الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
جامع الفنا في مراكش

الرباط - المغرب اليوم

يؤرخ كتاب جديد للحلْقة المراكشية، وأنواعها، وتطورها، وتحولاتها، وأبرز رموزها منذ فترة ما قبل استقلال المغرب.بعنوان “مراكش: ألف حكاية وحكاية”، صدر هذا المؤلف الجديد للباحث عبد الله العلوي، بتقديم الأكاديمي والروائي حسن أوريد.ويضبط الكتاب أول حضور نسائي بحلْقة جامع الفنا بمراكش، وبداية اشتغال مغربياتٍ بالحلقة في بلاد البهجة، خلال ستينيات القرن الماضي.

ومن الحكي إلى الموسيقى، مرورا بالعرافة والتداوي والتمثيل والوعظ والألعاب والقمار وعرض الخوارق، يحصي المؤلف أدوار ساحة جامع الفنا، وأسماءها الرائدة، ومشاركات بعض الأجانب فيها.

ومن بين ما يذكره المؤلف حول حضور رقابة السلطة بالساحة، قوله: “إذا سُرِق أحد الزوار والتجأ إلى الأمن، فإن محفظته أو نقوده التي ضاعت منه عن طريق الخداع مثلا، تعاد بسرعة نتيجة الضبط المفروض في الساحة. وتغض السلطة بصرها عن الشكاوى التي لم تصلها (…) فلا أحد يتكلم عن الآخر ما دام الأمر يتعلق بمصلحة واحدة، بقاء الساحة مزدهرة معنويا وماليا”.

ويتتبع الكتاب تاريخ تأسيس الساحة، مرجحا أن يكون بداية عشرينيات القرن الماضي، ولو أن “هناك من يرى أنها أقدم بكثير؛ بدليل أن ساحة الكتبية، حيث تقع الصومعة ومسجدها الشهير المشيد في عصر المرابطين، شهدت وجود جماعة من الكَتبة والحكّائين والوُعّاظ الذين كان يتحلق الجمهور حولهم”.

كما يكتب عبد الله العلوي عن تحولات الساحة في المخيال المراكشي، منذ الاختلاف حول اعتبارها “مدرسة” أو “ساحة فساد عام، مجرد رديف لحي البغاء القديم” تجمع “مختلف الأصناف السيئة في المجتمع من لصوص، ونشالين، ودعار”؛ وهي صورة يختزنها التعبير المراكشي “ابن جامع الفنا”، الذي قد يعني “الذكاء والشطارة” أو “السلوك السيء”.

طبعا، تغيرت الصورة السلبية لـ”جامع لْفنا” مع مرور الزمن، وأنتجت الساحة أنواعا جديدة من “لحْلْقَاتْ”، ساهمت في “عدم اقتصارها على (…) أنواع محدودة من الفرجة”؛ بفضل من كان يعتبرهم بعض “الحلايقيّة”: “مجرد مدّعين “أفسدوا” فن الساحة وانتظامها”.

وكتب المؤلف عن حميد الزاهر، الذي بزغ نجمه من “جامع لفنا”، وعن صالات السينما المراكشية المفقودة وأفلامها. كما تحدث عن الصورة وشيوعها في المغرب، رابطا أهم مراحلها بنفي الاحتلال الفرنسي السلطان محمدا الخامس إلى مدغشقر؛ الحدث الذي صارت معه “بمثابة منشور وطني أو ثوري، إلى جانب الجرائد والمناشير”، و”أبدع رسامو الحركة الوطنية رسوما للسلطان محمد الخامس، مع حكايات مرتبطة بها (…) كان تأثيرها كبيرا على الجماهير التي لم تك على اطلاع بمجريات الأمور، وحتى التي كانت على اطلاع ارتبطت من خلال هذه الصور بالقضية الوطنية، وامتلأت بها غرف البيوت، وأزالت الطابع السلبي لصورة السلطان مولاي عبد العزيز، وهو طفل، راكبا دراجة”.

وفي تقديم “مراكش ألف حكاية وحكاية”، رأى المؤرخ حسن أوريد في هذا المؤلف “نفضا للغبار” عن “هذه التحفة الثقافية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس”، وأبرز تعدي أدوارها التسلية إلى كونها بوتقة تصهر الأقوام، في حركية دائبة، ومكانا يمكن من رصد حركية المجتمع، وتسرباته، ومخاضه الثقافي، والوقوف على خلجاته.

ومع هذا الكتاب، يتابع أوريد، “يملأ مولاي عبد الله فراغا، أو يسهم في ملئه، لأن الجهود ينبغي أن تتضافر لمسح الغبار، كما يزاح عن تحفة أثرية إلى أن تتبدى نصاعتها”.

قد يهمك أيضا

عدم احترام التدابير الاحترازية بساحة جامع الفنا يستنفر السلطات الأمنية

 

تفاصيل عودة “الحلايقية” إلى ساحة جامع الفنا تنبض بالحياة فى مراكش

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فيلم عن فلسطين “لا أرض أخرى” لمخرج لفلسطيني و…
الملك تشارلز يتعاون مع "أمازون برايم" لإنتاج فيلم وثائقي
غموض يحيط بمصير الأكاديمية السورية رشا العلي بعد أنباء…
وزير الثقافة المغربي يُعلن عن تعميم خدمات جواز الشباب…
بايتاس يؤكد أن الحكومة المغربية أطلقت عدة مبادرات من…

اخر الاخبار

أمير قطر يبحث تطورات المنطقة مع الرئيس الإماراتي في…
ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشاراً جديداً للأمن القومي
قوات الدعم السريع تشنّ أول هجوم على بورتسودان
الملك سلمان بن عبد العزيز يتلقى دعوة الرئيس العراقي…

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يلتزم بقرار منعه من الظهور في مشاهد…
إياد نصار يكشف عن أعماله السينمائية خلال الفترة المقبلة
حسن الرداد يستعد لأحدث أعماله السينمائية فيلم "طه الغريب"
غادة عبد الرازق تهاجم مخرجين يتجاهلون مصلحة الممثل وتصفهم…

رياضة

هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي
نيمار يضع حجر الأساس لمشروع رياضي ضخم في البرازيل
محمد صلاح ضمن قائمة أفضل 7 لاعبين على مدار…

صحة وتغذية

إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…
علاج فقدان السمع في مراحله المبكرة قد يساهم في…
دراسة صادمة تؤكد أنّ دمى الأطفال أكثر تلوثا من…

الأخبار الأكثر قراءة

الشاعرة المغربية سناء الحافي تصدر ديوانها "ملك القلوب" إهداءً…
فيلم عن فلسطين “لا أرض أخرى” لمخرج لفلسطيني و…