الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الفنان التشكيلي المراكشي عبدالرزاق موحد

مراكش - ثورية إيشرم

أكَّد الفنان التشكيلي المراكشي، عبدالرزاق موحد، في حديث خاص إلى "المغرب اليوم"، أن "بدايته مع الفن التشكيلي كانت منذ الطفولة، حيث عشق كل ما له علاقة بالألوان والجمال، وتأثر بفنانين عالميين، كان يقلدهم في البداية، وكان يميل إلى الواقعية، ويحاكي أي صورة يشاهدها بحسب الإمكان آنذاك".
وأضاف، "ودخلت غمار الفن حيث مررت بمجموعة من التجارب والمشاركات الجماعية والفردية، التي ساهمت بشكل كبير في بناء وتقوية موهبتي، وصقلها، لانتقل إلى عالم الاحتراف والتميز بفني الخاص".
وأوضح، الفنان عبدالرزاق، أن "فكرة جدران مراكش ليست وليدة اللحظة إنما هي حلم يراوده منذ أعوام، وكان يرغب في تحقيقه ويسعى بشتى الطرق إلى ذلك، وفي السنوات الأخيرة وجد نفسه قادرًا على تحقيق هذا الحلم، وتقديمه إلى الجمهور المغربي بصفة عامة، والمراكشي خاصة، ويعد هذا المشروع "جدران مراكش"، الأول من نوعه على الصعيد الوطني، واخترته نظرًا لما تزخر به المدينة الحمراء من جمالية في المآثر التاريخية، وأهميتها في المجتمع المغربي".
وأضاف عبدالرزاق، أن " اشتغالي على جدران مراكش كفكرة استلهمتها من الألوان التي تتميز بها مدينة مراكش، وهي ألوان تتفاعل بشكل كبير ومتميز مع المناخ والمكان، فعندما نتأمل في ما يصطلح عليه في التعبير العامي "خربشات"، فهي في نظري ليست "بخربشات"، بل إنها أصوات لأناس سواء أكانوا أطفالًا أو راشدين، يعبرون من خلالها عن شيء داخلي لديهم، فتصبح تلك الكتابات، والتي أضعها في أثر إنساني، وصفحات إسمنتية تعكس الكثير من التصورات، والكثير من القراءات على أحوال الناس في المجتمع المغربي، وهذا من حيث أثر الجانب الإنساني، ثم هناك أثر الزمن بالنسبة للجدران بحيث أثارتني تلك التعريات، أو كما أشرت إلى ذلك في كتاباتي السابقة حيث قلت بأن الزمن ينحت على الجدران منحوتات شبيهة بما يبدعه الإنسان المبدع، فكان لهذان العنصران أهمية في تلك التجربة حيث بنيت عليها موضوع البحث، ومن حيث المواد اخترت الرمال والأتربة وصفحات الجرائد، وفن اللصاق، واعتماد بنيات وتكوينات، والتي تعطي شكلًا من أشكال التعبير".
وأضاف أن "تلك التجربة شكَّلت في قناعاتي تميزًا مع عاداتي، وأيضًا تميزًا في الساحة التشكيلية المغربية، وإلى حد الآن هناك فنانين يشتغلون بالرمال غير أن التيمات تختلف من فنان إلى آخر، وأثارتني كذلك مختلف الكتابات التي عرفها التاريخ الإنساني، كما هو الحال في المغارات، حيث كانت هناك تجربة شملت إطار تاريخي و"سوسوثقافي"، وإطار "إستتيقي" لتتمظهر في المستوى الحالي الذي أقدمه في معارضي للجمهور".
وأوضح الفنان، أن "الوضع التشكيلي في المغرب يحتاج إلى سؤال كبير، وإلى لقاءات متعددة وكبرى لمجموع الفنانين للوقوف على سؤال الهوية التشكيلية المغربية، فإذا أخذنا هذا المسار أو الامتداد الذي مازال فتيًّا في المغرب لمجموعة من التجارب نحكم بأن هناك تراكمًا ولكنه في نظري لم يشفِ بعد الغليل بمعنى أنه لم يلامس النقط الأساسية؛ لأنه مازال تحت تأثير الاستلاب الغربي، علمًا أن الغرب متفوق علينا بشكل كبير، وقطع أشواط كبيرة بحيث أن هناك مجتمعات أسست للفن".
وأشار إلى أنه "عندما نريد القيام بقراءة عمل تشكيلي فلابد من إرفاقها بنموذج أو باسم غربي، حيث نجد أن هذا يشبه بيكاسو أو داري  أو غيره، وهذا أمر خطير، فعندما نتحدث بذلك الشكل، فأين نحن كمجتمع وما هي هويتنا وما هو خطابنا التشكيلي، وخطابنا الثقافي والاجتماعي والفكري، وهذا هو الأمر المثير في الحركة التشكيلية في المغرب التي حققت بالفعل تراكمًا، ولكنها لا تزال في حاجة إلى تحديد سؤال أكبر، وإلى فتح نقاش، وأيضًا إلى تكثيف مهرجانات جدية لمناقشة هذا الموضوع، الذي يعبر عن هم المجتمع الإنساني ككل، وعندما تقف على الوضع التشكيلي في المغرب، تغريك الحركية، وأصداء معارض تُنظَّم هنا وهناك، ولكن مازال هناك لبس وتذبذب وأشياء تحتاج إلى نقاش وإلى أسئلة كبرى".
ولفت عبدالرزاق، إلى أن "الفنان التشكيلي يعاني كباقي الفنانين وكباقي الناس عامة، فالإنسان دائمًا يعاني من أجل أن يطور نفسه، ومن أجل أن يتقدم، وأن يتواصل بشكل جيد، وأن يستقر ويوصل رسالته التي يرغب فيها إلى الناس والمجتمع، ومعاناة الفنان هي معاناة أخرى، ومعاناة تفعيل وضع ثقافي، والأخذ بيد المجتمع والرقي به، وبقيمه الجمالية والإنسانية، وأيضًا الرقي بالفكر، وهذا في حد ذاته يدخل في خانة الوضع التشكيلي في المغرب الذي كما قلت يحتاج إلى سؤال كبير للنهوض بشتى مجالاته والسير بها إلى الأمام ونحو التقدم".
وأكَّد الفنان، أنه "لابد للمجتمع المغربي بكل فئاته آباء وأمهات وأستاذة من توجيه الأبناء باعتبارهم الجيل الصاعد على حب الفن وزرع خصل الإبداع، وعشق الجمال والحياة الجمالية، وألا يقمعوا فيهم الميول والرغبة في ممارسة أي نوع من أنواع الفنون سواء المسرح أو الفن التشكيلي أو النحت أو الغناء أو غيرها، فعندما نقمع الطفل في مرحلة، وهو يميل إلى الإبداع، فنحن في ذلك نقتل فيه كل القضايا والاجتهاد والمبادرة، والدافع إلى قول هذا الكلام أنني عشت وعانيت، وأنا طفل في سن الخامسة من عمري من تصدي والدي، حيث كان غالبًا ما يمزق الرسومات التي كنت أنجزها، ومع ذلك ولد في  داخلي نضال وتحدي للحواجز الموضوعة فكريًّا داخل المجتمع المغربي، لذلك أوصى الآباء بتشجيع أبنائهم على الإبداع؛ لأنه لغة حضارية، وهي التي ستشهد على المجتمع المغربي إن كان متحضرًا أو العكس".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

محمد المهدي بنسعيد يترأس الوفد المغربي في الحوار الوزاري…
الأمير مولاي رشيد يترأس افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي…
وزير الثقافة المغربي يؤكد أن الاعتزاز بالتاريخ والقيم الأصيلة…
الشاعرة المغربية سناء الحافي تصدر ديوانها "ملك القلوب" إهداءً…
فيلم عن فلسطين “لا أرض أخرى” لمخرج لفلسطيني و…

اخر الاخبار

اتفاق أوكراني أوروبي لإنشاء محكمة لمقاضاة مسؤولين روس منهم…
اكثر من ١٣٠ قتيلا في غزه.. واسراييل توقف المساعدات…
رئيس الموساد سنراقب انشطه ايران وتهديدها النووي تقلص
ترمب يحذر من احتمال تجدد الصراع بين إيران وإسرائيل…

فن وموسيقى

نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…

أخبار النجوم

شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…
سامو زين يكشف السبب الحقيقي لابتعاده عن الوسط الفني

رياضة

كأس العالم للأندية انطلاق برازيلي وهيمنة أوروبية وثلاث نهائيات…
فرص الهلال قائمة للتأهل في مونديال الأندية رغم المنافسة…
ميزانية ضخمة وأداء باهت نهاية محبطة للأهلي في البطولة
مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…

صحة وتغذية

دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
انشغال الأطفال بالهواتف أثناء الوجبات قد يؤدي لزيادة الوزن

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي
انقسام جزائري حاد بعد سجن محمد الأمين بلغيث بسبب…
وزارة الأوقاف المغربية تُحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات…
محمد المهدي بنسعيد يترأس الوفد المغربي في الحوار الوزاري…
الأمير مولاي رشيد يترأس افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي…