الرئيسية » قضايا ساخنة

القاهرة ـ وكالات

رغم تعاظم الأصوات المعارضة لحكم الإخوان المسلمين في مصر وبشكل كبير، إلا أن الناس بدأت تبتعد عن جبهة الإنقاذ الوطني أيضا، الكتلة القوية المواجه للإخوان. DW عربية استطلعت آراء الشارع حول أسباب هذه الظاهرةفي ظل تكتل التيار الإسلامي، انبثقت جبهة الإنقاذ الوطني الذي يضم أغلب الأحزاب والرموز السياسية المعارضة ككتلة تواجه التجمع الإسلامي. الجبهة ضمت شخصيات ذات شعبية كبيرة في الشارع المصري، أمثال الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي والدكتور عمرو حمزاوي، وغيرهم. تلك الجبهة حملت منذ تأسيسها آمالا كبيرة لكثير من الناس في أن تقف في وجه استئثار التيار الإسلامي بالحكم وتصنع توازناً في القوة في المشهد السياسي المصري. لكن بعد أشهر من ظهورها يشعر الكثيرون بخيبة أمل تجاه الجبهة وتتناقص شعبيتها في الشارع إلى حد كبير. هذا التناقص جاء، كما يراه البعض، بسبب ضعف أداء الجبهة المعارضة وسلبيتها وكذلك حالة الانقسام التي خلقها صراع كلتا الجبهتين في الشارع المصري."جبهة الإنقاذ تثير الشعب أكثر مما هو عليه"، بهذه الكلمات فسر رمضان عبد الفتاح  ما يشعر به من تناقص في شعبية جبهة الإنقاذ في الشارع المصري عن السابق. ويحدد عبد الفتاح تلك الإثارة في رفض الجبهة للحوار. ويقول في هذا السياق: "غياب الحوار بين الجبهة والسلطة الحاكمة يجعل الجانبين يخسران الشارع، والشعب هو المظلوم في الصراع بين الإخوان والجبهة". لكن ورغم ما يراه من انقسام بسبب هذا الصراع داخل المجتمع المصري، لا يتمنى عبد الفتاح زوال كلتيهما من المشهد السياسي، بل يرجو إيجاد لغة الحوار. ويفسر رؤيته قائلاً: "اختفاء كلا التيارين لا يفيد، حيث أن الاختلاف يجب أن يتواجد في كل الأحوال. لكن هذا الاختلاف يحتاج لحوار لتتقدم الدولة، لا إلى صراع يخسر فيه الجانبان شعبيتهما".وعلى العكس يتمنى طلعت عبد الرحمن اختفاء الجبهة والإخوان معاً محملاً إياهما مسؤولية الانقسام في الشارع المصري. ويعطي عبد الرحمن برهاناً على هذا الانقسام في مثل شخصي، فيقول: "لقد أوصلوا حالة الانقسام تلك إلى داخل البيوت، فتشاجرت مع زوجتي وتخاصمنا يومين بسبب تأييدها للإخوان وتأييدي أنا للجبهة إبان الاستفتاء على الدستور". ورغم ذلك عبر عبد الرحمن عن خيبة أمله في الجبهة وعدم اقتناعه بهم في هذه الأثناء. ويقول: "هم سببوا أزمة في البلد، مثلهم مثل الإخوان تماماً". ويرى عبد الرحمن أن كثرة الأحاديث من قيادات الجبهة دون فعل حقيقي على الأرض يؤثر على شعبيتهم. لكن عبد الرحمن التمس لهم عذراً في عدم وجود آليات لتنفيذ ما يسعون إليه. ويقول  عربية: "ليس في إمكانهم تنفيذ شيء، فهم ليس في أيديهم أي سلطة". وأنهى عبد الرحمن حديثه قائلاً: "البلاد ستُصلح أحوالها بزوال الكتلتين، الحاكمة والمعارضة" معا. ولم يختلف شريف عصران في رأيه عن عبد الرحمن فيما يتعلق باختفاء كلتا الجبهتين من الساحة. عصران الذي عرف نفسه كأحد كبار مؤيدي الدكتور عمرو حمزاوي، أحد اكبر معارضي الإخوان، يرى أن الجبهة التي تضم حمزاوي سلبية ولا تفعل سوى إلقاء البيانات، على حد تعبيره. ويشعر عبد الرحمن بتناقص شعبية جبهة الإنقاذ في الشارع المصري والذي أرجعه إلى سببين، أولهما ما ذكره مسبقاً حول سلبيتها، وثانيهما الدعاية المضادة التي تشنها جماعة الإخوان المسلمين ضدهم، حسب رأيه. وعبر عصران عن اعتقاده بضرورة أن تبحث الجبهة عن مصالحها السياسية بغض النظر عن أي شيء آخر. ويقول: "تلك القيادات تبحث عن مقاعد سياسية لكن الشباب هم المظلومون في الصراع بين الجبهة والإخوان". وأضاف: "معظم الشباب فقد الثقة في الجبهة وهو ما التفت إليه حمدين صباحي مؤخراً وبدأ ينزل إليهم بنفسه".وانتقد عصران عدم اتخاذ موقف قوي من قبل الجبهة تجاه مقتل الشباب محمد كريستي، الذي سقط بالرصاص أمام قصر الاتحادية في الاشتباكات الأخيرة بين متظاهرين ورجال الأمن، ومحمد الجندي الذي يتهم الناشطون الشرطة بتعذيبه حتى الموت، وغيرهم. وعن حديث البعض بأن الجبهة ليس لديها الآليات لأخذ موقف قوي كما تريد، يقول عصران: "إذن هي فاشلة". واستطرد: "لماذا أنشئت الجبهة إذا ليس لديها آليات لتنفيذ ما تقولوه؟".واتفقت عبير سالم مع عصران حول فشل جبهة الإنقاذ في تحقيق طموحات الشارع حتى هذه اللحظة. وتقول عبير  "الجبهة لازالت تكتفي بإلقاء البيانات والخطب، أما الشباب فقد اخذوا على عاتقهم المعارضة الحقيقية دون الكثير من الكلام". وترى عبير أن الجبهة لا ترتقي لطموحات الشباب الثائر مما أفقدها كثيراً من تعاطفهم وتأييدهم. وتفسر عبير: "تفاءل الشباب بتكوين الجبهة بحيث تستطيع بتكتلها مجابهة تكتل الأحزاب التابعة لتيار الإسلام السياسي، لكن للأسف الجبهة لم تكن على قدر المسؤولية التي حملها إياها الشباب ولم تتخذ مواقف قوية حقيقية". وترى عبير أن الجبهة تضع الشباب دائماً في الصفوف الأمامية للمواجهة في ظل عدم تواجد حقيقي في الشارع لقيادتها وأحزابها. واختتمت عبير حديثها  بمقولة متداولة على صفحات التواصل الاجتماعي بين الشباب مفادها: "لو الإخوان بطلوا نهضة والجبهة بطلت إنقاذ البلد، تكون الأمور على مايرام".مواقع التواصل الاجتماعي اكتظت بالفعل مؤخراً بهؤلاء الذين ضاقوا ذرعاً بالصراع بين الجبهة والإخوان، متمنين أن يرحل كلتاهما عن كاهل المصريين. فعلى موقع فيسبوك أنشئت صفحة بعنوان " مش عايزين جبهة إنقاذ ولا إخوان ولا سلفيين، أحنا شباب ٢٥". وأعلنت الصفحة أن هدفها هو أن يتحدث الشعب عن نفسه، "يعنى لا إخوان ولا سلفيين ولا حتى جبهة إنقاذ". موضحين لأعضاء الصفحة أن هدفهم في الصفحة "مصلحة البلد وليست مصلحة أحزاب".وعلى موقع تويتر كانت هناك تغريدات لبعض المشاهير من التيار المدني تنتقد جبهة الإنقاذ، لاقت تداولا كبيرا بين الناشطين. فقد غرد الملحن عزيز الشافعي قائلاً: " تسقط جبهة الإنقاذ ويسقط الرئيس وحكومته و دستوره ونائبه العام، كلكم ساقطون وفاشلون، وجعلتم من مصر بلدا يبحث شبابها عن فرصة للاستشهاد أو الهجرة". فيما كان رجل الأعمال، نجيب ساويرس، مختصراً في تغريدته إلى حد كبير قائلاً فيها: " محتاجين جبهة إنقاذ من جبهة الإنقاذ". وعبر الناشط السياسي، خالد عبد الحميد في تغريدة له عن رفضه للإخوان وللجبهة معاً قائلاً: " قلنا الإخوان يستحقوا جبهة الإنقاذ ومصر الثورة تستحق حاجة غير الاثنين". وفي نفس السياق اعتبرت الكاتبة الصحفية والشاعرة، فاطمة ناعوت، في تغريدة لها أن الشعب ليس بحاجة لجبهة الإنقاذ قائلة: " الرهان الآن على الشارع المصري الذي أثبت أنه قادر على صنع قراراته ومكافحة "الفاشية الإخوانية" وتخبطات مرسي السياسية. الشارع هو جبهة الإنقاذ".  

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة طالبان تعتقل نساءً بالجملة بتهمة "مخالفة الزي…
أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقل جنديا بتهمة التخابر مع إيران
موسكو تعول على انقسام أوروبي بشأن خطة ترمب لتزويد…
اكسيوس امريكا وحلفاؤها يمهلون ايران حتى نهاية اغسطس لاتفاق…
الاتحاد الأوروبي يقترب من توقيع حزمة جديدة من العقوبات…

اخر الاخبار

عون يؤكد للاريجاني رفض لبنان التدخلات الخارجية وطهران تشدّد…
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تخطر الأمم المتحدة باستعدادها لإعادة فرض…
وزير خارجية التركي ودمشق يؤكدان التعاون لمواجهة التحديات وأزمة…
علي لاريجاني يعلن وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني…

فن وموسيقى

لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…

أخبار النجوم

شائعات تتهم وفاء عامر بالاتجار في الأعضاء البشرية وفيديو…
محمود سعد يطمئن الجمهور على أنغام بعد جراحة دقيقة…
جدل حول محمد رمضان بعد اتهامه بدفع مبالغ مالية…
جورجينا رودريغيز تثير الجدل بخاتم زواج يوحي بموافقتها على…

رياضة

لبنان يكتسح اليابان ويتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا…
انتقادات تطال محمد صلاح بعد خسارة ليفربول وغياب أرنولد…
3 منتخبات عربية تودع كأس آسيا في جدة مع…
المغربي أشرف حكيمي ينفي تهمة الإغتصاب ويؤكد ثقته الكاملة…

صحة وتغذية

الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف سرطان الحنجرة عبر تحليل…
"إيلي ليلي" تكشف عن نتائج مثيرة لدواء جديد لإنقاص…
أزمة الأدوية في موريتانيا تدفع المرضى للبحث عن العلاج…
بشرى لمن يريد خسارة الوزن بعد تصنيع دواء يفقد…

الأخبار الأكثر قراءة

الغموض يكتنف موعد تسليم «الكردستاني» أسلحته
نتنياهو يتوعد حماس لا مكان لحماسستان والنهاية قد بدأت
ترمب يلوّح بعودة ماسك إلى جنوب أفريقيا
انقسامات في المعارضة الاسرائيلية تمنح نتنياهو فرصة لتعزيز سلطته
مطار بيروت نقطة ساخنة لتهريب الاموال رغم التشديد الامني