الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

نيويورك - سناء المر

انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاقية "أوسلو" الموقعة منذ 20 عامًا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأربعاء، وجرى تجميع وثيقة تضم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في تموز/ يوليو وتقاسمها المسؤولون الأميركيون والأوروبيون مع آخرين، وسط توقعت بأن تشكل هذه الانتهاكات أساسًا لخطاب عباس.

وتغطي وثيقة الانتهاكات قضايا متعلقة بحقوق المياه وجمع الضرائب ونقل الأموال إلى المستوطنات وهدم المنازل والاحتلال الإسرائيلي المستمر الذي يسيطر على نسبة 62% من الضفة الغريبة، وأوضحت الوثيقة أن الاحتلال فشل في الالتزام بالاتفاقيات لأنه انتهك الكثير من أحكامها.

وبيّن الدبلوماسيون الغربيون الذين التقوا الرئيس عباس، أن الأخير يشعر بالاستنزاف والعزلة، فضلا عن استيائه بسبب انتهاك اتفاقية "أوسلو". ودعا عباس في مقال له في إحدى الصحف الدولية، إلى بذل جهود دولية متعددة الأطراف لدفع عملية السلام قدما خارج إشراف الولايات المتحدة.

وجاء في مقال الرئيس عباس "في حين تتشدق الحكومة الإسرائيلية بحل الدولتين فإنها تستخدم السياسات التي تهدف إلى تدمير ما تبقى من فلسطين".

وتأخر خطاب الأمم المتحدة بشكل كبير حيث ألمح عباس إلى أنه يريد إعلان تصريحات مفاجئة في الجمعية العمومية، ما دفع بعض المسؤولين الفلسطينيين إلى التكهن بأن الرئيس عباس ربما يعلن التنصل من اتفاقية "أوسلو" كليا أو جزئيا، إلا أن بعض المحللين توقعوا أن يقدم عباس خطابا آخر محذرا من قطع العلاقات مع "إسرائيل" في المستقبل.

ويُنظر إلى خطاب عباس باعتباره استعارة مؤلمة عن مشاكله السياسية في الداخل في ظل عملية السلام المحتضرة وعدم الرضا المتزايد بين الفلسطينيين بشأن خطط عباس في العقد الأخير لتأمين قيام دولة فلسطين، ويفترض أن اتفاقية أوسلو كانت نقطة الانطلاق نحو إقامة دولة فلسطين حيث أقامت الاتفاقية الحكم الذاتي الفلسطيني في منتصف التسعينات، لكنها ظلت ترتيبا مؤقتا على الرغم من الحروب والانتفاضات والأزمات السياسية، كما استولت حركة "حماس" على قطاع غزة في عام 2007 إلا أن الرئيس عباس لا يزال يدير نسبة 38% من الضفة الغربية بينما ضمت "إسرائيل" بقية قطاع غزة والقدس الشرقية تحت سيطرتها الوحيدة.

وذكر مسؤول فلسطيني في تصريحات إعلامية "يشعر عباس بأنه لعب دور الرجل الجيد وفعل ما طلبه منه المجتمع الدولي في كل منعطف وفي المقابل لم يحصل على شئ، إنه يشعر بالخيانة وذهب عباس إلى اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، السبت لمعرفة ما إذا كان هناك أي عرض، وإذا تعذر ذلك سيكون الخطاب أكثر تعقيدًا".

وبيّن مستشار الرئيس عباس، أحمد مجدلاني، في تصريحات إعلامية أنّ الوزير الأميركي عرض على عباس قليلا من الأمل بشأن إعادة انخراط واشنطن في جهود السلام".

وشهدت الأشهر الأخيرة الكثير من المزاعم المتزايدة بأن عباس البالغ من العمر 80 عامًا فقد حماسه للمواصلة كرئيس للبلاد بسبب انهيار مكانته نتيجة عدم إحرازه أي تقدم في محادثات السلام واستمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية، ما أدى إلى نشوب أزمة متنامية في السياسة الفلسطينية مع عدم وجود خليفة واضح لعباس وانهيار الثقة في القيادة السياسة الممثلة في حركة "فتح" التي يتزعمها عباس.

وأشار استطلاع حديث للرأي إلى أن غالبية الفلسطينيين يؤيدون استقالة الرئيس عباس وحل حكومته مع اعتقاد الغالبية بعدم جدوى أو واقعية حل الدولتين، ولفت الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية الأسبوع المنصرم، إلى أن غالبية الفلسطينيين يريدون من عباس أن يتنحى، ويؤيد 57% من الفلسطينيين العودة إلى انتفاضة مسلحة في ظل غياب مفاوضات السلام بعد أن كانت النسبة 49% قبل ثلاثة أشهر، وبيّن منظمو الاستطلاع أن هذه النسب كانت مماثلة للأرقام قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.

وبيّن الباحث خليل الشقاقي "أنه لا شك في أن الوضع الفلسطيني اليوم هو أرض خصبة جدا لثورة كبيرة"، ويأتي هذا التقييم القاتم وسط مؤشرات تفيد صعوبة تحقيق أي تقدم في عملية السلام.

وأوضحت مصادر مطلعة أن الاتصالات بين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين في القاهرة وعمان في الأشهر الأخيرة لا تكشف عن إحراز أي تقدم على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه مستعد لإجراء اتصالات ثنائية مع عباس إلا أنه لا يوجد أي حماس لدى حكومته اليمينية للمفاوضات، كما قوبل الطلب الفلسطيني لإجراء محادثات حول الحدود بالرفض أيضًا وفقا لما ذكره مسؤولون فلسطينيون.

ويسعى الرئيس عباس إلى تدويل المسعى الفلسطيني للدولة تدريجيا في المؤسسات العالمية ورغم إحرازه بعض النجاحات الرمزية إلا أن مجهوداته لم تحرز أي جديد أمام الأمم المتحدة، وعلى الصعيد المحلي يبدو عباس مقيدا بين خطر التعاون الأمني مع إسرائيل التي تستهدف حماس في الضفة الغربية وإبطال اتفاقية أوسلو.

وتعتبر السلطة الفلسطينية صاحبة العمل في الضفة الغربية بدعم كبير من المساعدات الخارجية والتى استفادت منها الطبقة السياسية المحيطة بعباس، وأبرز وزير التعليم الفلسطيني السابق، علي الجرباوي، أنّ "عباس لن يحل الحكومة الفلسطينية لأن هناك مصلحة داخلية في الحفاظ عليها فضلا عن الامتيازات والضغط الدولي والأموال الدولية".

وتشهد التحركات السياسية لعباس في الأشهر الأخيرة حالة من عدم اليقين، حيث تشير تحركاته إلى زيادة إمكانية استقالته كرئيس لمنظمة التحرير وبقائه كرئيس للسلطة الفلسطينية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الملك سلمان يؤكد أن ما أنجزته المملكة خلال أقل…
عراقجي يحذر إسرائيل من التخريب ويستخدم صورة الشبح المرعب…
عراقجي يشير إلى جدية الأميركيين في التفاوض ويؤكد إمكانية…
ولي العهد السعودي ورئيس وزراء الهند يعقدان جلسة مباحثات…
زعيم المعارضة الإسرائيلية يحذّر من أغتيالات سياسيه وكارثة قريبة

اخر الاخبار

الولايات المتحدة تغلق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتدمج…
ماكرون يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في أول زيارة…
مقتل عضو في حركة حماس في غارة إسرائيلية على…
تعاون مغربي موريتاني لتعزيز اللامركزية والتنمية المحلية

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…
علاج فقدان السمع في مراحله المبكرة قد يساهم في…

الأخبار الأكثر قراءة

الرئيس السوري أحمد الشرع يؤكد على التمسك بتشكيل حكومة…
محمود عباس يُشدد على رفض أي خطط تستهدف الفلسطينيين
بوتين يُؤكد أن القوات المسلحة الروسية تتقدم على الأرض…
واشنطن تشيد بدور محمد بن سلمان في تسهيل محادثات…
البابا فرنسيس يظهر من نافذة المستشفى لأول مرة منذ…