أنقرة - المغرب اليوم
يمتدّ الساحل التركي المطل على البحر الأسود كمساحة طبيعية هادئة لا تزال بعيدة عن الصخب الذي يطغى على المدن السياحية الأخرى. فبينما تستقطب إسطنبول وشواطئ المتوسط وإيجة ملايين الزوار سنوياً، يحتفظ هذا الساحل الشمالي الأخضر بسحره الخاص، حيث تلتقي الجبال الشاهقة بالغابات الكثيفة والوديان العميقة، فيما تتوزع الشواطئ الرملية الهادئة على امتداد خط ساحلي طويل يفتح الباب أمام تجربة مختلفة تماماً لعشّاق الطبيعة والمغامرة. ومع تزايد الرحلات الجوية وتحسن البنية التحتية، بدأت هذه المنطقة تسجّل حضوراً متنامياً لدى الباحثين عن وجهة طبيعية تجمع بين الهدوء والأنشطة المتنوعة.
يكشف البحر الأسود عن عالم غني بالخيارات، بدءاً من الشواطئ الرملية الواسعة في سامسون وشاطئ إنكوم قرب بارتين اللذين يعدّان من أبرز الوجهات للاستجمام والسباحة، وصولاً إلى شواطئ سينوب المثالية لركوب الأمواج، والشاطئ الشهير ذا الرمال السوداء غرب طرابزون. وفي قلب المنطقة، تحتفظ مدينة طرابزون بتاريخ عريق يظهر في معالمها البيزنطية والعثمانية، من أبرزها جامع آيا صوفيا ومعالم منطقة أورطا محلة ومتحف أتاتورك الذي يعكس ملامح الأسلوب الأوروبي القديم.
وتبرز مدينة ريزة بطبيعتها الخضراء ومنحدراتها التي تشتهر بزراعة الشاي الأسود، حيث يمكن للزوار القيام بجولات للتعرّف إلى إنتاج الشاي وتجربته بأدواته التقليدية. كما تُعد هضبة آيدر ووادي فِرتِنا من أروع المواقع الجبلية في تركيا، بما يضمانه من شلالات ومنتجعات ينابيع ساخنة وأنشطة المغامرات مثل الانزلاق الهوائي والتجديف في المياه السريعة، إضافة إلى الجسور الحجرية والقلاع التاريخية التي تضفي على الرحلة طابعاً أصيلاً.
ومع حلول الشتاء، تتحوّل جبال بونتيك إلى ملاذ لعشّاق الثلج، حيث تتساقط الثلوج بين ديسمبر ومارس. ويُعد منتجع تشامباشي للتزلج من أبرز الوجهات لمحبي الرياضات الشتوية، بينما يوفر مركز أكداغ قرب سامسون تجربة هادئة وإطلالات خلابة في الأجواء الصافية.
ويُعد الصيف الأنسب لزيارة المنطقة لمن يرغبون في السباحة واستكشاف الجبال، بينما يمنح شهرا سبتمبر وأكتوبر فرصة استثنائية لمشاهدة أوراق الخريف في هضبة آيدر. وفي الشتاء، تنتعش رياضات التزلج وتزدحم المسارات الثلجية بمحبي المغامرة.
وتكتمل تجربة البحر الأسود بنكهات المطبخ المحلي الذي يعكس روح المنطقة. ففي طرابزون، يقدم مطعم "باليك جيم" أطباقاً بحرية شهيرة مثل شوربة السمك والأنشوجة المشوية وطاجن الروبيان بنكهات أصيلة، فيما يمنح مطعم "عثمانلي" زواره فرصة تذوق أطباق تركية تقليدية وأكلات المنطقة على ضفاف نهر وادي فرتِنا. أما مطعم "كاياديبي ساكلي باغتشه" الواقع فوق قرية ماجكا، فيوفر جلسات في الهواء الطلق وسط الطبيعة ووجبات مستوحاة من مطبخ البحر الأسود مثل أطباق الكرنب واللحم المشوي.
بهذا المزيج الفريد من الطبيعة الخضراء الهادئة والتنوع الجغرافي والثقافي، يستحق البحر الأسود أن يكون ضمن خطط السفر المقبلة لكل من يبحث عن وجهة تجمع بين المغامرة والاسترخاء بعيداً عن الزحام.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أفضل الوجهات السياحية المناسبة للتزلج