الرئيسية » عناوين الاخبار
القوات المسلحة الملكية

الرباط - المغرب اليوم

عاشت أمينة كراريم في مكناس وسلا والرباط قبل التواجد في ستراسبورغ واستوكهولم، وحواضر أخرى كأوسلو وبرشلونة، ما يجعل التعبيرات المغربية تبقى ملازمة لها أينما حلت وارتحلت خلال العقود الثلاثة الماضية، مفتخرة بهويتها الأصلية ومعتبرة نفسها مندمجة في عدد من فضاءات الاستقرار الأوروبية.

ارتبط العطاء المهني لكراريم بمجموعة من المجالات المتباينة، بداية بانجذابها إلى وسط الاشتغالات ذات الصبغة القانونية، ومرورا بربع قرن من تقديم الخدمات التمريضية في مرافق متخصصة في ذلك؛ لكن التجربة التي تستدعي الاهتمام أكثر تتصل باختيارها الإمساك بدفة القيادة في أقدم شركات سيارات الأجرة في مملكة السويد.

الرباط وسلا

ولدت أمينة كراريم في مدينة مكناس، وسط أسرة يعولها أب بالاشتغال في القوات المسلحة الملكية، ثم انتقلت صغيرة للعيش في المدينة العتيقة بسلا، بحكم انتقال والدها العسكري إلى صفوف الخدمة بالعاصمة الرباط، وبين ضفتَي نهر أبي رقراق توزعت حياتها قبل الهجرة إلى السويد.

وتقول أمينة: “درست الطور الابتدائي في حي بطانة بمدينة سلا، ثم منطقة الرمل وإعدادية لالة حسناء، ثم التحقت بحي الليمون في الرباط خلال المرحلة الثانوية، وبعدها جاءت مرحلة الإقبال على العمل من أجل الحصول على عائد مالي يلبي حاجياتي اليومية باستقلالية، مع محاولة دراسة العلوم القانونية في فترة المساء بجامعة محمد الخامس”.

وعملت كراريم مؤقتا في محكمة الاستئناف بالرباط، ضمن فترات صيفية متوالية عند حصولها على العطلة المدرسية، ثم التحقت بمكتب للمحاماة من أجل تقديم خدمات في المساعدة الإدارية، وبعد انقضاء قرابة 9 سنوات من التواجد في هذا الموقع المهني، واستصعابها محتوى التعليم العالي في الميدان القانوني بالرباط، ارتأت خوض تجربة هجرة تنقلها خارج المغرب.

ستراسبورغ واستوكهولم

قدمت أمينة كراريم طلبا للدراسة في فرنسا، وبعدما حظيت بالقبول عملت على شد الرحال إلى خارج المغرب من أجل التكوين في ستراسبورغ، لكنها غيرت الوجهة بعد 6 شهور من الوصول إلى أوروبا، قابلة الانتقال إلى مملكة السويد بغرض الاستقرار في عاصمتها استوكهولم.

وعن هذه الخطوة تقول كراريم: “تغيرت أهدافي بعد التعرف على رجل سويدي في استوكهولم، إذ صرت مرتبطة بعلاقة زواج تقتضي استحضار ما يفضي إلى تكوين نواة أسرية، وبالتالي فتحت باب العيش في السويد بحلول سنة 1989، ومنذ أن دخلت عاصمة البلد بقيت فيها إلى الحين”.

أما بخصوص حضور فكرة الهجرة في ذهنها فإن أمينة تؤكد أن التوجه إلى خارج المغرب جاء على حين غرة، خاصة أن ظروفها الأسرية كانت مريحة بحكم اشتغال الأب في القصر الملكي بالرباط، كما تشدد على أن حسم قرار التنقل جاء من أجل الدراسة لا غير، ثم تطورت الأمور في وقت لاحق لتشدها صوب منطقة اسكندنافيا شمال أوروبا.

التكوين الأصلي

استشعرت أمينة كراريم الغربة منذ أول يوم لها خارج التراب المغربي، وذلك بحكم ارتباطها بأفراد أسرتها، من جهة، وعدم توفرها على أي فرد من الأقارب في حيز استقرارها الجديد، من جهة ثانية؛ وبقي هذا الإحساس يخالجها حتى التمكن من الاعتياد على العيش بسلاسة في المجتمع السويدي.

وتصرح المزدادة في مدينة مكناس قائلة: “لم أتحدث بالعربية طيلة السنوات الـ10 الأولى من الاستقرار في استوكهولم، إذ كان المحيطون بي إما سويديون أصلا أو من ذوي جذور في أمريكا اللاتينية، خاصة أن المنحدرين من المغرب لم يكونوا في منطقة سكني”.

وعملت أمينة على دراسة اللغة السويدية والبحث عن تكوينات مهنية تتيح لها الولوج إلى سوق الشغل، ثم تحصلت على دبلوم يمكنها من العمل بصفة مساعدة في التمريض، لكنها واصلت الإقبال على الدراسة بالموازاة مع العمل من أجل الارتقاء إلى مرتبة ممرضة.

حضور الإرهاق

قبلت الوافدة على أوروبا من سلا مجموعة من فرص الاشتغال التي جعلتها تلتحق بمصحات في ثلة من الوجهات الأوروبية، أبرزها العاصمة النرويجية أوسلو، وكبرى مدن كتالونيا الإسبانية برشلونة، حريصة على تقديم خدمات التمريض لمواطنين سويديين مستقرين خارج بلادهم لأغراض متنوعة.

وعن هذه الفترة تورد أمينة كراريم: “كان الدوام متقطعا بطريقة تجعلني أتنقل صوب مقر العمل لفترات معينة قبل العودة إلى بيتي في استوكهولم للاستفادة من مدة راحة، لكن الإرهاق حضر بكيفية واضحة عندما كنت أقسم الأسبوع بين السويد والنرويج طيلة 3 سنوات”.

“بعد اكتمال 26 عاما من العمل في التمريض قررت تغيير الوجهة بشكل كلي، إذ لم يعد الحضور في الميدان الصحي يشدني إليه كما كان الحال من قبل، وبالتالي ارتأيت التوجه نحو السياقة المهنية في خدمات الإركاب، والالتحاق بواحدة من كبرى شركات ‘الطاكسيات’ في استوكهولم”، تردف ذات الأصل المغربي.

على الطرقات

حرصت أمينة كراريم على جمع معرفة نظرية حول سياقة سيارات الأجرة من خلال الالتزام بدروس تكوينية، والتعرف على كيفية التعامل مع المشاكل التقنية التي يمكن يلاقيها العاملون في هذا المجال، ثم حصلت على دبلوم يؤهلها لنيل رخصة ثقة، والتحقت بشركة “طاكسي استوكهولم” التي وفرت لها تكوينا إضافيا حول كيفية تقديم الخدمات لزبائن هذه المؤسسة.

وتقول المستقرة في اسكندنافيا ما زيد عن 30 سنة: “هناك شركات عديدة تدير سيارات أجرة في العاصمة السويدية، لكن تلك التي التحقت بطاقمها تبقى الأقدم في استوكهولم، وبالتالي لديها ضوابط معقدة تغيب عن غيرها، ما يستوجب معرفة إرثها مع الحرص على مواكبة التطورات التي تحدثها في خدماتها”.

وتتذكر كراريم مجموعة من المشاكل التي صادفتها عند بداية الجلوس على كرسي سياقة سيارة الأجرة، وتربطها بأحكام مسبقة ذات حمولة تمييزية ضد النساء، خاصة لدى المنحدرين من دول تصنف سائرة في طريق النمو، وبينهم متواجدون وسط الجاليات العربية المستقرة في العاصمة السويدية، ما تطلب منها وقتا للاعتياد على كيفية التعامل مع ملاحظات وسلوكيات تمس الكرامة.

استعمال العقل

تنصح أمينة كراريم مختاري الهجرة بنية البصم على مسارات متميزة بأن يحرصوا على توفير العزيمة والطموح لأنفسهم، معتبرة أن الخصلتين ترتقيان إلى مستوى الوقود متيح التقدم بثبات واستمرار في الحياة، خارج أركان الراحة المتصلة بالوطن الأم.

وتضيف المرأة السويدية المغربية عينها: “الناجحون أرادوا النجاح في وقت ما من عمرهم، لم يحتقروا أنفسهم ولم يشككوا في قدراتهم، بل حرصوا على نيل القوة من كل ما يواجههم على الدوام، والله منح الإنسان عقلا ليستعمله في كل ما يعود بالنفع عبر السبل المشروعة”.

“أرى أن الإقبال على الدراسة يجب أن يسبق أي اختيار مهني في مرحلة الشباب، مثلما التكوين يتيح تقوية المدارك التي يحتاجها الفرد في وقت لاحق، بينما الثقة في الرصيد الشخصي والمهني تزيد حظوظ فلاح المهاجرين إن تم استثمارها بإيجابية في فرض الذات ضمن التوجهات الصحيحة”، تختم أمينة كراريم.

قد يهمك ايضاً

مُناورات عسكرية مغربية فرنسية في جبال الأطلس

انعقاد اللجنة الاستشارية المغربية-الأميركية للدفاع برئاسة المفتش العام للقوات المسلحة الملكية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ترحيب عربي ودولي بقرار مجلس الأمن رفع العقوبات عن…
نتنياهو يتدخل لاحتواء توتر بين الشاباك والجيش الإسرائيلي
خامنئي يؤكد عدم التعاون مع أميركا بسبب دعمها لإسرائيل
المستشار الألماني فريدريش ميرز يدعو الرئيس أحمد الشرع لبحث…
الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لجهود اليونسكو في غزة ويدعو…

اخر الاخبار

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا…
مجلس النواب المغربي يُصادق بالإجماع على مشروع قانون يتعلق…
الأحزاب المغربية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس لتحيين…
رئيس مجلس النواب المغربي يجري مباحثات ووزير الخارجية السنغالي…

فن وموسيقى

كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…
ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…
أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…

أخبار النجوم

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير…
مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع…
يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار…
شيري عادل تكشف عن أولوياتها الفنية بعد الابتعاد عن…

رياضة

إصابة المغربي أشرف حكيمي تتحول إلى مكسب تجاري ضخم…
ميسي يقود إنتر ميامي لاكتساح ناشفيل والتأهل إلى نصف…
محمد صلاح على أعتاب معادلة رقم واين روني وتسجيل…
رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…

صحة وتغذية

تناول القهوة يومياً قد يخفض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني…
الأمم المتحدة تحذر من موجة جديدة لتفشي الكوليرا في…
علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
إنطلاق المرحلة الأولى لتنزيل المجموعات الصحية الترابية بجهة طنجة…

الأخبار الأكثر قراءة

الاستقلال ينسحب من تحالف مجلس آيت ملول ويؤكد الدفاع…
الملك محمد السادس يهنئ الرئيس الصيني بالعيد الوطني
الاتحاد الأوروبي يقر منتجات الصحراء المغربية
وزير الداخلية المغربي يعلق على احتجاجات "جيل Z" بعد…
نقص السائقين في إيطاليا يدفع شركات النقل العمومي لاستقدام…