الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
لازالت الحدود الجزائريّة المغربيّة مغلقة، بقرار جزائريّ، على الرغم من كل الدعوات، وسياسة اليد الممنوحة التي رفعتها المملكة، وعلى الرغم من عودة العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين، منذ 24 أيار/مايو 1988، عبر افتتاح السفارات لدى الرباط والجزائر، وتعيين السفراء.
وتميّزت العلاقات المغربيّة الجزائريّة، على مرِّ السنين، بالتوتر، بسبب موقف الجزائر الثابت والصارم من مسألة الصحراء، التي تعتبر أنها تندرج في إطار تصفية الاستعمار، فيما يعتبرها المغرب امتدادًا لأراضيه، وأنَّ الصحراوين لهم ارتباط عقدي مكتوب مع المغرب، وهم مغاربة.
ويؤكّد الباحث المغربي زكي مبارك أنَّ "العلاقات المغربية الجزائرية ساءت كثيرًا مع مجيء الاستعمار، وازدادت سوءًا مع رحيله، ولم يستطع السياسيون في البلدين التحرّر من بقايا الاستعمار ومشاكله، ولا تجاوز الأزمة".
وأشار إلى أنَّ "من تجليات الأزمة حرب الرمال بين البلدين، في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1963، بعد عام تقريبا من استقلال الجزائر، وشهور من المناوشات الحدوديّة".
وأوضح أنَّ "الحرب المفتوحة اندلعت في ضواحي منطقة تندوف، وحاسي بيضة، ثمّ انتشرت إلى فكيك المغربية، وتوقفت المعارك في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، فيما قامت الوحدة الأفريقية بإرساء اتفاق لوقف نهائي لإطلاق النار، في 20 شباط/ فبراير 1964".
وأبرز أنَّ "المغرب حقّق انتصارًا كاسحًا ومهينًا على الجيش الجزائري، إذ دخل إلى قلب وهران، قبل أن يأمر الملك الراحل الحسن الثاني بالانسحاب منها، رغم إلحاح قادة عسكريين مغاربة على البقاء فيها".