأدبي، أو موجة التغريد، ويحكمه الاستسهال في الكتابة والرؤية والاستسهال في النشر أيضًا، مع أنه لا تخلو الساحة من تجارب نثرية شعرية هامة جدًا".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أحمد التوفيق يؤكد أن لمبالغ التي يتلاقاها المؤذنون المغاربة…
عبد الإله عاجل يؤكد أن إستعادة مسرح الحي المغربي…
غابرييل بانون يتحدث حول روايته الأخيرة "ربوتات نهاية العالم"…
مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما
العيسى ينادي بتنقية الإسلام من التفسيرات الخاطئة

اخر الاخبار

ولي العهد السعودي يناقش مع جورجيا ميلوني تطورات الوضع…
اعتقال رئيس أكبر حزب معارض في إقليم كردستان العراق
عون يؤكد للاريجاني رفض لبنان التدخلات الخارجية وطهران تشدّد…
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تخطر الأمم المتحدة باستعدادها لإعادة فرض…

فن وموسيقى

لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يعود إلى المهرجانات المغربية بعد غياب 10…
عمرو سعد يخوض أولى تجاربه على المنصات بمسلسل جديد
تارا عماد تكشف أمنيتها بعد نجاحها في تجربة الأكشن
كارمن سليمان تكشف عن موقفها من التمثيل خلال الفترة…

رياضة

لبنان يكتسح اليابان ويتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا…
انتقادات تطال محمد صلاح بعد خسارة ليفربول وغياب أرنولد…
3 منتخبات عربية تودع كأس آسيا في جدة مع…
المغربي أشرف حكيمي ينفي تهمة الإغتصاب ويؤكد ثقته الكاملة…

صحة وتغذية

تقرير طبي يؤكد أن النوم الزائد قد يسبب آلام…
الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف سرطان الحنجرة عبر تحليل…
"إيلي ليلي" تكشف عن نتائج مثيرة لدواء جديد لإنقاص…
أزمة الأدوية في موريتانيا تدفع المرضى للبحث عن العلاج…

الأخبار الأكثر قراءة