الرئيسية » تحقيقات

واشنطن ـ يوسف مكي

يحتشد اللاجئون السوريون  في وادي البقاع اللبناني في ظل أجواء قاسية من الرياح الباردة أسفل جبل الشيخ، أو جبل حرمون، حيث لا يجدون مأوى من البرد الشديد الذي يتعرضون له عبر النوافذ المكسورة في إحدى المدارس الابتدائية المهجورة التي يسكنونها. ويقول عدد من كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية وبعض منظمات الإغاثة أن مئات الآلاف من السوريين الذين شردتهم الحرب الأهلية، والكثيرون منهم خرجوا من سورية خلال فصل الصيف، وهم لا يحملون معهم أي ملابس شتوية، قد باتوا الآن فريسة لبرد الشتاء، في مأوى غير ملائم. كما تقول مصادر في الأمم المتحدة أن درجات الحرارة تقترب الآن من الصفر خلال فترات الليل في التلال المحيطة بوادي البقاع، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية التي يعيشها ملايين المشردين السوريين، وفي وقت يحتاح فيه أكثر من مليون لاجئ سوري لإعانات الإغاثة الدولية، التي لا تستطيع أن تصل إليهم. وقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرًا عن الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها المشردون السوريون جراء الحرب الدائرة في بلادهم، قالت فيه أن عجز جماعات الإغاثة الدولية في التعامل مع الأزمة التي تفاقمت على مدى الأشهر الماضية يرجع في جانب منه إلى عدم القدرة على الوصول إلى مناطق الحرب. وتضيف الصحيفة أن هناك ما يزيد عن 400 ألف لاجئ سوري فروا من سورية، وهناك أيضًا ما يقرب من 1.2 مليون اضطروا إلى هجر منازلهم، ولايزالوا مشردين داخل سورية، كما تقول تقارير وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وهناك أيضًا ما يقرب من 2.5 مليون سوري يحتاج إلى مساعدات إنسانية، وأن هذا العدد يتزايد. وتقول الأمم المتحد أن لم تستطع الوصول سوى لمليون منهم فقط. ولا تقف الصعوبات عند هذا الحد، فهناك أيضًا نقص الموارد، وتسعى الأمم المتحدة إلى توفير مبلغ 487 مليون دولار للاجئين في المنطقة، لم تجمع منهم بعد سوى 35 %. ويقول المنسق الإقليمي لمكتب مفوضية الأمم المتحدة العليا لللاجئين بانوس مومتازيس "إن دعم القوى المانحة الدولية للأزمة لم يعد يسير بنفس السرعة التي تتفاقم بها الأزمة". وتقول الصحيفة أن الدول المجاورة التي توافق تدفق اللاجئين تعمل وفقًا لخططها، فالأردن تسعى للحصول على 700 مليون دولار، وتركيا أنفقت 400 مليون من أموالها على المخيمات، و تسعى الآن لمزيد من المساعدات. أما في الداخل السوري، فالأحوال تزداد سوءًا، نظرًا للصعوبات التي تعوق عملية توزيع المساعدات، والتي تتمثل في الوصول إلى تلك الأماكن، وعدم توفر الأمن، ونقص المؤسسات التي يمكن أن تتعهد بالقيام بتلك المهمة. وتذكر الصحيفة أن معظم هؤلاء يأتي من دمشق، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة قتالاً عنيفًا، لدرجة أن عمال الإغاثة صدرت إليهم التعليمات بعدم مغادرة منازلهم. كما سقطت بعض المناطق في أيدي القوات "الجهادية"، التي تنظر إلى منظمات الإغاثة الغربية باعتبارها شبكات تجسس. وخلال تشرين الثاني/نوفمبر، نجحت لجنة الصليب الأحمر الدولية أخيرًا في التوصل إلى اتفاق لدخول المدينة القديمة حمص، التي تسيطر عليها مليشيا عسكرية أصولية. وقد سخر السكان من عمال الإغاثة لأنهم استغرقوا أكثر من أربعة أشهر حتي يصلوا إليهم، وقالوا غاضبين أنهم لا يريدون منهم طعامًا ولا أي شيء، بينما هناك على الأقل 20 منطقة يتعذر الوصول إليها بسبب القتال وبسبب خطورة السير في شبكة الطرق السورية. وفي إدلب، عاد السكان إلى أساليب الحياة البدائية من أجل البقاء، وبسبب انقطاع التيار الكهربائي، اضطر الناس أن يبنوا أفران تعمل بالحطب، كما أن ضوء النهار هناك هو من يتحكم في رتم الحياة، حيث ينام الناس بعد الغروب، ويستيقظون عند الفجر. هذا، ولم توافق الحكومة السورية سوى لثمانية منظمات إغاثة أجنبية للعمل داخلها، والتي كانت كلها تعمل في سورية قبل الانتفاضة في آذار/مارس 2011لمساعدة اللاجئيين العراقيين. ويذكر التقرير أن أكثر الدول المانحة حي الولايات المتحدة، بمبلغ8.5 مليون دولار، يليها البحرين بمبلغ 7.8 مليون دولار، أما دول الخليج فهي تساهم بالقليل عبر الأمم المتحدة. كما يقول أحد كبار الدبلوماسيين أن اللاجئيين سوف يتم إطعامهم، ولكن بالقليل من الطعام، وسوف يتم توفير الملبس، ولكن ليس بالقدر الذي يوفر الدفء في الشتاء. وفي وادي البقاع، يصل ما يقرب من 10 إلى 15عائلة يوميًا، وتصل نسبة النساء والأطفال فيهم 75%، و يحاول نائب عمدة بلدة إرسال شمال وادي البقاع إقناع أحد عمال الإغاثة بنقل منازل من تلك المنطقة الشديدة البرودة التي تأوي 27ألف مواطن لبناني، وعشرة آلاف لاجئ سوري، وفي ظل نقص في عدد البطاطين، وحيث لا يوجد بطانية لكل لاجئ، فقد تبرعت قطر بسخانات للتدفئة، ولكنها لا تكفي لنصف عائلات اللاجئين. كما تم حظر إقامة الخيام لللاجئين، حيث يسكن معظم اللاجئين في منازل خاصة في أكثر من 500 بلدة. وتقول الحكومة اللبنانية أن تحاول أن تتجنب تكرار ما حدث للفلسطينيين عام 1948، عندما أنشأت 12 مخيمًا تحولوا بمرور الوقت إلى مدن دائمة، يسكنها 250 ألف نسمة بلا دولة. كما تقول الصحيفة أن هناك سبب آخر، وهو أن حلفاء سورية في الحكومة اللبنانية لا يريدون رؤية مخيمات ترمز إلى العنف الذي تمارسه سورية مع شعبها. ومع تزايد أعداد اللاجئين، تتزايد المخاوف بشأن مدى تأثر الاستقرار الأمني والسياسي، وبدأ جيران سورية يتساءلون عن حدود المخيمات، لأنهم يخشون على استقرار أوضاعهم الداخلية، من فتح حدودهم أمام تدفق اللاجئين.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جيش الاحتلال يفتح تحقيقًا في تزايد حالات انتحار الجنود…
كيف تتحول الاعترافات بفلسطين إلى عنصر مؤثر في طريق…
أزمة ثقة نووية بين إيران والغرب وسط اختبار لحدود…
عراقجي يروي تفاصيل محاولة اغتياله خلال حرب إيران وإسرائيل
خامنئي يصف خسارة العلماء والقادة بالضربة المؤلمة لإيران

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تتعهد بإصلاح المقاولات العمومية ومواكبة مدونة الأسرة…
الملك محمد السادس يهنئ رئيس سنغافورة ويؤكد حرصه على…
أخنوش يدعو الوزارات لضبط النفقات وترشيد التسيير في مشروع…
الحكومة العراقية تتخذ إجراءات ضد قيادات في الحشد الشعبي…

فن وموسيقى

لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…

أخبار النجوم

أحلام تعلن مشاركتها في مهرجان قرطاج بدون مقابل وتوجه…
رانيا يوسف تشارك أول صورة من بروفات مسلسل لينك…
حسين الجسمي يستقبل ليلى زاهر وهشام جمال على المسرح…
تامر عاشور يقدم أغنية لآمال ماهر ويوجه رسالة مؤثرة…

رياضة

قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025 وتشيلسي وبرشلونة في…
محمد صلاح يتلقى عرضاً خيالياً جديدًا من الدوري السعودي
اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس
محمد صلاح يحافظ على مكانه ضمن قائمة الأعلى أجراً…

صحة وتغذية

أزمة الأدوية في موريتانيا تدفع المرضى للبحث عن العلاج…
بشرى لمن يريد خسارة الوزن بعد تصنيع دواء يفقد…
اكتشاف دور فيروس الورم الحليمي البشري بيتا في تحفيز…
منظمة الصحة العالمية تعلن أن غزة تسجل أعلى معدل…

الأخبار الأكثر قراءة

إسرائيل خططت لاغتيال جماعي لعلماء نوويين إيرانيين بعد 15…
امر تنفيذي مرتقب من ترمب الاثنين لتخفيف العقوبات المفروضة…
الإرهاب يخترق فئات شابة مثقفة عبر مدخل الهشاشة النفسية
خمسة اسباب تكشف لماذا فشلت اسرائيل في انهاء الحرب…
إيران تحقق في احتمال انطلاق مسيرات إسرائيلية من أذربيجان