باريس - أ.ف.ب
جددت فرنسا الثلاثاء طلبها توضيحات من السلطات الاميركية بشان برنامج التجسس الكبير الذي مارسته وكالة الامن القومي الاميركية في فرنسا لكن بدون رغبة في "التصعيد".وطلب وزير الخارجية لوران فابيوس مجددا الثلاثاء من نظيره الاميركي جون كيري "ايضاحات" بشان "ممارسات التجسس غير المقبولة بين شركاء والتي يجب ان تتوقف"، وذلك خلال لقاء بينهما الثلاثاء في مقر الوزارة بباريس.وقالت الخارجية ان "ممارسات التجسس غير مقبولة بتاتا بين الشركاء ويجب ان تتوقف".وافادت صحيفة لوموند ان وكالة الامن القومي الاميركية "ان اس ايه" سجلت 70,3 مليون مكالمة هاتفية لفرنسيين فقط في الفترة بين العاشر من كانون الاول/ديمسبر 2012 والثامن من كانون الثاني/يناير 2013.ونشرت صحيفة لوموند التي كشفت الاثنين ضخامة التجسس الهاتفي الذي قامت به وكالة الامن القومي الاميركية في فرنسا، الثلاثاء تفاصيل اخرى حول التنصت على السفارات الفرنسية وخصوصا في بعثتها في الامم المتحدة بنيويورك.وذكرت خصوصا وثيقة من "ان اس ايه" بتاريخ اب/اغسطس 2010 تفيد ان المعلومات المستقاة من فرنسا وغيرها من البعثات الدبلوماسية لعبت دورا هاما في التوصل الى تبني مجلس الامن الدولي قرارا يشدد العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي.ونوهت المذكرة "بالنجاح الصامت الذي ساعد في صنع سياسة الولايات المتحدة الخارجية".وحاول جون كيري مساء الاثنين طمأنة فرنسا التي قال انها "حليفة قديمة" للولايات المتحدة.وقال ان "الولايات المتحدة تراجع حاليا طريقتها في جمع المعلومات وهدفنا محاولة التوصل الى توازن بين حماية الحياة الخاصة وامن مواطنينا".واضاف "سنجري مباحثات ثنائية مع شركائنا الفرنسيين ايضا لتسوية هذه المسائل" مشددا على ان "حماية امن مواطنينا في عالم اليوم امر معقد جدا وتحد كبير".وصعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين لهجته معبرا عن "استيائه العميق" من "الممارسات غير المقبولة بتاتا" من حليفته وذلك في مكالمة هاتفية مع نظيره الاميركي باراك اوباما.وحاول اوباما تهدئة فرنسا مؤكدا ان "بعض" ما كشفته وسائل الاعلام "حرف" نشاطات ان اس ايه في حين "تطرح مسائل اخرى قضايا مشروعة بالنسبة لاصدقائنا وحلفائنا حول الطريقة التي استعملت فيها امكانات (المراقبة)".وافادت لوموند استنادا الى ادوارد سنودن المستشار السابق لدى "ان اس ايه"، ان الوكالة سجلت 70,3 مليون مكالمة هاتفية لفرنسيين فقط في الفترة بين العاشر من كانون الاول/ديمسبر 2012 والثامن من كانون الثاني/يناير 2013.وطلبت باريس من السلطات الاميركية ان تضمن لها ان عمليات الرصد تلك قد "توقفت".وقالت الرئاسة الفرنسية ان اوباما وهولاند "اتفقا على العمل سويا للتاكد من الوقائع وبعض نشاطات التجسس التي كشفتها لوموند".ولكن بعد التعبير عن الاستياء لا تنوي فرنسا "التصعيد" حيال حليفتها القوية.وقالت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم "لا اظن ان التصعيد سيكون ضروريا" و"الاهم (...) هو العمل الجاري على الصعيد الاوروبي من اجل اعداد توجيهات حول حماية المعطيات الشخصية" وان يحصل الاتحاد "على ايضاحات مفيدة من الولايات المتحدة".