الرئيسية » أخبار النساء
اليزيديات يقاومن جبروت "داعش"

دمشق ـ نور خوام

نساء شابات من اليزيديات يسلحن أنفسهن، بعد اختفاء عائلاتهن وتعرضهن للتعذيب والقتل على أيدي ميليشيات تنظيم "داعش"، وانضم إليهن المصور ألفريد ياجوبزادي، الذي قصة طويلة ومأساوية لإحدى النساء اليزيديات التي تم اختطافهن من "داعش" العام الماضي، وتم نقلهن بعد ذلك من العراق إلى سورية، حيث تعرضت هناك للاغتصاب على نحو وحشي ومتكرر.

ويعتبر "داعش" أنّ جميع طائفة اليزيديين؛ من الكفار، وفي آب/أغسطس من عام 2014؛ داهمت جماعة "داعش" القرى الواقعة داخل منطقة سنجار في العراق، ما جعل قاطني هذه القرى يهربون إلى الجبال، وعملت "داعش" في اجتياحها للقرى على تجريفها وخطف الآلاف من النساء كسبايا للجنس مع ذبح أي شخص يقف في طريقهم محولين المنطقة إلى منطقة حرب متطرفة.

وسافر ياجوبزادي إلى سنجار من أجل تصوير آثار الدمار الذي خلفه التنظيم في المنطقة، بعد اجتيازها، وذلك على مدار رحلات عدة، منذ أواخر عام 2014 وحتى منتصف عام 2015، وكانت آخر تقاريره حول النساء اليزيديات، كما كشف عن الأدوار التي تلعبها النساء في مواجهة من أجل البقاء ضد "داعش".
 
وتمكن المصور من التقاط بعض الصور للنساء اللواتي تعرضن للاختطاف والتعذيب والاغتصاب على أيدي التنظيم، وطرحها ضمن موضوع "جميع ما تتخيله في شأن النساء وسط عديمي الرأفة"، وأثرت تلك الأفعال الوحشية على هؤلاء النساء، حيث أنكرن تعرضهن إلى الاغتصاب، بسبب ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه والخجل من الحديث عن الجنس.

ويعد الجزء الأصعب في ذلك العمل، بحسب ما يقول ياجوبزادي؛ إقناعهن بالتصوير، في الوقت الذي استخدم فيه تقنيات الإخفاء للصور من أجل حمايتهن، وكانت واحدة من هذه الصور لفتاة تبلغ من العمر 15 عامًا اسمها جولان التي أغلقت عيناها، وعملت على تغطية وجهها بواسطة يديها، وتعرضت عائلتها للقتل العام الماضي، بينما قضت شهران في قبضة "داعش" ولم تتذوق الشعور بالراحة؛ إلا عندما تعرضت للضرب.

وعمل ياجوبزادي الذي نشأ في طهران على توثيق الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية حول العالم، وبدأ في التقاط الصور منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، عندما كان لا يزال يدرس في مدرسة الفنون، بينما بدأ ممارسة العمل في مجال التصوير مع وكالة "أسوشيتدبرس"، في عام 1980؛ ولكنه اتهم "بالتواطؤ مع الأعداء"، بعدما تعامل مع وسائل الإعلام الأجنبية، ومن ثم غادر إلى باريس التي استقر فيها منذ ذلك الحين.

وأبرز، كان الهدف الرئيس الذي ركز عليه عندما زار سنجار؛ على القوات العسكرية المحلية التي تديرها النساء اللواتي وصفهن بأنه لا يوجد مثيل لهن؛ لأنهن لا يحاربن "داعش" فحسب؛ وإنما يواجهن أميركا أيضًا، وعلى الرغم من كونه أول لواء يضم مقاتلين من النساء اليزيديات؛ إلا أنّ هناك جناح عسكري آخر "YPJ" أو (وحدة حماية النساء الأكراد)، كما يوجد أيضًا "YPG" أو ( وحدة حماية الشعب) وكلا منهما جناح للإتلاف الكردي في شمالي سورية، ويضمان آلاف من المقاتلين المتطوعين من الرجال والنساء.

وزاد، هناك مجموعة فرعية في سنجار لكل منهما، تلعب دورًا حاسما في إنقاذ اليزيديين المحاصرين من "داعش" على جبل سنجار، منذ عام 2014، جنبًا إلى جنب مع حزب "العمال الكردستاني PKK" (منظمة كردية مسلحة تعتمد على الماركسية الثورية) وأيضًا البيشمركة (المقاتلين الاكراد في العراق).

واسترسل، يخوض الرجال والنساء المعركة نفسها هناك، وخسروا كل شيء؛ ولكنهم مصممين على تنفيذ دور يفيد مجتمعهم، فالنساء دائمًا، على استعداد وجاهزية مرتدين الزي العسكري، ويخلدن إلى النوم فيه، مشيرًا إلى أنّ هؤلاء النساء لن يتخلين عن ذلك الزي؛ إلا عندما يحققن ما يسعين إليه؛ "الاستقلال"، وبالنسبة إلى "داعش" فإنه يعد "حرام" إذا ما قتل أحد أفراده على يدي إمرأة، حيث لن يدخل الجنة.

واستكمل، من خلال الصور الواردة من داخل معسكرات التدريب لهؤلاء النساء؛ أظهرت كما كبيرًا من الإصرار والعزيمة على تحقيق الأهداف، فالقرار بأيديهن، ولم تعد في أيدي عائلاتهن أو أشقائهن، كما تقدم وحدة حماية الشعب ثلاثة أشهر من التدريب.

واستأنف، يتمسك لواء المقاتلين من النساء اليزيديات بموقف دفاعي، حيث إن منطقة سنجار مقسمة بين اليزيديين الذين يحتفظون في حوالي 20 % بينما تسيطر "داعش" على باقي المنطقة، وبالتالي فإن أي محاولة في الوقت الحالي من جانب النساء اليزيديات للسيطرة على أجزاء ثانية، ستكلفهن الكثير من العتاد والمقاتلين.

واستطرد، فيما يكتفي كل من "داعش" واليزيديين بعمليات الكر والفر عبر إطلاق النيران في الخطوط الأمامية، بينما تغلق أوروبا أعينها عن ما يحدث لأن لديهم اهتمامات ثانية، مثل الاقتصاد الذي ينصب اهتمامهم عليه بصفة أساسية، كما أنّ التغطية الإعلامية للأزمة تضاءلت؛ نظرا لأن الأخبار يتم تداولها سريعًا، وبمجرد أن تهدأ الأزمة المتفاقمة تتلاشي الرؤية سريعًا.
 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المجلس الأعلى للسلطة القضائية يكشف تفاصيل قضايا الطلاق في…
كورينا ماتشادو تؤكد التزامها بعلاقات قوية مع إسرائيل
ميغان ماركل تشارك لحظة رومانسية مع الأمير هاري في…
ميلانيا ترمب تتواصل مع بوتين لإعادة أطفال أوكرانيين اختطفتهم…
الأميرة للا حسناء تشارك كضيفة شرف في المؤتمر العالمي…

اخر الاخبار

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
إيران تؤكد عدم إمكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة…
ناصر بوريطة يكشف ملامح الدبلوماسية المغربية في الفضاء السيبراني
واشنطن تقلل من أهمية دور إسرائيل في جهود وقف…

فن وموسيقى

ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…
أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…

أخبار النجوم

أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل…
نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
أنغام تستعد لإحياء حفل ضخم عند الأهرامات وتعد جمهورها…
أروى جودة تتحدث عن الأدوار التي تتمنى تقديمها

رياضة

ميسي يقود إنتر ميامي لاكتساح ناشفيل والتأهل إلى نصف…
محمد صلاح على أعتاب معادلة رقم واين روني وتسجيل…
رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

صحة وتغذية

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
إنطلاق المرحلة الأولى لتنزيل المجموعات الصحية الترابية بجهة طنجة…
إنخفاض مستويات فيتامين D في الدم قد يرتبط بارتفاع…
دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

الأخبار الأكثر قراءة

الأميرة للا مريم تتكفل بإيمان ضحية الاعتداء اللاإنساني والتشويه…
وزارة التضامن ترصد 237 مليون سنتيم لتنظيم الحفل الختامي…