الرئيسية » تحقيقات

القاهرة ـ محمد الشناوي

يتطلب الوصول الى مخيمات المتظاهرين المنتشرة في شمال شرق العاصمة القاهرة، التنقل بحذر عبر مداخل من أكياس الرمل الكثيفة والجدران الطوبية المؤقتة . وبمجرد أن تصل الى المكان المقصود ، يخضع الزوار الى تفتيش دقيق يبدأ بالتأكد من الهوية الشخصية ثم يتم تمريرهم بواسطة رجال يرتدون سترات برتقالية ، وخوز متينة وشوم، وأمامهم لافتات وضعت على مخيمات كبيرة كتب عليها" أطفال ضد الإنقلاب". وبعد ذلك وبالتمدد في المساحة التي اقيم فيها الإعتصام ، يوجد عشرات الألاف من الناس بنوا ما يمكن أن يرقى الى مجتمع والذي كان مجرد إشارة مرورية ،هناك خيم مضاءة بالكهرباء ، تلفزيونات وإنترنت وبعض منها من طابقين ، ويوجد مستشفى ومطابخ جماعية، وحمامات وأماكن للإستحمام. هذا الوضع يشير الى مأزق سياسي خطير بين حكومة فرضها الجيش وبين "الإخوان المسلمين" وحلفاء إسلاميين يدعمون الرئيس المخلوع محمد مرسي، وتتهمهم الحكومة الجديدة بإقتناء السلاح وتقول "أنهم يجب أن يغادروا الساحة، أو سيتم فض إعتصامهم بالقوة". ولكن يبدو أن فض هذا الإعتصام سيكون صعبا بسبب الحشود التي تراكمت ، والبنية التحتية التي بنوها ، فضلاً عن الحجة الدينية التي يدافع عنها المتظاهرون . فالجيش والشرطة قتلت العشرات من المؤيدين لمرسي، وجماعات حقوق الإنسان اصدرت تقارير عن إعتقال العشرات منهم وتعذيبهم . وبدلا من تخويف المتظاهرين للعودة الى منازلهم ، فان حملات قمعهم عززت من إقتناعهم بالبقاء. وقال محمد عرفة الطبيب البيطري ذو الشعر الأبيض والذي إتخذ جزءاً من الرصيف مسكناً له مع قليل من الأصدقاء منذ شهر مضى:" كل شخص يأتي الي هنا يعلم أنه قد لا يعود". وينام الأن محمد عرفة هو وأصدقاؤة على بطانية ناعمة مثبتة بمسامير في إطارات خشبية . والكهرباء مدت الى المكان من مبنى مجاور لتشغيل المراوح وبطاريات الهواتف والثلاجات وشاشة تليفزيونية كبيرة ، هم يعدون الشاي والقهوة على موقد غاز. وقال محمد عرفة " نحن هنا لنبقى". الإعتصام الرئيسي والأصغر أمام جامعة القاهرة يعكس المهارة التنظيمية للإخوان المسلمين وقدرة المصريين ليفعلوا ما في وسعهم. فالحواجز التي أغلقت الطريق الى الإعتصام الأساسي في جميع أنحاء مسجد "رابعة العدوية" بنيت من أرصفة الطريق التي تم تكسيرها ورسم لوحات لشهداء 27 يوليو عندما قامت قوات الأمن بقتل ما لا يقل عن 72 مؤيد لمحمد مرسي. وفي الداخل، حيث شعرت أنني في "وودستوك" إسلامية ، وبينما يحتفل السكان بمرور أربعة أيام على إنتهاء شهر رمضان ،الرجال،النساء و الأطفال إحتشدوا في الشوارع ، يبيعون الأعلام ،وأقنعة لمحمد مرسي والذي أعتقل من قبل القوات المسلحة منذ أن تم الإطاحة به في 3 يوليو/تموز الماضي . وإنضموا الى مسيرات عفوية وهم يهتفون "يسقط حكم العسكر" أو " واحد ، إثنين ، مرسي فين؟". ودوت الأناشيد الدينية من مكبرات الصوت المعلقة على أعمدة الإنارة، ومن الخيام الكثيرة تضامنا مع الرئيس محمد مرسي وضد لقائد القوات المسلحة عبد الفتاح السيسى. عدد لا يحصي من الخيام على جانبي الطريق ومحيط الإشارة للطرق الرئيسية وصولا الى الشوارع المجاورة والحدائق ، وغالبا ما تترك الممرات الضيقة فقط للمشاة ، وبعض الخيام ليست أكثر من اوراق متدلية من شجرة ،ولكن أخرى مصنوعة من إطارات قوية من الخشب والمعدن. وخطوط طويلة تفصل بين الذكور والإناث ، وهناك بالخارج مطابخ مشتركة تقدم الطعام مجاناً من الأرز والعدس وعصير الطماطم . وزين الإعتصام بلافتات كتب عليها "مهندسون من أجل مرسي" ،"نساء من أجل مرسي" ، "صيادلة ضد الإنقلاب". ولافته مميزة جدا تصور الرئيس الاميركي أوباما كفرعون مصري قديم يمسك بكلبين بوجهي الفريق السيسي ومحمد البرادعى نائب الرئيس الجديد والذي كتب عليها: " الحصول على اللعبة مرة أخرى بواسطة طغيان الديمقراطية". ويضحك المارة على صورة اخرى لعشرات طيور البط بالقرب من احديى الخيم كتب عليها "البط ضد الإنقلاب ". وقال صاحبها أحمد عبد الرحمن 49 عاما "أن البط خرج من البيضة ولا يمكن أن يعود اليها مرة أخرى، و كما حصلنا على حريتنا لن نتركها مرة أخرى".  وقال أن الرجال يأتون لملئ أباريق المياة للشرب والطبخ والغسيل والوضوء. وكل فريق علية أن يترك المنطقة نظيفة، وينظف الممرات مرتين في اليوم وجمع القمامة. ويتطور الإعتصام طبيعيا وليس هناك سلطة عليا فيه، ويختلف عدد المعتصمين في اليوم ، ففي أوقات النهار يصل الى 10.000 حيث يكون الناس في أعمالهم، وفي الليل يزيد العدد وأيضا أثناء الأحداث الكبيرة. وعلى بعد كيلو مترات قليلة ،خارجا أمام جامعة القاهرة هناك إعتصام أخر للإخوان، وعلى الرغم من صغره فان كل المداخل الى ميدان النهضة محصنة بجدران متعددة من الطوب والإطارات والمتاريس المعدنية وأكياس الرمال، وهناك كاميرات مراقبة مثبتة على أعمدة الإنارة، وأكوام ضخمة من الحجارة بحجم "البيسيبول" وأحجام أصغر منتشرة في جميع النواحي على إستعداد لإلقائها. وإستخدم المتظاهرون الأسلحة النارية في التصادمات السابقة بينهم وبين المتظاهرين ضد مرسي.وبالرغم من ذلك ليس واضحا هل تملك الإعتصامات الحالية أسلحة وما هي عددها. الا ان هذه المخيمات انشأت بنيتها التحتية لتتعامل مع الحشود مع مستشفيات ميدانية مجهزة تجهيزا جيدا ،حمامات مشتركة، وصنابير للوضوء، وفي الأيام الأخيرة صنعت المرأة الكعك الطازج. وفي الفناء الواسع للمخيم يجلس محمود رجب وهو حلاق يقص الشعر ويهذب اللحى ، ويقدم ماسك للوجة،وتدليك للظهر بمدلك كهربائي ، وكل هذا مجانا ولكنة يقبل التبرعات. السيد رجب29 عاما الذي طلق زوجتة منذ عامين ،قال إن الإعتصام مكان جيد للبحث عن إمراة ملتزمة. وبينما ينتظر عروسة جديدة فهو ينام بجانب كرسي الحلاقة ويعود الى منزلة كل 5 أيام للإستحمام. ومثلة كمثل الأخرين قال أنه سيدافع عن المخيم إذا هاجمتة الشرطة. وقال " إذا قتلت سأقتل عددا منهم معي " وأضاف أن كل ما سيحارب به هو الحجارة.و"إذا كان هناك أي شئ أخر ساستخدمة."

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جيش الاحتلال يفتح تحقيقًا في تزايد حالات انتحار الجنود…
كيف تتحول الاعترافات بفلسطين إلى عنصر مؤثر في طريق…
أزمة ثقة نووية بين إيران والغرب وسط اختبار لحدود…
عراقجي يروي تفاصيل محاولة اغتياله خلال حرب إيران وإسرائيل
خامنئي يصف خسارة العلماء والقادة بالضربة المؤلمة لإيران

اخر الاخبار

سموتريتش يعطي الضوء الأخضر لبناء 3400 وحدة استيطانية
ولي العهد السعودي يناقش مع جورجيا ميلوني تطورات الوضع…
اعتقال رئيس أكبر حزب معارض في إقليم كردستان العراق
عون يؤكد للاريجاني رفض لبنان التدخلات الخارجية وطهران تشدّد…

فن وموسيقى

لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…

أخبار النجوم

شيرين تتخذ خطوة قانونية ضد روتانا وتحتجز أموال الشركة
نقابة المهن التمثيلية تُحيل بدرية طلبة للتحقيق
سعد لمجرد يعود إلى المهرجانات المغربية بعد غياب 10…
عمرو سعد يخوض أولى تجاربه على المنصات بمسلسل جديد

رياضة

لبنان يكتسح اليابان ويتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا…
انتقادات تطال محمد صلاح بعد خسارة ليفربول وغياب أرنولد…
3 منتخبات عربية تودع كأس آسيا في جدة مع…
المغربي أشرف حكيمي ينفي تهمة الإغتصاب ويؤكد ثقته الكاملة…

صحة وتغذية

تقرير طبي يؤكد أن النوم الزائد قد يسبب آلام…
الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف سرطان الحنجرة عبر تحليل…
"إيلي ليلي" تكشف عن نتائج مثيرة لدواء جديد لإنقاص…
أزمة الأدوية في موريتانيا تدفع المرضى للبحث عن العلاج…

الأخبار الأكثر قراءة

مشروع قرار جمهوري ديمقراطي لتسليم إسرائيل قاذفات «بي 2»…
البنتاغون يُعلن أن إدارة بايدن كانت ترسل الأسلحة لأوكرانيا…
حكومة نتنياهو تريد ضم غانتس تحسباً لانسحاب بن غفير…
الانتهاكات جنوب سوريا تتغذى على الخلافات العشائرية والطائفية
مكانان فقط في العالم آمنان من الدمار إذا اندلعت…