الرئيسية » تحقيقات
الجيش اللبناني

بيروت - المغرب اليوم

التحقيق في ملف "نيترات البقاع" بعد تسليمه إلى الجيش اللبناني يثير أسئلة مشروعة، حول ما بعد انتهاء التحقيق وعمّا إذا كان الهدف هو اللفلفة أم الوصول إلى نتائج شفّافة، تُنهي الملف على بينة واضحة من دون تلفيقتحمل قضية «نيترات البقاع» وجهين: أمني - قضائي، وآخر تغلّفه أسئلة سياسية وأمنية مشروعة تطرحها أوساط سياسية. وفي هاتين النقطتين تتقاطع معلومات وتحليلات ومداولات مطروحة على الطاولة الأمنية، استناداً إلى الجو السياسي والأمني العام، بعدما تدرّجت القضية من المازوت إلى النيترات، لتنحصر في اسم واحد وجهة سياسية واحدة، رغم توقيف أكثر من شخص. وتخلص كذلك إلى أسئلة حول نقل الملف إلى عهدة الجيش وما إذا كانت الغاية منه اللفلفة أم الوصول إلى نتائج واضحة وشفّافة؟بحسب المعلومات الأمنية، فإن مديرية الاستخبارات في الجيش بدأت عملها في هذا الملف من الصفر، بعدما أصبح جميع الموقوفين الذين تربطهم علاقة تجارية مزمنة في عهدتها. أي أنها لم تأخذ بكل ما قيل وكُتب أمنياً وقضائياً حول هذه القضية، وبدأت تحقيقاتها على كل المستويات المطلوبة بهدوء، وقد قطعت شوطاً فيها، من دون أن تخلص بعد إلى نتائج يمكن البناء عليها، خصوصاً أن النقطة المحورية - نتائج المختبر حول نوعية النيترات ونسبة تركيز الآزوت فيها - تحتاج إلى 48 ساعة لصدورها، بدءاً من أمس، لأن الجيش لن يعتمد التقرير الاولي للشرطة القضائية الذي أنهى فحص العيّنات في ساعة واحدة، لمزيد من التدقيق واعتماد وسائل أكثر أماناً وصدقية في استخلاص النتائج المخبرية.
وعدا عن الجانب التقني البحت في التحقيق، ورغم أن الانظار موجّهة إلى نتائجه واحتمال ربطه بنيترات المرفأ، والتحقيق حول كيفية الحصول على النيترات وتخزينها وبيعها واستخدامها كسماد أو لتفجير الصخور أو لغايات أخرى، فإن للخلاصات تبعات سياسية أكثر منها أمنية، وأكبر من حصرها في تحقيقات حول التهريب أو التخزين.

ثمّة تحديات مطروحة أمام الجيش الذي أحال إليه مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الملف. وحتى الآن، تبرز معطيات وأسئلة سياسية أكثر منها أمنية، تتناول بداية الملف عندما كان محصوراً بقضية المازوت. وليس سراً أن ما جرى تداوله، حتى في الوسط الأمني، بأن القطبة المخفية في هذه القضية وتداعياتها لها صلة بالكباش السياسي بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية. إذ إن أسئلة طُرحت حول توقيت كشف الخزانات، ومن كشفها، وكيف تطوّر الملف تدريجاً، وصولاً إلى انفجار قضية النيترات وهوية من وشى بالشاحنة واحتمال ارتباطه بأجهزة أمنية. لكنّ القضية أخذت بعداً آخر يتعدّى استعراض دهم المستودعات وسحب المازوت والحملات الإعلامية التي ترافقت معها، لتأخذ مع قضية النيترات منحى سياسياً أكثر حساسية. فكلمة نيترات في الأساس مادة «إعلامية دسمة» بمجرد ذكرها، ربطاً بانفجار المرفأ.48 ساعة لفخص عيّنات النيترات لأن الجيش لن يعتمد تقرير الشرطة القضائية الذي أنهى فحص العيّنات في ساعة واحدة

وإذا كان انتظار الأطراف السياسيين نتائج التحقيق لربطه بهذا الانفجار مع ما يمكن أن يخلقه من حملات سياسية، فإن التحدي أمام الجيش يكمن في مكان آخر وسط أسئلة: لماذا لم يبق الملف في عهدة فرع المعلومات؟ ومن له مصلحة في رمي «قنبلة» النيترات عند الجيش، وسحبها من فرع المعلومات المشهود له كذلك بشفافيته وحسن إدارته للملفات الأمنية وتحقيقاته غير المشكوك فيها، ومن الصعب أن يكون متورطاً في تجاذب سياسي بين الحريري وجعجع، وأن يضحي بصدقيته لغايات سياسية. ولماذا يميز القضاة بين أجهزة أمنية فيفضلون جهازاً على آخر ولا يعاملونها سواسية بل بحسب الانتماءات؟التحدي الأول هو أن هذا التحقيق سيكون مرتبطاً باسم قيادة الجيش وليس مديرية المخابرات التي أوكل إليها التحقيق. والسبب يتعدّى التراتبية الإدارية، ليصبح متعلقاً بدور الجيش في مرحلة تُصوَّب إليه العيون محلياً ودولياً. فأي خطأ في هذا الملف يُفهم منها تسييسه، سيحمل تبعات على قيادة الجيش من القوى المحلية والخارجية، خصوصاً أن الطرف الأساسي المعني بالاتهامات التي طاولت عائلة الصقر أي القوات اللبنانية، لا يزال حريصاً على ترك الموضوع يُعالج في الأطر القانونية. كذلك فإن ما من طرف عاقل قد يحول هذه القضية مادة خلاف بين الجيش والقوات، أو اعتبار أن الجيش يهادن أي قوة سياسية لأي سبب، وأي خطأ في تسييس التحقيق سيكون مدعاة بلبلة سياسية، لن يكون الجيش طرفاً فيها.

وفق ذلك، يصرّ الجيش على أن يكون التحقيق بعيداً عن أي تجاذبات سياسية، وحصره بالموضوع التقني، علماً أن إحالة الملف إليه لها بعد قانوني بحت، لأنها من صلب مهامه وفق قانون الأسلحة الذي يحدد اعتبار نيترات الأمونيوم المحتوي على نسبة آزوت تتعدّى 33.5 في المئة من المواد المُعدّة لصنع المتفجّرات.وتبقى الخلاصة أن الجيش يأخذ القضية المحوّلة إليه بجدية، وحريص على إعلان نتائج التحقيق والمختبر بكل شفافية أمام الرأي العام. لكنّه في الوقت نفسه حريص على التذكير بضرورة إبعاد هذا الملف عن المزايدات، قبل جلاء الحقائق كاملة. فماذا لو انتهى الملف مثلاً إلى حقائق حول عمليات تجارية مزمنة كأسمدة أو متفجرات صخور، في حين أن الخلاف حولها بات فتيل تفجير سياسي. أما في حال انتهى إلى حقائق دامغة حول نوعيّتها وأسباب وجودها، فحينها يصبح للكلام معنى جديّ آخر من الناحية القضائية والأمنية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الجيش اللبناني يصدر بيانا بشأن انفجار عكار

لتجاوز أزمته الاقتصادية الجيش اللبناني يستخدم طائراته ليعرّف اللبنانيين على بلدهم

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تزايد ضحايا الهجرة غير النظامية في المتوسط مع تحول…
سياسة ترمب لترحيل المهاجرين إلى «بلدان ثالثة» تثير جدلاً…
بعد 77 عاماً بريطانيا تلوّح باعتراف مشروط بدولة فلسطين
جيش الاحتلال يفتح تحقيقًا في تزايد حالات انتحار الجنود…
كيف تتحول الاعترافات بفلسطين إلى عنصر مؤثر في طريق…

اخر الاخبار

البرهان يشكل رئاسة جديدة لهيئة الأركان برئاسة محمد عثمان…
إسرائيل تعلن مساعدات إنسانية عاجلة إلى جنوب السودان
إيران تؤكد استئناف المفاوضات مع وكالة الطاقة الذرية وتربط…
هجمات روسية جديدة على اوكرانيا وزيلينسكي يتوجه الى واشنطن

فن وموسيقى

تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…
تامر حسني يؤكد إستمرار علاقته الفنية مع بسمة بوسيل…
لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…

أخبار النجوم

وزارة الثقافة المصرية تتدخل في أزمة نجوى فؤاد وتعد…
الجمهور يرحّب بقوة بعودة المغربية بسمة بوسيل إلى عالم…
توم كروز يرفض تكريما من دونالد ترامب
رامي صبري يكشف رأيه بتجربته الأولى في The Voice…

رياضة

الأندية الإنجليزية على أعتاب رقم تاريخي في انتقالات اللاعبين
خسارة تاريخية لسانتوس بسداسية أمام فاسكو دا غاما ونيمار…
محمد صلاح يكشف أسرار مسيرته مع ليفربول ويتحدث عن…
أنهى نادي النصر السعودي اتفاقه مع بايرن ميونيخ الألماني…

صحة وتغذية

علماء يبتكرون علاجاً ثورياً للسرطان يجمع بين البكتيريا والفيروسات…
فحص دم مبكر يكشف سرطان المبيض بدقة ويمنح أملا…
6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها
مؤشرات مبكرة لمشاكل الإنجاب عند الرجال

الأخبار الأكثر قراءة

مؤسسة غزة الإنسانية تُقر بتسرب المساعدات إلى السوق السوداء…
سكان غزة يرفضون خطة ترمب للتهجير رغم الموت والدمار
11 عائلة أميركية رسمت معالم السياسة والاقتصاد في الولايات…
إسرائيل تعتزم استدعاء 54 ألف طالب من المعاهد الدينية…
كيف يستخدم ترمب «نظرية الرجل المجنون» في تغيير العالم