الرئيسية » الإعلام وروّاده
الاتفاق النووي

طهران ـ مهدي موسوي

لاقى الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الست العظمى، قبولًا شعبيًا لدى الإيرانيين، وخصوصًا عقب اختيار طريق المفاوضات عوضًا عن العقوبات المفروضة على طهران.

وأكد أول مراسل بريطاني يزور طهران ديفيد بلير، أن الاتفاق الجديد يشجع الأجيال الجديدة على الحلم بمستقبل أكثر إشراقًا لإيران التي أصبحت أكثر حرصًا على إنهاء عزلتها الدولية.

وأعرب الإيرانيون عن أملهم في أن يشكل الاتفاق النووي مع أميركا نقطة تحول لبلادهم، الأمر الذي يمثل لشباب طهران المتعلمين خطوة كبيرة لتخفيف العزلة السياسية، والهروب من عبء العقوبات الاقتصادية، مما يشكل فرصة لتجديد الحياة نفسها.

وأفاد مستشار الأعمال نسيم، البالغ من العمر (32 عامًا): " كنت سعيدًا جدًا بسماع خبر التوصل إلى الاتفاق النووي، لأنني أعتقد أن الحياة ستكون أفضل في إيران، كما سيكون جيد بالنسبة لجميع الشباب."

وعلى مدى العقد الماضي، عانى ملايين الإيرانيين من الطبقة المتوسطة من ركود الاقتصاد القومي، الذي ازداد سوءًا بسبب تطبيق أنظمة العقوبات الخانقة على الإطلاق.

ويمثل احتمال اقتراب هذه الفترة الكئيبة من نهايتها الكثير بالنسبة للإيرانيين أكثر مما قد يتفهمه الغربيون، ويناقش المعلقون في أميركا أو بريطانيا الاتفاق النووي من خلال معانٍ إستراتيجية جافة، على عكس الواقع الذي يعيشه الإيرانيون الذين يتحدثون عن فترتين قبل وبعد توقيع الاتفاق في فيينا في 14 تموز / يوليو.

ويعاني نسيم على سبيل المثال من أن رزقه على المحك، بعد أن استغنى رئيسه في العمل عن 10% من القوى العاملة في الشركة في العام الماضي وحده، وهو الشيء المشترك الذي يحدث مع العديد من الشركات الأخرى.

وأكدت شقيقته الكبرى ناغمية، التي تعمل لحساب شركة أقالت نصف موظفيها منذ عام 2012، أن معظم أصدقائها من بين الصفوف المتزايدة من المتعلمين العاطلين عن العمل.

وأوضحت ناغمية البالغة من العمر (36 عامًا): "نعلم أننا من المحظوظين الذين يملكون وظائف، فمعظم أصدقائنا لا يعملون، وليس من اختيارهم، ويشعر 90% من معارفنا بالسعادة بشأن الاتفاق النووي، حيث يتوقع الجميع أن الأمور ستتغير، وأن الوظائف الجديدة ستأتي في المستقبل".

ويدرك أي زائر بسرعة كيف أثرت العقوبات والركود الاقتصادي سلبًا على المتعلمين والشباب الإيراني الطموح، حيث ترك عدد لا يعد ولا يحصى من خريجي الجامعة دراستهم في الجامعة، لتحمل المهمة الشاقة للعثور على وظيفة في الاقتصاد الإيراني الذي بذلت أقوى دول العالم قصارى جهدها لعرقلته، وساعد عبء إيران نفسها من الفساد الداخلي وسوء الإدارة على تعزيز المسعى المدمر لفرض العقوبات.

وتعتبر الخيارات التي تتوفر أمام الخريجين للعثور على وظيفة في الاقتصاد الرسمي واضحة، فإما العودة إلى الجامعة والحصول على شهادة الدراسات العليا لمدة عامين آخرين، في حالة تمكن الأسر من تقديم الدعم لهم، ويهاجرون بالآلاف، أو يعملون كسائقي سيارات الأجرة العائلية، وهي عبارة عن سيارات عائلية تستخدم لكسب مبالغ ضئيلة، وتنقل الناس في الشوارع المزدحمة إلى طهران، بينما يمتهن الآخرون وظائف بسيطة ومؤقتة في المحلات التجارية.

ولا يستمتع الخريجون بأية مزايا للضمان الاجتماعي أو يحصلون على فرص تدريب من الدولة، ويسكن أكثر من 14 مليون شخص في المدينة شققًا ضيقة، مليئة في كثير من الأحيان بالعديد من الأجيال من العائلة نفسها.

ويعاني الناس من أسعار الإيجارات المرتفعة، حتى أصحاب الوظائف يجدون صعوبة في تأمين أماكن سكن، ويعيش الآباء والأمهات والأطفال والأجداد والأقارب معًا في نهاية المطاف.

ويمكن أن تتلخص الكآبة في المدينة على جداريات برج طهران، والتي غالبا ما تعرض الشعارات المفضلة للنظام، ومن ضمن هذه الجداريات التي تغطي مبنى بأكمله على الطريق السريع المكون من ست حارات، جدراية تعارض العلم الأميركي، حيث تتحول النجوم فيه إلى صفوف من الجماجم والخطوط الحمراء إلى قنابل المتساقطة، وتحمل شعار "فلتسقط الولايات المتحدة الأميركية".

وتقدم الحدائق العامة أمثلة سريالية للفن العام، ومن ضمنها نموذج لسيارة بلاستيكية قديمة باللون الوردي والأبيض، وأخرى تحمل منحوتة لرياضة القفز بالزانة، أما المنحوتة الأخيرة فهي لرجل مسن بلحية بيضاء يركب على رأس بقرة سوداء.

وتكتظ الطرق المستقيمة الطويلة بالحركة في كل مكان ، بما في ذلك الحافلات التي تفصل بين الجنسين، حيث تجلس المرأة في الخلف، والرجال في المقاعد الأمامية.

وتمتلئ حافلات النقل، لدرجة أنه من المستحيل تحديد عدد الركاب الذاهبين إلى العمل، وعدد العاطلين عن العمل وعدد الطلاب، أو عدد سائقي سيارات الأجرة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الثقافة المغربي يكشف إستراتيجية لمواجهة الأخبار الزائفة وحماية…
الأعلى للإعلام يوجه لفت نظر لفريق 'معكم منى الشاذلي'…
الغارديان تشهد على تجويع متعمد لأطفال غزة وتتساءل لماذا…
مجلس النواب المغربي يًصادق على مشروع القانون المتعلق بإعادة…
مها الصغير تكسر صمتها بعد أزمة سرقة اللوحات وتشارك…

اخر الاخبار

الحكومة العراقية تتهم كتائب حزب الله بتجاوز القانون
إيران تؤكد أن مفاوضاتنا مع واشنطن جزء من نضالنا…
اجتماع قطري-أميركي في إسبانيا لبحث خطة شاملة لإنهاء حرب…
الأمين العام للأمم المتحدة يعيّن منسقة جديدة مقيمة للأمم…

فن وموسيقى

نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…
محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…

أخبار النجوم

الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية
محمد فؤاد يكشف سبب رفضه تقديم أغنيات ألبومه الجديد…
كارمن سليمان تؤكد أن خلافة أنغام شرف كبير لها
بدرية طلبة ترد بإجراء قانوني حاسم بعد اتهامها بتجارة…

رياضة

قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025 وتشيلسي وبرشلونة في…
محمد صلاح يتلقى عرضاً خيالياً جديدًا من الدوري السعودي
اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس
محمد صلاح يحافظ على مكانه ضمن قائمة الأعلى أجراً…

صحة وتغذية

بشرى لمن يريد خسارة الوزن بعد تصنيع دواء يفقد…
اكتشاف دور فيروس الورم الحليمي البشري بيتا في تحفيز…
منظمة الصحة العالمية تعلن أن غزة تسجل أعلى معدل…
قضاء 15 دقيقة يوميًا في الطبيعة قد يكون الحل…

الأخبار الأكثر قراءة

نجاة طاقم قناة العربية من استهداف إسرائيلي في غزة
محمد المهدي بنسعيد يكشف أن المغرب يتعرض لهجمات إعلامية…
مفاجاة من مؤسس تيليغرام لدي 100 طفل وساوزع ثروتي…
مسؤول سوري سابق يكشف مقتل الصحفي الأميركي أوستن تايس…
خدعة إعلامية محكمة إسرائيل أربكت طهران برسائل مضللة قبل…