يكشف "المغرب  اليوم" تفاصيل قرار لجنة الكرة في النادي الأهلي المصري برئاسة محمود الخطيب، عرض عبدالله السعيد لاعب الفريق للبيع النهائي أو الإعارة، بعدما مدّد النادي عقده لمدة موسمين إضافيين، بعد مراحل كبيرة من التفاوض شهدت العديد من المشاهد المؤثرة.

بدأ النادي الأهلي في حل الأزمة بعد اعتراف عبدالله السعيد بتوقيعه على عقود انضمامه إلى الزمالك، وتقاضيه مبلغ 40 مليون جنيه "كاش"، الأمر الذي تسبب في أزمة كبيرة داخل النادي، وبدأت المحاولات باتفاق على حل الأزمة بأي شكل ومنع انتقاله إلى الزمالك.

ودخلت الأمور حيز التنفيذ في جلسة جمعت اللاعب مع حسام غالي قائد الفريق، في مكتب المدير التنفيذي محمد مرجان، ثم تمّ استدعاء الثنائي إلى ملعب مختار التتش في الجزيرة، للحصول على توقيعه بحضور رئيس النادي محمود الخطيب وتركي آل شيخ رئيس النادي الشرفي ورئيس الهية العامة للرياضة السعودية وحسام البدري المدير الفني وسيد عبدالحفيظ مدير الكرة.

وخلال الجلسة اعتذر السعيد عن توقيعه للزمالك "باكيا"، قائلا "أنا إنسان، وكان من الطبيعي أن أتأثر بهذا الكم من الضغوط التي تمثلت في وجود مبلغ بهذا الحجم أمامي، لمجرد أني أوقع على عقد، وأتمنى أن يقدر النادي حجم هذه الضغوط، خاصة أن العرض الذي قدمه النادي لا يقارن بما عرضه الزمالك".

وبعد الاطمئنان بالسيطرة على اللاعب وموافقته على التجديد، غادر الخطيب الغرفة، مطالبا سيد عبدالحفيظ بإنهاء كل الإجراءات التعاقدية وإنقاذ الأمور بعد التأكد من توقيعه، وبالفعل وقع على العقود، واصطحبه عبدالحفيظ إلى اتحاد الكرة، بعد إجراء الخطيب اتصالاته بالمسؤولين والتأكد من قانونية موقف اللاعب، بتمديد تعاقده لثبات الأحقية فيه، خاصة أن الزمالك لم يخطر الأهلي بتفاوضه مع اللاعب، ولم يخطر اتحاد الكرة بتوقيع السعيد، وذلك بناء على تأكيدات مصدر مسؤول في النادي.

ورفض الخطيب مغادرة النادي مؤكدا للحاضرين أن ما حدث في هذا الملف لا يرضيه، ولا يتوافق مع مبادئ الأهلي، وأنه يشعر بأن حل الأزمة بهذه الطريقة لا يرضي جماهير النادي، ولا بد من اتخاذ قرار رادع معه، منعا من حدوث انقسام في الفريق، وتواصل الخطيب مع أعضاء لجنة الكرة عبدالعزيز عبدالشافي "زيزو" وعلاء عبدالصادق، للتشاور في هذا الأمر.

وجاء القرار بإجماع الأعضاء للحفاظ على مبادئ النادي، خاصة أن النادي نجح في تجديد عقود ستة لاعبين من نجوم الفريق وكان بإمكانهم الرضوخ لأي ضغوط من أي نادٍ، أو التفكير في مصلحتهم الشخصية، إلا أن النادي نجح في وقت قصير في تمديد تعاقداتهم دون أي شروط، واحتراما للاعبين الذين وقعوا على بياض مثل شريف إكرامي ووليد سليمان.

وأكد مصدر مسؤول في النادي أن وضع بند الإعارة في القرار ليس للرغبة في الإبقاء على اللاعب مثلما يتصور البعض، لكنه إتاح خيارات كبيرة للنادي، إذ من الممكن أن تكون عروض الإعارة الموجودة في حوزة النادي تمثل استفادة مالية أكبر من عروض الإعارة، مشيرا إلى أن هناك بالفعل عروضا إماراتية وسعودية لاستعارته، بينما يوجد عرض تركي يرغب في التعاقد معه بشكل نهائي.

وأخطرت لجنة الكرة حسام البدري، بحرمان عبدالله السعيد من المباريات، وعدم ظهوره في أي مباراة رسمية أو ودية تخص الفريق، وأن الأمر مقتصرا على وجوده في تدريبات الفريق الأول فقط، لاستحالة تمثيل الفريق مرة أخرى، بعدما تنازل عنه بمحض إرادته.​