طهران - مهدي موسوي
قُتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، فجر الجمعة، في أعقاب الغارات الإسرائيلية غير المسبوقة على العاصمة طهران ومواقع عسكرية ونووية حساسة، ليكون بذلك أرفع قائد عسكري إيراني يتم اغتياله منذ مقتل قاسم سليماني عام 2020.
من قائد ميداني إلى قمة هرم الحرس الثوري:
ولد سلامي عام 1960 في أصفهان، والتحق مبكرًا بالحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية، حيث قاد وحدات قتالية بارزة. تدرّج في المناصب القيادية حتى تولى قيادة القوات الجوية للحرس الثوري عام 2006، ثم نائب القائد العام، قبل أن يعيّنه المرشد الأعلى علي خامنئي قائدًا عامًا للحرس الثوري في أبريل 2019.
خلال مسيرته، عُرف سلامي بخطابه المتشدد وتصريحاته العدائية، خصوصًا تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل. وكان له دور كبير في تطوير القدرات الصاروخية والفضائية للحرس الثوري، وإطلاق صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول لإسرائيل والقواعد الأميركية.
تميز سلامي بخطابه الناري، إذ أعلن أكثر من مرة أن "أيدي الحرس الثوري على الزناد" وأن "صواريخ إيران جاهزة لمحو إسرائيل من الخريطة". كما لعب دورًا في تمويل ودعم حركات مسلحة ضمن ما يسمى بـ"محور المقاومة"، كحزب الله والحوثيين.
في السنوات الأخيرة، اعتبر أن المعركة لم تعد دفاعية، بل هجومية في عمق العدو، وتفاخر بأن فيلق القدس "أنهى هيمنة أميركا في شرق المتوسط".
مرحلة ما بعد سليماني:
بعد مقتل قاسم سليماني، قاد سلامي حملة الرد الإيراني، لكن ولايته شهدت تحديات كبيرة، منها:
إسقاط الطائرة الأوكرانية عام 2020.
العقوبات المشددة على الحرس الثوري.
تصاعد نفوذ خصومه داخل المؤسسة الأمنية.
والآن، مقتله في ضربة إسرائيلية هي الأعنف منذ عقود.
مقتله.. ضربة موجعة لطهران:
يمثل اغتيال سلامي نكسة كبيرة للمؤسسة العسكرية الإيرانية، إذ تزامن مع مقتل:
محمد باقري (رئيس الأركان).
غلام علي رشيد (قائد مقر خاتم الأنبياء).
ستة علماء نوويين.
ووصفت القيادة الإيرانية الهجوم بـ"الجريمة الكبرى"، متوعدة بـ"رد لا قيد له"، بينما قال الرئيس الإيراني إن "إسرائيل ستندم بشدة".
اغتيال سلامي هو رسالة إسرائيلية مباشرة للقيادة العليا في طهران.
خسارة القيادات المتقدمة تمثل فراغاً في القرار العسكري الإيراني.
الرد الإيراني سيكون حتميًا، لكن مداه وتوقيته سيعتمدان على حسابات داخلية وخارجية دقيقة.
من غير المستبعد أن تُنقل المواجهة إلى ساحات الوكلاء الإقليميين: لبنان، اليمن، العراق، أو حتى مضيق هرمز.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الحرس الثوري الإيراني يصدر بيانا بخصوص مقتل سلامي والرد على الهجوم الإسرائيلي