الرئيسية » أخبار عربية

الدار البيضاء ـ وكالات

أثار قرار مجموعة من الناشطين الإسلاميين الجزائريين تأسيس حزب سلفي، الكثير من الجدل في الشارع الجزائري، إذ يتساءل الكثيرون حول الهدف من تأسيس هذا الحزب وهل يعني بداية النهاية لعقود الود بين السلطة والجماعات السلفية.يؤكد الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش، وكيل مؤسسي حزب"جبهة الصحوة الحرة" الجديد، وعضو الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، بأن الدافع وراء تأسيس الحزب هو إثراء الساحة السياسية بمشاركة سياسية سلفية،  وتمكين شريحة واسعة من المجتمع من ممارسة حقها في التعبير السياسي. ويضيف زراوي في حوار مع DW عربية أن "من الظلم إقصاء وتهميش أبناء هذا التيار، ومنعه من خدمة الجزائر والجزائريين". فالهدف برأي الشيخ هو "المساهمة في بناء البلاد وإصلاح الأمة وتحكيم شريعة الله". ويشدد الشيخ أن ما تهدف إليه المجموعة التي أسست هذا الحزب أيضا هو "تأصيل القرارات والمواقف وفق شريعة الإسلام وخدمة الجزائريين بكل صدق وعدل، بعيدا عن العنف والصدام، وذلك من خلال التغيير التدريجي، وعبر مراحل زمنية". فالأوضاع المتدهورة في كل المجالات تستلزم برأي الشيخ "التدخل لإصلاح الوضع وبالطرق السياسية الشرعية، فنحن نرفض التغيير الجذري للمجتمع، وإزالة المفاسد دفعة واحدة، لأن ذلك مغامرة تدفع البلاد والمنطقة كلها إلى الهاوية". وكشف الشيخ زراوي لـ DW عربية أن الجلسة التأسيسية للحزب ستكون في 16 فبراير المقبل بالعاصمة حيث من المقرر أن "يتم الإعلان عن الحزب وقراءة أهدافه للشعب الجزائري وتوضيح خارطة طريق الحزب في المرحلة القادمة". وهذه الخارطة ستركز على التنظيم وبناء الحزب واستمرارية العمل الدعوي والإصلاحي كأولوية، وإرجاء المسائل السياسية المتعلقة بالدستور والبرلمان والرئاسة إلى مراحل أخرى قادمة.وبيّن زعيم حزب الصحوة الحرة، بأنة ورفاقه، مصرون على ممارسة حقهم في النشاط السياسي، وسيناضلون بالطرق السلمية من أجل ذلك، وأن تغييب شريحة السلفيين من العمل السياسي قرابة ربع قرن يكفي، وأن للجميع الحق في إبداء الرأي في كل ما يحدث داخل الجزائر وخارجها، والمساهمة في إيجاد الحلول لمختلف الأزمات التي تعرفها البلاد، بما فيهم أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة. ويواجه الحزب السلفي الجزائري العتيد معارضة شديدة من طرف العديد من الجهات والتيارات السياسية بما فيها الإسلامية، فهذه الأحزاب تخشى من قوة التنظيمات السلفية وفاعليتها في الميدان. فقد انتقد المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي (برلماني سابق من التيار الإسلامي) على صفحته بالفيسبوك  المبادرة وأصحابها. وكتب فلاحي في صفحته يقول"لا يمكن بأي حال من الأحوال وفي عصر العولمة، قبول المبادرة التي تقدم بها حمداش زراوي من أجل تأسيس حزب ذي مرجعية سلفية، وهذا لسبب وجيه هو أن أصحابها لا يؤمنون بالدستور والقوانين الوضعية، وبالتالي هم يشكلون خطرا على الدولة الحديثة وكل ما له علاقة بالمعاصرة". وانتقد فلاحي ما وصفه بفهم السلفيين للدين مؤكدا أن "حضور هؤلاء في الساحة السياسية، لا يزيد إلا في إذكاء نار الفتنة والشقاق، وأولى لهم الاشتغال بالعمل الخيري إذا كانوا فعلا يريدون الإصلاح والتربية والمنفعة للمجتمع والدولة الجزائرية".ولا تقتصر خصومة أنصار "الصحوة الحرة" مع العلمانيين والسلطة، بل هناك فريق آخر من السلفيين يرفض فكرة إنشاء الحزب، حيث حرم الشيخ فركوس (أحد أقطاب السلفية في الجزائر) في فتوى له الانخراط في العمل الحزبي، وهو ما اعتبره الشيخ عبد الفتاح زراوي بالقصور في فهم الدين من طرف بعض رموز السلفية. وقال الشيخ زراوي لـ DW عربية "نحن نحترم كل رأي معارض لنا، لكن دون أن يمس ذلك بحقنا في ممارسة السياسة، وتطبيق أحكام شريعة الله، وخدمة الأمة. ولنا من الأدلة الشرعية ما يكفي لدحر ادعاءات البعض بحرمة التحزب". وأضاف الشيخ زيراوي "لقد حان الوقت للسلفيين للخروج والعمل في النور"، وهو ما يشير إلى أن جولات الجدل بين أبناء التيار ستستمر لسنوات قادمة مما سيزيد من حدة الانقسام الواقع الآن.  ويرى عثمان لحياني، الكاتب الصحفي بجريد الخبر الجزائرية أن جنوح التيار السلفي في الجزائر إلى تأسيس حزب سياسي يعد مؤشرا إيجابيا على تجاوز السلفيين لقاعدة "لا حزب في الإسلام ، ولا سياسة إلا للحاكم". وهذا الأمر يعطي السلطة فرصة برأي لحياني لـ "استدراج السلفيين إلى الساحات المكشوفة للعمل السياسي بدلا من بقائهم في مغارات العمل التحتي". ويعتقد لحياني بأن السلفيين في الجزائر يرغبون في استنساخ تجربة حزب النور السلفي في مصر وما حققه من مكاسب للتيار. ويرجع صحفي الخبر الدافع الحقيقي لتأسيس الحزب في حديثه لـ DW عربية إلى غلق السلطة لساحات العمل المسجدي والمدني أمام السلفيين وباقي التيارات، "مما جعل بعض هؤلاء يعيدون النظر في ميكانيزمات التواجد المجتمعي، ولم يكن بالنسبة لهم بد من أما الإعلامي محمد بغداد المتخصص في الحركات الإسلامية فيرى أن التيار السلفي يملك قاعدة شعبية واسعة ومهمة، تتكون بالدرجة الأولى من الفئات الفقيرة والمهمشة، بالأحياء الفقيرة في المدن والقرى، والتي تعاني موانع في الانخراط الاجتماعي، فيما يقود التيار مجموعة من الأثرياء الجدد، المستفيدين من الريوع التجارية. ويضيف بغداد لـ DW بأن التيار السلفي تعزز موقعه بعد فشل الإسلاميين المعتدلين (التيار الإخواني)، في تحقيق الطموحات والمشاريع، التي أعلنوا عنها. ويعيب الباحث في الحركات الإسلامية على التيار السلفي في الجزائر، بأنه "لا يملك قيادات تاريخية، وإنما قيادات روحية، مما يجعله يفقد أهم عوامل التأثير في الرأي العام في المجالات السياسية". ويرى أن التيار لا يملك مشروعا سياسيا متكاملا، وجل ما قامت به جماعة "الصحوة الحرة" هو "جس للنبض وإحراج للسلطة، التي أبانت سهولة كبيرة في الترخيص لأحزاب سياسية من مختلف التيارات، مما يضعها في حالة رفض الحزب السلفي في الزاوية الضيقة، ومعرضة لمضايقات منظمات حقوق الإنسان العالمية".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض يعلن زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن…
فاعلون مغاربة يدعون للتضامن مع الشعب السوداني ضد الإبادة…
السوداني يتعهد بحصر السلاح بيد الدولة ويؤكد استمرار خطة…
جوزيف عون يؤكد أن خيار لبنان الوحيد هو التفاوض
الحوثيون يهددون بمحاكمة موظفي الأمم المتحدة وسط رفض دولي…

اخر الاخبار

أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال
كتائب القسام تعلن تسليم رفات رهينة جديد في خان…
الأمم المتحدة تحذر من استعدادات لمعركة جديدة في كردفان…
الأمم المتحدة نحو مئة حالة اختطاف أو اختفاء في…

فن وموسيقى

أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…
آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…

أخبار النجوم

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
الحكم على محمد رمضان بالسجن عامين ورد فعله يشعل…
هالة صدقي تعبرعن سعادتها بتكريمها في مهرجان VS للأفلام…
ياسمين صبري تدعو لاستعادة الثقة بعد إفتتاح المتحف المصري…

رياضة

رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
إصابة أشرف حكيمي تبعده عن الملاعب وتثير القلق حول…

صحة وتغذية

بعض الأدوية الشائعة المستخدمة يومياً تؤثر سلبا على فعالية…
الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

الأخبار الأكثر قراءة

الكويت تخطط لتحديث 250 قانوناً بحلول عام 2026 في…
ضبط بلوغر المطاعم الهارب من 11 حكما بعد نصبه…
الاجهزة الامنية تضبط سارقي السوار الاثري من المتحف المصري
مجلس الدفاع الخليجي يصدر خمسة قرارات خلال اجتماع استثنائي
الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل ملك إسبانيا في قصر…