الرئيسية » مقابلات
الدكتورة سعاد غيث

عمان : ايمان يوسف

أكدت الأستاذ المشارك في الإرشاد النفسي والتربوي الدكتورة سعاد غيث أن خدمة  الارشاد الأسري للأسر والمقبلين على الزواج والمراهقين في المجتمعات العربية آخذة بالانتشار خصوصا في ظل اهتمام الحكومات بخدمة الأسر ورفاهها وسعادتها وتوافقها حيث  أصبح الإيمان بأن صحة وسعادة الفرد في أسرته هو أساس سعادته وعطائه وإنتاجه خارج الأسرة، في المدرسة والجامعة والعمل والمجتمع ككل، ومن هنا فإن الاهتمام بخدمات الإرشاد الأسري تنعكس على استقرار وسعادة المجتمع.

وأضافت غيث في تصريح إلى "المغرب اليوم" أن أهمية الارشاد الاسري ما قبل الزواج جاء بعد  ارتفاع نسب الطلاق في العالم العربي بين الخاطبين قبل الدخول، أو خلال السنة الأولى من الزواج في الكثير من المجتمعات, لذلك بدأت الجهود الوقائية  للحد من هذا الانتشار مما جعل هناك برامج تأهيل الزواج للخاطبين، والمقبلين على الزواج للحد من  فقدان السيطرة على الخلافات والصراعات التي قد تظهر في العلاقة الزوجية، وتوفر البيئة الآمنة لنمو وتطور العلاقة الزوجية، واستمرارها واستقرارها. حيث تُعرَف برامج التأهيل للزواج أيضاً ببرامج الإرشاد الزواجي الوقائي  ، تتضمن مجموعة من المعارف والمعلومات والمهارات التدريبية المرتبطة بالزواج، يتم تزويد المشاركين(المقبلين على الزواج) بها لتنمية علاقتهم الشخصية، والمحافظة عليها بعد الزواج.

و نوّهت غيث أنه على الرغم  من تنوُّع العوامل والمتغيرات المؤدية إلى انهيار العلاقات الزوجية، إلا أنّ هناك وعيًا متزايدًا بأنّ الإعداد الجيد للزواج من خلال الإرشاد ما قبل الزواج، بإمكانه أنّ يُوفر أساساً قوياً وثرياً على الحياة الزوجية .

وتشير غيث ان  هنالك تنامي في اقبال  المخطوبين على المرشد الزوجي لقناعاتهم  بأهمية الحصول على خدمات ما قبل الزواج، سواء كشريكين، أو كأشخاص وأفراد يريدون تحضير ذواتهم للحياة الزوجية، وتعلُّم مهارات الحياة الزوجية والأسرية، ولذا يوجد إقبال على طلب هذه الخدمة، وكحال الخدمات النفسية فإن النساء أكثر إقبالا وطلباً لخدمة الإرشاد الأسري من الرجال، سيما وأن العديد من الدول أصبحت توفر هذه الخدمة عبر المراكز والمؤسسات الأسرية، والمنظمات التي تُعنى بهذا الشأن.
 
لافتة إلى وجود العديد من الموضوعات التي يتم تثقيف وتدريب المقبلين على الزواج عليها؛ منها تعلُّم مهارات اتخاذ القرار وحلّ الصراع والتخطيط  لرسالة الأسرة ورؤيتها واستكشاف نقاط القوة والنماء عند الشريكين وتنمية مهارة التواصل والاتصال الايجابي واكتساب  طرق التعبير عن الانفعالات والمشاعر بطرق صحية وتحديد  مصادر الضغوط النفسية ومهارات حلّ المشكلات وتنمية علاقة متوازنة بالشريك واستكشاف مواضيع عائلية خاصة بعائلتي الشريكين والتدريب على تنظيم الميزانية، والتخطيط المالي ووضع  أهداف شخصية وغايات عائلية و تفهُّم وتقبُّل الاختلافات الشخصية.
 
وشدّدت غيث على عدم وجود مشكلة مستعصية أمام الزوجين اللذين يريدان التوافق والتعايش بسلام، واستمرار العلاقة دون انفصال، متى ما كانت هذه الإرادة موجودة سيكون هناك منافذ للحل، وللتسوية وحل الخلافات مهما كانت حدتها، ويشترط أن تكون الإرادة لدى كل واحد منهما، حتى تسير الحياة بين الزوجين بشكل مرضٍ وملائم، وبقدوم الزوجين إلى الإرشاد الأسري سيتم التأكيد على هذا الأمر، لن ينفع أن يتغير أحدهما دون مشاركة الآخر، أو على الأقل أن يسمح الآخر لجهوده بالظهور دون عراقيل، والمعروف أن العلاقات الزوجية ليست علاقات خطية باتجاه واحد(من- إلى)، وإنما علاقات دائرية؛ بمعنى أنها تتضمن التأثير على الآخر والتأثر به، فتغيير الزوج لأسلوبه مع الزوجة سيترتب عليه تغير في استجابة الزوجة وهكذا، بالملخص متى ما قرر الزوجان حل مشكلاتهما بإخلاص وجدية سيتمكنان من تجاوز مشكلاتهماـ وباللجوء إلى خدمة الإرشاد الأسري سيصبح الأمر أكثر يسرا وتحديدا، وسيختصر وقتهما وجهودهما، وسيساعدهما على تحقيق أهدافهما بطريقة منظمة بعيدا عن العشوائية, مشيرة الى ان اللجوء لمكاتب الارشاد الزواجي مؤشر وعي، ودافعية للحفاظ على العلاقة الزوجية، ولو لم تكن العلاقة مهمة لانفصلا دون مشورة أحد أو مختص، صحيح أن الأزواج لا يلجؤون إلى مكاتب الإرشاد إلا عند وجود خلافات وصراعات، ألا أن وصولهم لمكاتب الإرشاد صحي، يعني أنهم بصدد حل خلافاتهم بطريقة جدية، ونفذوا الخطوة الأولى من الوعي بوجود مشكلة والحاجة إلى توليد بدائل موضحة أن أي شخص يلجأ للمرشد النفسي لأهداف تعليمية لتحقيق النمو السليم عبر مراحل العمر، وتعلُّم مهارات حياتية ايجابية ، كما يمكن اللجوء لخدماته كوسيلة للوقاية من حدوث مشكلات وسوء اتخاذ القرارات، أما في حال وجود معاناة من سوء توافق شخصي أو زواجي أو أسري أو مهني، أو صعوبة في اتخاذ قرارات مهمة ، أو عدم قدرة على التكيف والتلاؤم مع متطلبات حياتية معينة فللإرشاد النفسي دور في تقديم المساعدة للناس في فهم أنفسهم وعالمهم بشكل صحي وسليم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فيديو لنقل مومياوات بمترو مصر يثير جدلاً كبيرًا
خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج
وزيرة الصحة الفلسطينية تؤكد أن الموت مصير المرضى بمشافي…
طبيب يحذر من أخطاء في التغذية تحفّز السرطان
باحث مصري يتوقع الوصول لعلاج للشيخوخة خلال 10 سنوات

اخر الاخبار

وزير الخارجية الأميركي يكشف تفاصيل مقترح السلام لأوكرانيا ويؤكد…
الديوان الملكي المغربي يتسلم مقترحات الأحزاب السياسية المغربية لتحيين…
مجلس المستشارين المغربي يعقد جلسة لمساءلة رئيس الحكومة حول…
الطالبي العلمي يؤكد في مؤتمر الاتحاد البرلماني الإفريقي أن…

فن وموسيقى

إلهام شاهين تتوَّج بجائزة The Best 2025 كأفضل ممثلة…
تامر حسني يتلقى دعماً كبيراً من نجوم الوسط الفني…
غياب شيرين عبد الوهاب يثير القلق وسط أنباء عن…
عمر خيرت موسيقي استثنائي صنعت تجربته مساراً مختلفاً وحضوراً…

أخبار النجوم

تكريم الفنان يحيى الفخراني يضيئ افتتاح الدورة 26 لمهرجان…
ياسمين عبد العزيز تكشف عن تفاصيل عودة التعاون بينها…
حقيقة عودة عمرو دياب للتمثيل وتقديم سيرته الذاتية
زينة ترثي النساء اللواتي تعرضن للعنف وفقدن حياتهن دون…

رياضة

غوارديولا يشيد بأداء هالاند مع النرويج ومانشستر سيتي
محمد صلاح يتصدر البوستر الرسمي لكأس العالم 2026
حكيمي يتسلم جائزة أفضل لاعب أفريقي وهو على السكوتر
حكيمي وبونو يجسدان المجد المغربي في أفريقيا

صحة وتغذية

دراسة تكشف أن الوجبات السريعة قد تُسبب الاكتئاب
نجاح تجربة لعلاج سكر النوع الأول بزراعة الخلايا الجذعية
تقدماً كبيراً لعلاج السكري من النوع الأول عبر زراعة…
تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم الأطباء في…

الأخبار الأكثر قراءة

نجاحات الصحة الإنجابية في المغرب تصطدم بالواقع الميداني
تحذيرات من مخاطر علبة واحدة يوميًا من المشروبات الغازية…
الفحص الدوري لوظائف الكلى وتحليل البول سنويًا يقي من…