الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس

بوغوتا - عادل جابر

فاز الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس بجائزة نوبل للسلام، بسبب عقده اتفاقًا يهدف إلى إنهاء 52 عامًا من الصراع مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك"، وذلك بعد خمسة أيام فقط من رفض الكولومبيين للاتفاق عن طريق الاستفتاء.

واختارت لجنة جائزة نوبل، سانتوس من بين 376 مرشحًا، من بينهم 228 فردًا و148 منظمة. ويمكن ترشيح الأسماء من قبّل رؤساء الدول وكبار المسؤولين في الحكومة والمشرعين وبعض القضاة وأساتذة الجامعات والفائزين السابقين بالجائزة. وتبلغ قيمة جائزة هذا العام 8 ملايين كرونا سويدي، أي حوالي 930 ألف دولار.

وتحيي هذه الجائزة آمال تنفيذ الاتفاقية التي تسعى لإنهاء الحرب بين القوات الكولومبية الحكومية وفارك، والتي تعدّ الحرب الأطول في تاريخ أميركا الجنوبية. وأهدى سانتوس الجائزة لزملائه الكولومبيين، لا سيما ضحايا الصراع الطويل، داعيًا المعارضين لاتفاق السلام للانضمام إليه من أجل وضع حد للأعمال العدائية. وأضاف سانتوس في أول ظهور علني له منذ إعلان فوزه بجائزة نوبل "أدعو الجميع للانضمام إلينا في هذا المسعى الوطني الكبير حتى نتمكن من الفوز بالجائزة الأهم وهي السلام في كولومبيا، ولكن لم يتضح بعد أذا كانت هذه الجائزة يمكنها أن تفعل الكثير من أجل تحويل الرأي العام أم لا، حيث أنه على ما يبدو أن الناخبين مازالوا ثابتين على موقفهم".

وأوضحت ماريانيلا سورايز، التي تعمل في إحدى متاجر الأحذية وصوتت ضد اتفاق السلام، قائلة "لقد تسرعوا في إعطاءه الجائزة فهذه ليست اللحظة المناسبة، ولم يتحقق السلام بعد، ونحن لا نعرف إذا كانت فارك ستقبل بعقوبة السجن بسبب جرائمها أم لا". وأشار خايرو رودريغيز، وهو سائق يبلغ من العمر 49 عامًا، إلى أنه صوت لصالح الاتفاق، ويأمل في نجاح الجائزة في إعادة التفاوض وتليين مواقف المتشددين مثل الرئيس الكولومبي السابق، ألفارو أوريبي الذي قاد حملة ضد الاتفاق، مؤكدًا أن الجميع في كولومبيا يريد السلام.

وكان الناخبون الكولومبيون صوتوا ضد اتفاق السلام بعد أيام فقط من دعوة الحكومة الكولومبية لزعماء العالم من أجل حضور حفل التوقيع الاحتفالي. وعلى الرغم من هذه الانتكاسة التي تعرضت لها الاتفاقية، قالت لجنة نوبل أن سانتوس بذل مجهودًا كبيرًا من أجل إنهاء حرب أهلية استمرت لأكثر من 50 عامًا في البلاد.

وأشادت رئيسة اللجنة، كاسي كولمان بسانتوس بسبب عزمه بدأ هذه العملية، معبرة عن أملها في أن تكون هذه الجائزة سببًا يساعد على التوصل لاتفاق في المستقبل. وأضافت كولمان "تأمل اللجنة في أن تكون جائزة نوبل للسلام حافزًا قويًا من أجل تحقيق النجاح في هذه المهمة، كما تأمل اللجنة نجاح الشعب الكولومبي في جني ثمار عملية الصلح في السنوات المقبلة". وأشار خوان كريستوبال، الذي يقوم بأبحاث في الرأي العام والحملات السياسية في جامعة خافيريانا في بوغوتا إلى أن الجائزة سترفع من معنويات مؤيدي الاتفاق والمفاوضين الحكوميين، قائلًا "أن الجائزة تعطي الشرعية لمواصلة هذه العملية التي أرهقت الحكومة، أنها تبعث برسالة إلى الحكومة من أجل مواصلة العمل".

ويعدّ سانتوس هو ثاني كولومبي يفوز بجائزة نوبل، حيث نجح قبله الروائي غابرييل غارسيا ماركيز في الفوز بجائزة نوبل في الأدب في عام 1982. وبعد انتشار أنباء فوز سانتوس بالجائزة، استغل الكثيرون هذا من أجل غاياتهم الخاصة. وقال اوريبي "أهنئ الرئيس سانتوس لفوزه بجائزة نوبل، وأتمنى أن يقوم الرئيس بتغيير اتفاق السلام الذي يضر بالديمقراطية". ولكن رأى آخرون أن هذه الجائزة بمثابة ضربة للمعارضين مثل السيد اوريبي، حيث قال عضو مجلس الشيوخ الكولومبي، ايفان سيبيدا "أن هذه الجائزة تدعو المعارضين بأن يتوقفوا عن ذلك وأن يشاركوا في المصالحة الوطنية".

وكشفت قائدة المجموعة التي تؤيد الاتفاق، سيلفيا بيروكال، قائلة "لقد أعطتنا هذه الجائزة دفعة قوية من أجل الاستمرار في العمل من أجل السلام". وكان اتفاق السلام، الذي يعدّ تتويجًا لأربعة أعوام من المفاوضات في هافانا، نص على تخلي المتمردين عن سلاحهم وإعادة دمج المقاتلين السابقين داخل الحياة المدنية.

وأودت الحرب الأهلية الكولومبية بحياة حوالي 220 ألف شخص، إضافة إلى تشريد أكثر من خمسة ملايين شخص. وكان سانتوس اعترض على الدعوات التي طالبت بتنفيذ عقوبة السجن لأعضاء فارك، حيث قال إن هذا الأمر سيدفعهم للابتعاد عن طاولة المفاوضات والعودة إلى الحرب.

وظهرت أولى بوادر الاعتراض على الاتفاقية في ربيع هذا العام، وذلك عندما قام أوريبي بالخروج في مسيرات ضدها، إضافة إلى قوله بأن الرئيس "خائن" وعلى استعداد لتبرير جرائم فارك لمجرد عقد الاتفاق. وكان من المتوقع أن يصوت الكولومبيون لصالح الاتفاق بفارق كبير، ولكن في النهاية أظهرت النتائج تصويت 50.2% ضد الاتفاق.

وهذه النتيجة اجبرت سانتوس هذا الأسبوع على البحث عن طرق أخرى من شأنها إنقاذ الاتفاق، ومن بينها عقد لقاء مع أوريبي وغيره من المعارضين. وقال الخبراء أن الجانبين يقوموا ببعض التغييرات في الاتفاق، بما في ذلك عقوبة السجن لبعض قادة فارك. وحذّر سانتوس من أن وقف إطلاق النار مع المتمردين سينتهي في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ولذلك يجب تنفيذ الاتفاق قبل هذا التاريخ من أجل تجنب دخول البلاد في صراع جديد.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رئيس الشاباك يتحمل مسؤولية إخفاق الشاباك في منع هجوم…
الملك سلمان يؤكد أن ما أنجزته المملكة خلال أقل…
عراقجي يحذر إسرائيل من التخريب ويستخدم صورة الشبح المرعب…
عراقجي يشير إلى جدية الأميركيين في التفاوض ويؤكد إمكانية…
ولي العهد السعودي ورئيس وزراء الهند يعقدان جلسة مباحثات…

اخر الاخبار

بعد انتهاء المحادثات بين ترامب وولي العهد السعودي واشنطن…
ولي العهد السعودي وترامب يبدآن المحادثات الرسمية في الرياض…
ترامب يصل إلى السعودية في زيارة تاريخية لتعزيز العلاقات…
بوروندي تُجدد دعمها الراسخ لمغربية الصحراء وسيادة المملكة على…

فن وموسيقى

نانسي عجرم أول فنانة عربية في جاكرتا وجدول حفلات…
كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…

أخبار النجوم

حنان مطاوع تعرب عن سعادتها بتكريم مهرجان المسرح العالمي
هيفاء وهبي تشارك مصطفى شعبان لأول مرة في فيلم…
حسن الرداد يكشف حقيقة اعتذار فنانين عن "طه الغريب"
سلاف فواخرجي بأقوى ردّ على من يُكذّب تصريحاتها وتعتذر…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…

صحة وتغذية

تقنية روسية جديدة لعلاج السرطان دون ألم أو جراحة
تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…

الأخبار الأكثر قراءة

إنتقادات المعارضة تجبر ناتنياهو على التراجع عن تعيين رئيس…
ترامب يبحث مع السيسي تطورات اليمن وغزة في اتصال…
نتنياهو يتراجع عن تعيين إيلي شارفيت رئيسًا لجهاز الشاباك
الرئيس السوري أحمد الشرع يؤكد على التمسك بتشكيل حكومة…
محمود عباس يُشدد على رفض أي خطط تستهدف الفلسطينيين