الرئيسية » تحقيقات

دمشق - جورج الشامي

أعلن المجلس الإفتاء السوري الأعلى عبر شاشة التلفزيون الرسمي السوري أن "الجهاد ضد كل من وقف واستهدف سورية" هو فرض عين، ليس على السوريين فحسب، وإنما على كل الدول العربية والإسلامية، رغم ان النظام السوري قدّم نفسه كعلماني مدني، واستخدم بشكل متواصل عبارة "دمشق آخر معاقل العلمانية في المنطقة"، واتهم دول العالم أجمع بدعم الجهاديين ضد فكره المتمدن، لإسقاط معقله العلماني. وأكد مجلس الإفتاء الأعلى في الجمهورية العربية السورية في بيان بهذا الشان أن الدفاع عن سورية الموحدة وعن الشعب السوري فرض عين على جميع أبناء الشعب السوري، كما هو فرض عين على جميع الدول العربية والإسلامية، محذرًا من أن الوقوف في وجه الجيش العربي السوري، والقوات المسلحة يُعد خيانة، ومساهمة في إضعاف قوته التي أعدت ولا تزال للمعركة الفاصلة ضد الصهاينة ومن يقف وراءهم . وقال البيان "إن مجلس الإفتاء الأعلى في الجمهورية العربية السورية يهيب بشعبنا العربي السوري القيام بالواجب الشرعي أولاً، وإن الدفاع عن سورية الموحدة وعن الشعب السوري فرض عين على جميع أبناء شعبنا، كما هو فرض عين على جميع الدول العربية والإسلامية، ونناشد شعبنا في سورية للوقوف صفًا واحدًا مع جيشنا العربي السوري، وقواتنا المسلحة، وندعو أبناءنا للقيام بفريضة الالتحاق بالجيش العربي السوري، للدفاع عن وطننا، الذي باركته السماء، ودعا له إمام الانبياء". وأضاف البيان قائلاً "نداء محبة لأبنائنا في الجيش العربي السوري، وأنتم تخوضون المعارك في الدفاع عن شعبنا وأمتنا بمراقبة الله عز وجل في جهادكم، ودفاعكم عن سورية رفعًا لكلمة الله والحق في وطننا الغالي، حماية الأرض والوطن والعرض والمال فالجندية مسؤولية إيمانية ووطنية، فحافظوا فيها على دماء الأبرياء، وقداسة الأرض والعرض، وليكن وقوفكم مع شعبنا السوري وقفة حماية ورعاية لثروتنا الإنسانية والاقتصادية والثقافية والتاريخية، أيدكم الله بنصره، ووفقكم لما فيه خير البلاد ووحدة أرضنا وأمان شعبنا". وأكد المفتي العام للجمهورية السورية أحمد بدر الدين حسون قائلاً "إن سورية مهددة من جانب أكثر بلدان العالم تكنولوجيا، وبعض أبناء العمومة والقرابة، حسدًا وحقدًا وكراهية لأنها النموذج الباقي للأمة الحضارية، التي تجعل من التنوع ثراء، ومن التعدد قوة وليس ضعفًا وصدامًا"، موضحًا أن "سورية ذاهبة إلى النصر لتكون نموذجًا للعالم العربي والإسلامي، وتكون نموذجًا بين أبنائها في الحب والتنوع والخير". وأكد حسون أن الجيش العربي السوري هو "جيش أمة، ومكلف بحماية الوطن، ويدافع عن الأمتين العربية والإسلامية بأكملهما، وليس جيشًا يتبع لشخص أو حزب أو طائفة، كما تدَّعي وتروج له القنوات المغرضة، الشريكة في سفك الدم السوري". ودعا حسون "كل الأمهات والآباء في الوطن إلى حث أبنائهم على الانضمام إلى صفوف الجيش العربي السوري، بغية حماية سورية والدفاع عنها، في وجه المؤامرة الكونية، التي تستهدفها أرضًا وشعبًا ومؤسسات". وتبدو هذه الفتوى هي الأولى من نوعها، بوجوب قتل السوريين المشاركين في الثورة في بلادهم، رغم إنها لم تفاجئ الشعب السوري الثائر.  وفي ردود الفعل الشعبية على هذه الفتوى، أكّد عدد كبير من السوريين استغرابهم من هذه الدعوة، ووصفوها بالوصولية والانتهازية، ونقل عدد من مقاتلي المعارضة لـ"العرب اليوم" ما تردد في صفوفهم حيث قالوا "إن هذه الفتوى هدفها الأساسي تعزيز قوات النظام، التي بدأت بالتراجع على مستوى العدد، بعد قتل أكثر من 40 ألفًا من عناصر الأسد، وانشقاق ثلاثة أضعاف هذا العدد". وقال آخرون أن "هذا دليل واضح على الوضع المزري والسيء، الذي وصل إليه الجيش السوري النظامي، على مستوى الكم والنوع، والأهم على مستوى المعنويات، التي باتت متراجعة جدًا، بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش الحر في مختلف المحافظات". من جانبهم، قال السوريون المدنيون الذي تابعوا هذه الفتوى لـ "مصر اليوم" أن هذه الفتوى تكشف النظام السوري على حقيقته، وتبين مدى التناقض في خطابه السياسي، فمرة يقول أنه يقاتل "الجهاديين"، ومرة أخرى يدعو إلى "الجهاد" بنفسه، ويرى هؤلاء أن هذا دليل على "إفلاس المؤسسة العسكرية النظامية، ووصلوها للنهاية"، ويعتقد البعض أن هذه "بداية النهاية للنظام السوري، الذي قَتَلَ منذ بداية الثورة في آذار/مارس 2011 أكثر من 80 ألف سوريًا، واعتقل وشرد الملايين، وهدّم البنى التحيتية، والاقتصاد". يذكر أن المفتي حسون كان قد هدد أوروبا منذ فترة وجيزة بإرسال "استشهاديين" إذا وقفوا مع الثورة، وهاجم فقهاء الخليج وكل مؤيدي الثورة، التي كان حسون في بدايتها أول المبعوثين إلى درعا، للتأثير على أهلها، ولكن مهمته باءت بالفشل، وبدا موقفه منذ ذلك الوقت مؤيدًا شرسًا لكل ما يريده نظام الأسد، حتى قُتِلَ ولده "22 عامًا" في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2011، واتهم النظام المعارضين بقتله، إلا أن المعارضين أصدروا بيانات وتصريحات عدة ينفون فيها مسؤوليتهم عن الفعل، واتهموا المفتي حينها بأنه قدم ابنه فداءًا لبشار الأسد.  

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ترمب يهدّد بوقف تمويل نيويورك إذا فاز زهران ممداني…
إثيوبيا تتمسك بمنفذ على البحر الأحمر وتؤكد أن ميناء…
طهران ترى أن احتمال تعرضها لهجوم أميركي جديد ما…
تحذيرات أمميه من جيل ضائع في غزة وسبعين مليار…
استطلاع إسرائيلي يكشف تشككاً واسعاً في صمود وقف النار…

اخر الاخبار

بوريطة يكشف عن إجراءات تأديبية ضد 62 موظفًا بالخارجية…
ماكرون يدعو سوريا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش…
يسرائيل كاتس يوجه الجيش الإسرائيلي بتدمير كافة الأنفاق في…
عراقجي يؤكد أن إيران خاضت تجربة التفاوض مع أميركا…

فن وموسيقى

أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…
آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…

أخبار النجوم

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
الحكم على محمد رمضان بالسجن عامين ورد فعله يشعل…
هالة صدقي تعبرعن سعادتها بتكريمها في مهرجان VS للأفلام…
ياسمين صبري تدعو لاستعادة الثقة بعد إفتتاح المتحف المصري…

رياضة

رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
إصابة أشرف حكيمي تبعده عن الملاعب وتثير القلق حول…

صحة وتغذية

بعض الأدوية الشائعة المستخدمة يومياً تؤثر سلبا على فعالية…
الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

الأخبار الأكثر قراءة

ديربي مدريد يتحول إلى صدمة لجندي إسرائيلي
FBI يعثر على وثائق سرية في مكتب مستشار ترمب…
تحقيق أممي يكشف نوايا إسرائيل في غزة والضفة
تقرير يكشف الموساد نشر 100 عميل في إيران قبل…
بريطانيا تقترب من الاعتراف بدولة فلسطينية مع تصعيد ضد…